وزير الطاقة: آمل ألا يؤذي المشككون في اكتتاب أرامكو أنفسهم 

الإثنين ٩ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٩:٢٨ صباحاً
وزير الطاقة: آمل ألا يؤذي المشككون في اكتتاب أرامكو أنفسهم 

أكد وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن اكتتاب أرامكو يعكس قوة الاقتصاد السعودي وثقة المستثمرين الأجانب والمواطنين في الشركة العملاقة لافتًا إلى أن من فاته الاكتتاب سيندم ندمًا شديدًا.
وكشف وزير الطاقة أن اكتتاب أرامكو جاء تنفيذًا لرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبالتوقيت الذي اختارته المملكة وبالطريقة التي أرادتها المملكة لتقطع الطريق على المشككين في عملية الطرح الأكبر على مستوى العالم.

وتحدث وزير الطاقة في حوار مع هادلي غامبل، مذيعة أمريكية في CNBC، عن نتائج اكتتاب أرامكو، وشعوره الشخصي حيال ذلك، كما تحدث عن أبرز ما يتعلق باجتماع الأوبك، وإنتاج النفط الصخري فإلى نص الحوار:

بعد 30 عامًا في هذا المجال، كيف تصف نجاح المملكة في طرح اكتتاب أرامكو؟

وزير الطاقة : شخصيًا، كان يوم الإعلان يومًا مشرقًا في حياتي، أعتقد أنه أكثر أيام حياتي إشراقًا، وأفتخر بذلك، ومن ناحية أخرى، لم أكن أريد أن يأخذ الناس انطباعًا خاطئًا بأننا كنا نشعر برهاب الأجانب، بسبب وجود مشاركة أجنبية، ولكن كان قرارًا اتخذناه؛ لأننا أردنا التأكد من أن فائدة التقييم تذهب أولًا وقبل كل شيء لشعبنا، ولأولئك الذين يؤمنون بالمملكة، البلد والدولة المستقرة سياسيًا واقتصاديًا، والشركة ونظامها الإيكولوجي الذي تعمل به.

وتابع: شكك الكثيرون في نجاح هذه الخطوة، لكن أرى الآن أن بعض الرجال الذين لديهم هذا الفكر المشكوك، على وشك عض أصابعهم من الندم، وآمل ألا يؤذوا أنفسهم.

وأردف الأمير: قلنا سابقًا سيفعلها الأمير محمد بن سلمان في الوقت المناسب، والمكان المناسب، وعلى الطريقة السعودية، وأعتقد أننا رأينا جميعًا ثمار ذلك، والدليل أنه بلغت التغطية الإجمالية 465 %.

وواصل: بعد نجاح الاكتتاب، شعرت أني أكثر قلقًا بشأن منح بلدي وشعبي أفضل ما عندي، وكل ما يمكنني تقديمه له، دمي والعرق والوقت والجهد وكل ما يمكنني فعله، أنا الآن عاطفي بعض الشيء عندما أتحدث عن البلد، كل هذه العقلانية تصبح كرة من العاطفة الجياشة، أقولها بفخر، أنا مواطن فخور بخدمة شعبي وبلدي.

وكانت هادلي غامبل بدأت الحوار بالسؤال عن أبرز ما جاء في المحادثات المثيرة للجدل في أوبك.

وقال وزير الطاقة: لن أسميها مثيرة للجدل، هي مناقشات عميقة، غرضها تقييم ما كنا نفعله في الأعوام الماضية، والتأكد من أن زملاءنا سيقدمون جميع الضمانات اللازمة لفعل ما قد ألزموا أنفسهم به، نناقش ما يتعين علينا القيام به، وكيف يمكننا أن ندير أنفسنا، ونلتزم بالتزاماتنا.

وتابع: نحن جميعًا على استعداد للمضي قدمًا؛ لأن ما يأتي الآن هو ما سنفعله في المستقبل، ويسعدني تمامًا أن أقول نيابة عن الجميع إننا حصلنا على التأكيدات بأن الجميع سيلتزم بمسؤولياته، وأن جميع البلدان في الاجتماع قادرة على الوفاء بالتزاماتها، إنه توازن معقد للغاية، وهو صعب في بعض الأحيان؛ لأنه يجب علينا أن نضع في الاعتبار مفهوم الإنصاف.

وسألت غامبل متى تبدأ الصفقة الجديدة وماذا سيحدث فيها؟

وأجاب الأمير أن الصفقة الجديدة ستبدأ في  بداية يناير، متابعًا: أعتقد أننا سنشهد أرقامًا أفضل من بعض الدول من حيث الأداء، حيث وعدني صديقي من نيجيريا بأنه سيكون ممتثلًا تمامًا في شهر نوفمبر، وسنتمكن من التحقق من هذا الوعد في منتصف ديسمبر، وأخبرني صديقنا من العراق أيضًا بأنهم يفعلون شيئًا إضافيًا من حيث أدائهم، وستظهر نتائج الأداء للجميع في منتصف شهر يناير، وستبدأ الصفقة الجديدة في بداية يناير، على أن نتمكن من رؤية أداء أي شخص في منتصف فبراير.

وسألت إذا كان هناك علاقة بين موعد اجتماع الأوبك واكتتاب أرامكو؟

وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: لقد صادف أنه تم تحديد توقيت اجتماع أوبك في شهر يونيو، وتم تحديد موعد الاكتتاب في الآونة الأخيرة، حقيقة أنهما تزامنا مع بعضهما، جعل البعض يقيم علاقة بين الاثنين، كما تعلمون، تحاول بعض وسائل الإعلام استخدام ذلك كتحذير؛ لحملنا على شرح ما نحاول القيام به في اجتماع أوبك هذا.

كيف ترى أمر إنتاج النفط الصخري؟

قال وزير الطاقة، إن منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة لم يفعلوا أي شيء خطأ، متابعًا: إنهم فقط ينتجون المزيد من البراميل، ووضعوا الولايات المتحدة على الخريطة من حيث متطلبات الطاقة، إنهم يعملون على تنمية الاقتصاد وخلق وظائف، أرى هذا عملًا رائعًا للصناعة في الولايات المتحدة.

هل سنشهد نوعًا من التنظيم الرسمي فيما يتعلق بإنتاج النفط الصخري وأوبك؟

قال الأمير: نحن نتفهم القيود القانونية لكل بلد وسنكون سعداء بالمساعدة، ونحن تلقينا دعوة من مكاتب كبيرة جدًا في هيوستن، ونعمل مع العديد من شركات النفط العالمية، وستكون أرامكو أكثر عالمية، وهذا مسعانا بأن تكون شركة نفطية دولية نموذجية.

هل تشعر بالقلق إزاء أمن أرامكو اليوم؟

أجاب الأمير: لقد رأينا ما حدث في 14 سبتمبر، ولا أستطيع مغادرة هذا المكان دون أن أؤكد أن التأثير على المنشأة لا يؤثر في الواقع على المملكة أو الاقتصاد السعودي أو المواطن السعودي فقط، إنما يؤثر على كل مواطن في العالم بأسره؛ لأن أي تأثيرات كبيرة من إمدادات النفط الخام من أرامكو سوف تخلخل كل أسرة في أي مكان في العالم، يحتاج العالم أن يفهم أن العبث بأمن إمدادات الطاقة يعد من المحرمات، والعالم بأسره بحاجة إلى بذل كل جهد ممكن للتأكد من أن هذا لن يسمح به.

وسألت غامبل هل هذا يعني أنك سترحب بمزيد من القوات الأمريكية في المنطقة؟

ليختتم الأمير عبد العزيز حواره بإجابة مهنية قائلًا: أترك هذه الإجابة لمن يختص بهذا المجال، أنا وزير الطاقة ونحن نؤمن بتقسيم العمل، أقوم بعملي في المنطقة التي أعرفها بشكل أفضل، وأنا أعلم أيضًا أن لدينا أشخاصًا أكفاء مختصين بالإجابة عن هذا الجانب الآخر من القصة.