هل ينجح أن يكون منافسه في الانتخابات الرئاسية؟ 

ذراع أردوغان الأيمن ينفصل عنه ويؤسس حزب العلاج المعارض

الخميس ١٢ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١:١٢ مساءً
ذراع أردوغان الأيمن ينفصل عنه ويؤسس حزب العلاج المعارض
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

كشف علي باباجان، الذي كان الحليف المقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان وعُدَّ يومًا ذراعه الأيمن، وكبير مهندسي النجاحات الاقتصادية المبكرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، عن حزبه الجديد DEVA الذي يُترجم إلى كلمة CURE أو دواء؛ لعلاج الأمراض الاقتصادية والسياسية في البلاد.

وساعد اسم على باباجان في تنمية الاقتصاد التركي وذلك قبل أن يفترق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو يعِد الآن بحزب الديمقراطية والتقدم الذي يمثل اختصار أحرفه الأولى كلمة DEVA أو CURE.

كان الرجل البالغ من العمر 52 عامًا، عضوًا مؤسسًا لحزب العدالة والتنمية، وعمل كوزير للاقتصاد ووزير الخارجية قبل أن يصبح نائبًا لرئيس الوزراء مع دور رئيسي في الشؤون الاقتصادية بين عامي 2009 و 2015.

وخلال فترة وجوده في الحكومة، كان علي باباجان يحظى بتقدير كبير من قبل المستثمرين والمسؤولين الأجانب وكان له الفضل على نطاق واسع في توجيه الانتعاش الاقتصادي الأولي لتركيا تحت حكم أردوغان وحزب العدالة والتنمية، لكنه استقال من الحزب الحاكم في عام 2019 ، مشيراً إلى خلافات عميقة بشأن حالة الديمقراطية وسيادة القانون والسياسة الخارجية.

باباجان يلمح بطموحاته في منافسة أردوغان:

وقال أثناء تدشين حزبه الجديد من مكان إعلان تأسيس حزب أردوغان قبل 19 سنة، في إشارة واضحة إلى طموحه بأن يأخذ حزب العلاج محل الحزب الحاكم الحالي: ديمقراطيتنا ضعيفة، ومجتمعنا لا يستطيع التنفس، ومستوى اقتصادنا وتعليمنا وأنظمتنا الصحية وصل إلى مراحل مقلقة.

وتابع: هذا الشعب شعر بالحزن الشديد في السنوات الأخيرة، لن نسمح لأمتنا بالحزن أكثر من ذلك، لقد حان الوقت لتحمل المسؤولية، حان وقت الديمقراطية ووقت التقدم لتركيا، نحن DEVA، وهذا هو وقت العلاج، يسعدنا أن نعلن عن حزب الديمقراطية والتقدم الذي سيكون العلاج لبلدنا.

وبحسب موقع التقارير والتحقيقات الاستقصائية BALKAN INSIGHT، قال أونور نيزيه كورو، عالم السياسة في جامعة كوتش في اسطنبول: باباجان لديه قدرة هائلة، يمكن أن يكون حزبه عنوانًا لأعداد كبيرة من الناخبين ويمكنه الوصول بسهولة إلى 10% من إجمالي الأصوات.

وبلغ عدد أعضاء المجلس التأسيسي للحزب 90 شخصًا، بينهم 27 امرأة، ومن بين المؤسسين 4 وزراء سابقين من حزب العدالة والتنمية، أبرزهم باباجان إضافة لوزراء، العدل سعد الله أرغين، والصناعة نهاد أرغين، والعائلة وفا عليا قواف.

يحظى بالتقدير في الداخل والخارج:

ينحدر باباجان من عائلة محافظة من الأناضول، والتحق بكلية TED في العاصمة أنقرة، وتخرج من الهندسة عام 1989، وحصل على منحة فولبرايت من الولايات المتحدة، حيث تابع دراسة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة نورث وسترن في شيكاغو بين عامي 1990 و 1992.

وبعد عودته إلى تركيا، عمل باباجان كمستشار مالي للشركات التركية قبل أن يصبح المدير العام لشركة عائلته التي لديها مصالح في الطاقة والسياحة والعقارات والخدمات اللوجستية، وبعد سنوات، ساعد في تأسيس حزب العدالة والتنمية.

وقال كورو: إنه رجل دولة يحظى باحترام الأوساط الدولية والتركية، مضيفًا: الأهم من ذلك أنه وجه غربي، يتفهم هو وزملاؤه حاجة الناس والرغبة في إعادة تركيا إلى تحالفاتها الغربية التقليدية وكف أيديهم عن نزاعات الشرق الأوسط.

وبحسب تقرير موقع BALKAN INSIGHT فإن في السنوات الأخيرة، تم اتهام أردوغان بالسلطوية والديكتاتورية، بينما تضرر الاقتصاد بشدة بسبب تضاؤل ثقة المستثمرين، والتدخلات الأجنبية المكلفة، وتداعيات مريرة مع الحلفاء الغربيين التقليديين.

وفي مواجهة أزمة اقتصادية في الداخل وخسائر عسكرية فادحة في سوريا، تراجعت معدلات تأييد أردوغان إلى مستوى تاريخي منخفض بلغ 41% في فبراير، وفقًا لاستطلاع نشرته شركة مترو متروبول للأبحاث في أوائل مارس.

يبقى لـ علي باباجان أن يتقن فن الخطابة ومخاطبة الجماهير والمناورات الشعبوية والحركات الاجتماعية القيادية التي يجيدها نظيره أردوغان، وسيكون أداء باباجان ضد الرئيس أردوغان وعلاقاته مع أحزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي على وجه الخصوص، مهمًا للغاية، وستقرر التحالفات المستقبلية أيضا نجاح هذا الحزب الجديد ونتائج الانتخابات، وعلى ذلك سيتحدد مدى نجاحه في منافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المتوقع أن تكون في عام 2023.