ما هي صفقة القرن وماذا يحدث بعد رفضها؟

الأربعاء ٢٩ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٧:٣٧ مساءً
ما هي صفقة القرن وماذا يحدث بعد رفضها؟

قالت المنظمة البريطانية ميدل إيست مونيتور، إنه لا يتطلب الأمر فهمًا سياسيًا خارقًا لإدراك أن الإدارة الفلسطينية سترفض بالتأكيد صفقة القرن التي كشفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء.

وتابعت في تقرير لها قائلة: قبول الإدارة الفلسطينية صفقة القرن، هو بمثابة انتحار سياسي لها، ولن يجرؤ أي من الفصيلين فتح أو حماس، من التوقيع على التنازل عن القدس، كما أن الصفقة نفسها تتضمن أيضًا عدم الاعتراف بأغلبية أراض الضفة الغربية كأرض فلسطينية.

وأضاف التقرير أن الصفقة نُظمت بالتأكيد مع صهر رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، جاريد كوشنر، وهي توفر للفلسطينيين كيانًا يمكنهم الإقامة فيه في المواقع (أ) و(ب) وجزء من(ج)، بحسب تصنيفات أوسلو، كما أن وادي الأردن سيظل تحت السيطرة الإسرائيلية، وهو ما يصل إلى إجمالي 60% من الضفة الغربية.

وبداخل المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، هناك المستوطنات الإسرائيلية التي ترتبط بطرق توصل إلى إسرائيل، وفق صفقة القرن.

 وهكذا، فإن فلسطين ستتألف من كانتونات منفصلة، يحدها الطرق والأسوار وتربطها جسور وأنفاق، مع عدم وجود أدوات لحماية هذا الكيان أو سيادته.

وتابع التقرير: وفي وضع كهذا لن يكون الكيان قابلًا للعيش على نحو معقول، وسيكون المسار المتاح هو الانتقال إلى دول عربية أخرى، وتمرير ما يُسمى بمشروع الوطن البديل.

وقالت المنظمة التي تركز على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إنه بالتأكيد لن تتم الموافقة على أي من هذا من قبل الإدارة الفلسطينية، وقد ينطوي الأمر على بعض التهديدات التقليدية مثل وقف التنسيق الأمني، أو حل السلطة، وهو خيار لن يجرؤ أحد على وضعه موضع التنفيذ، وبالتالي لن يتغير شيئًا، بل ربما سيُستخدم الرفض الفلسطيني ذريعة لضم الغور، وربما كل الضفة الغربية لاحقاً، وبالتالي أيضًا سيتغير الوضع من كونه احتمالية إلى أمر واقع، ومن مؤقت إلى دائم.

واختتم التقرير قائلًا إن الحل الوحيد هو فرض الشعب الفلسطيني موقفه على القيادة، وإعادة تصويب بوصلته.

ويُذكر أنه خرج الآلاف في مسيرات غاضبة بالأراضي الفلسطينية والأردن، مساء الثلاثاء، رفضاً لـ صفقة القرن، بالتزامن مع كشف ترامب عن تفاصيلها.