تركية اُعتقلت 30 مرة لدفاعها عن ابنها المعتقل !

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ٨:٢٥ صباحاً
تركية اُعتقلت 30 مرة لدفاعها عن ابنها المعتقل !

المواطن – متابعة

“ملك تشيتينكايا” أم تركية، تبلغ من العمر 43 عامًا، اُعتقلت 30 مرة منذ شهر سبتمبر الماضي حتى الآن، بالرغم من أنها لم تقم بشيء سوى دفاعها عن ابنها المسجون فرقان تشيتينكايا.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن فرقان الذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً فقط عند اعتقاله، كان تلميذاً في سلاح الجو التركي، وسُجن لمشاركته في محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2016.

عُرض فرقان على المحاكمة في عام 2018، وحكم عليه بالسجن المؤبد، ليس هو فحسب، بل إن مئات التلاميذ العسكريين الآخرين لاقوا المصير نفسه.

تقف والدة فرقان في الشارع وهي ترتدي حجابها وسترتها التي تقيها من البرد، وتسأل المارة كيف يمكن لأولاد أن ينفذوا انقلابًا، وتحثهم على أن يكونوا مدركين للظلم والمخالفات القانونية التي تحدث في بلادهم، والتي وقع ابنها وزملاؤه ضحية لها.

لم تمنح الشرطة التركية الأم فرصتها في الاحتجاج أبداً، فبمجرد أن تمر دقائق على احتجاجها تأتي الشرطة وتعتقلها، وبالرغم من أنها اعتقلت 30 مرة إلا أنها لا تمل أبداً، وتستمر في المطالبة ببراءة ابنها.

وقالت تشيتنيكايا إنها لم تعلم باعتقال ابنها سوى بعد يومين من اعتقاله، وظنت في البداية أنها ستتحقق العدالة وستتم تبرئته، ولكن آمالها تبددت مع بدء المحاكمة، ولذا رأت أنه ليست هناك عدالة في بلادها وقررت تحقيق العدالة لابنها بنفسها من خلال الشارع.

وأضافت أن ابنها بريء وأنه ليس هناك أحد في عائلتها على علاقة بالداعية فتح الله غولن والذي تتهمه الحكومة بإصدار أمر الانقلاب، موضحة أن ابنها كان في معسكر تدريبي بشمال غرب تركيا عندما تم إبلاغه هو وزملائه أن عليهم العودة إلى إسطنبول بسبب وقوع هجوم إرهابي.

وتابعت أن ابنها عاد ليلاً وكانت المدينة ممتلئة بالفوضى، فأخذ يردد هو وزملاؤه النشيد الوطني في الشارع ظناً منهم أن بلادهم تواجه هجوماً إرهابياً، ولم يدروا أنه سيتم اتهامهم بعد ذلك بدعم الانقلاب.

وأردفت أنه تم اتهامها بالانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة بسبب دفاعها عن ابنها، موضحة أنها لم تكن مدركة للظلم في بلادها حتى أنها صوتت لأردوغان في الانتخابات، ولكن التجربة التي عاشتها جعلتها تدرك أن ما يذاع على شاشات التليفزيون ليس بالحقيقة.

وشددت أنها لن تتوقف أبداً بالرغم من استدعاء الشرطة لزوجها وتأكيدهم عليه ضرورة إيقافها عما تفعله وهدداه بابنيهما الآخرين ولكنها لن تتوقف، لأنها تستمد شجاعتها من براءة ابنها وزملائه.

وقال محامو فرقان إن موكلهم وزملاءه لم يتدخلوا في أي من المواجهات بين الجنود المؤيدين للانقلاب والحراس المدنيين، ومع ذلك حكم عليهم بالسجن المؤبد.

يذكر أنه بعد محاولة الانقلاب تم اعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص، كما فُصل قرابة 150 ألف موظف في القطاع العام، في محاولة لقمع المجموعات المرتبطة بالانقلاب والمعارضين الآخرين للحكومة.

كما واجه 355 تلميذاً عسكرياً عقوبة السجن المؤبد لدورهم المفترض في الانقلاب، بالرغم من أنه ليست هناك أدلة على إدانتهم، وأنهم ربما كانوا ينفذون أوامر قاداتهم، وهذا بحسب ما يقوله نائب المعارضة عمر فاروق أوغلو.

ملك تشيتينكايا