اتهامات ومخاوف عالمية تحوم حوله

درع بكين: رئيس منظمة الصحة العالمية متهم بتعريض الأرواح للخطر

الأحد ٥ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ٤:٣١ مساءً
درع بكين: رئيس منظمة الصحة العالمية متهم بتعريض الأرواح للخطر
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

يواجه تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اتهامات خطيرة بشأن تعريض أرواح الملايين في العالم لخطر وباء كورونا؛ بسبب انحيازه للصين والتستر عليها، وتاريخه معها الذي أوصله إلى هذه المكانة الرفيعة والبارزة، بحسب ما عرض تقرير مثير لصحيفة الديلي ميل البريطانية. 

وقال التقرير: قبل أيام قليلة، اعترفت السلطات الصينية أخيرًا بأن كورونا يمكن أن ينتشر عن طريق البشر، وذلك بعد اعتقال الأطباء في البداية الذين سعوا لتنبيه المواطنين، والتستر على البيانات المهمة، ورفض المساعدة من الخبراء الخارجيين، وخلال الوقت ذاته شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ، على أن أولوية الدولة هي صحة شعبها، معلنًا أن الوباء هو شيطان لن يدعه يختبئ.

ولم يقدم تيدروس، الذي منع منظمة الصحة العالمية من إعلان حالة طوارئ صحية عامة قبل أيام قليلة، أي توبيخ للرئيس الصيني، وبدلًا من ذلك، أشاد بقيادة شي النادرة للغاية وأشاد بالصين على الشفافية، وأنها تستحق أن يتم تهنئتها لحماية شعوب العالم.

وقالت كريستين لي، محللة صينية في مركز أبحاث أمريكي مؤثر، إن تيدروس، أشاد بالتعامل مع الصين على الرغم من أنها أسكتت الأطباء ومنعت مسؤولي منظمة الصحة العالمية من التحقيق في تفشي المرض في أسابيعه الأولى.

تيدروس درع بكين:

وأشار التقرير إلى أنه بما أن هذا الفيروس يثير كارثة عالمية، فهناك مخاوف متزايدة من أن الرجل الذي يقود منظمة دولية حاسمة تمولها الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل كبير، يروج للمصالح الصينية.

وقال مصدر رفيع في مجلس الوزراء البريطاني: من الواضح إلى حد كبير أنه درع لبكين، إن تصريحاته التي تهنئ الصين على التعامل المثالي مع الأزمة لا تؤكدها حقيقة الأحداث.

مخاوف أمريكية:

هناك مخاوف مماثلة في أماكن أخرى، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث قال السناتور الجمهوري ماركو روبيو إنه منزعج للغاية مما وصفه بـ الأكاذيب الصينية، واتهم تيدروس بـ المحسوبية.

وكان الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الحاصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة نوتنجهام، في السابق شخصية بارزة في أحد أكثر الأنظمة القمعية في إفريقيا التي دعمتها بكين بقوة.

وحصل على أعلى منصب في منظمة الصحة العالمية بدعم من الصين وذلك على الرغم من الجدل الذي دار في فترة توليه منصب وزير الصحة الإثيوبي وتداول مزاعم حول التستر على وباء الكوليرا في البلاد في 2006 و 2009 و 2011.

تأخير منظمة الصحة العالمية أدى إلى تفاقم وضع فيروس كورونا:

وانتقد تارو أسو، نائب رئيس الوزراء الياباني منظمة الصحة العالمية لفشلها في حماية الصحة العامة ودعم بما وصفه بـ أكاذيب الصين، وخلص إلى أنه يجب تغيير اسمها إلى منظمة الصحة الصينية.

أما في تايوان، فمن المعروف أن الصين لا تعترف حتى بها كدولة، وينسحب ذلك الأمر على منظمة الصحة العالمية في علاقة تثير الحيرة، ما علاقة عداءات الدول بالتعامل مع صحة البشر؟

 وقال جوزيف وو، وزير الخارجية التايواني، إن منظمة الصحة العالمية ترضي الصين لدرجة أن حاملي جوازات السفر التايوانيين غير مرحب بهم في مبانيها، وتمنع تايوان حتى من حضور اجتماعات الجمعية المؤثرة لمنظمة الصحة العالمية كمراقبين.

ووسط التهديد العالمي لوباء كورونا يثير هذا أسئلة حاسمة حول ما إذا كانت السياسات الدولية قد أعاقت جهود حماية الصحة العامة؟

وكانت تايوان أبلغت الهيئة التي يوجد مقرها في جنيف بأنها علمت أن الطاقم الطبي في الصين يصيبه المرض، وهي علامة واضحة على انتقال العدوى من شخص لآخر، لكنها قالت إن المعلومات لم يتم تبادلها حيث إن الدولة مستبعدة من منصة منظمة الصحة العالمية الرئيسية، ما أدى إلى تأخير حاسم وضاعت معه فرصة لرفع مستوى التأهب في الصين والعالم أجمع.

ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها استجابة منظمة الصحة العالمية الضعيفة لأزمة صحية في الإضرار بسمعتها، فقبل ست سنوات، كان هناك انتقاد كبير لرد فعلها المثير للشفقة على تفشي وباء الإيبولا المدمر في غرب إفريقيا، والذي أودى بحياة أكثر من 11000 شخص.