ماذا يريد نتنياهو من السودان؟

الخميس ٦ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٢٩ مساءً
ماذا يريد نتنياهو من السودان؟

قال خالد أحمد، إعلامي سوداني مقيم في العاصمة الأوغندية كمبالا، إن اجتماع زعيم السودان الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يأتي ضمن خطط سعي إسرائيل لتوسيع نطاق علاقاتها ونفوذها في الدول الأفريقية على مدار الأعوام القليلة الماضية، والسودان هدف رئيسي في هذا الصدد.

وأوضح لموقع horseed media الصومالي، أن السودان مهم للغاية بالنسبة لإسرائيل لأنها تستطيع استخدام مجالها الجوي للذهاب إلى غرب إفريقيا والقارات الأخرى، ويمكنها أيضًا حل أزمة طالبي اللجوء الأفارقة.

وتابع: من الطبيعي أن يختبر نتنياهو مقدار الدعم الذي يمكنه الحصول عليه من أجل ما يسمى بخطة السلام الأمريكية أو صفقة القرن، والتي توصف بأنها تسعى إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن البرهان أكد في بيان الثلاثاء أن موقف السودان المبدئي من القضية الفلسطينيّة وحق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته، ظل وما زال وسيستمر ثابتًا، وفق الإجماع العربي ومقررات الجامعة العربية.

دور أوغندا:

وقال محلل سوداني إن اجتماع البرهان ونتنياهو، جاء بمساندة أوغندا، حيث تم ترتيب الزيارة قبل يوم واحد من موعدها، وقالت وسائل الإعلام المحلية الأوغندية إن ذلك يأتي في محاولة لتسيير اللقاءات بين قادة إسرائيل وبعض قادة الدول الإفريقية التي تفتقر إلى علاقات رسمية معها.

وكان أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الانتقالية السودانية ووزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، مساء أمس الأربعاء، أن البرهان قال إنه بادر بلقاء نتنياهو بصفة شخصية دون أن يستشير أحدًا، وأنه فعل ذلك لاعتقاده أن في ذلك فائدة للشعب السوداني.

وكان قد أعلن البرهان في بيان أن هذا الاجتماع هدفه صيانة الأمن الوطني السوداني.

وقال المحلل السياسي في جامعة أم درمان الإسلامية في السودان، الذي رفض ذكر اسمه، إنه لا يستبعد أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع الولايات المتحدة العقوبات من السودان أو إزالتها من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، مضيفًا أن يرى أن هذا الوضع يضع الحكومة الانتقالية في موقف حرج للغاية أمام الشعب السوداني وكذلك المجتمعات الإقليمية والدولية.

مصلحة أوغندا:

وتابع أن لأوغندا مصلحة في تسهيل العلاقات بين إسرائيل وغيرها من الدول الأفريقية، بما في ذلك السودان، حيث وافقت أوغندا نفسها على إقامة بعثات دبلوماسية مع إسرائيل، وإنهاء المقاطعة التي يعود تاريخها إلى عام 1972.

وأضاف: تعد أوغندا أيضًا بلدًا مؤثرًا جدًا في القضايا السودانية من حيث المصالح المتبادلة، ومظلة الكتلة التجارية التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) من بين القضايا الاستراتيجية الأخرى، لذلك يمكننا أن ترى كيف لعبت دورًا رئيسيًا في تسهيل اللقاء خاصة وأن أوغندا لديها مبعوث خاص لقضايا السودان وجنوب السودان.

واستطرد: السودان وأوغندا قريبان أيضًا من منابع نهر النيل، من بين قضايا استراتيجية أخرى، كما تحتاج الخرطوم إلى تخفيف العقوبات على السودان والتغلب على أزمتها الاقتصادية.

ويحكم السودان الآن مجلس سيادي عسكري مدني مشترك برئاسة برهان، مهمته الإشراف على انتقال البلاد إلى الحكم المدني الكامل.