السهر يحفز العقل على القرارات الخاطئة ويمهد لزيادة الوزن

باحثان يكشفان لـ”المواطن” العلاقة بين الجوع وقلة النوم

الإثنين ١٣ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ٥:١٧ صباحاً
باحثان يكشفان لـ”المواطن” العلاقة بين الجوع وقلة النوم
المواطن - محمد داوود

في تقرير علمي جديد حول العلاقة بين الجوع والنوم، كشف باحثان في طب النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور سراج عمر ولي استشاري أمراض الصدر وطب النوم ومدير مركز طب وبحوث النوم، والدكتور إبراهيم زكريا باحث في طب النوم، أن النوم يعتبر بمثابة الغذاء التي يحتاج إليه الدماغ والجسد، فالسهر وسوء النوم يدفعان الجسد إلى أن يتفاعل (عن طريق هرموناته) بشكل غير مستقر وغير متوقع، كاضطراب إفراز الإنسولين في الجسم والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب طريقة الجسم في التعامل مع السكر أو حرقه ليمد الجسم بالطاقة، وبالتالي يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون.

وتابعا في تصريحات إلى “المواطن” أن قلة النوم تتسبب في تحفيز العقل على اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة، إذ يحدث خمول في الفص الجبهي المسؤول عن اتخاذ القرارات، مما يُفقد الجسم السيطرة على انفعالاته، وهذا يزيد من إقبال الشخص على تناول الطعام، مضيفين أن دراسات علمية مختلفة كشفت أن قلة النوم من شأنه أن يترك الفرد جائعًا طوال الوقت، فنقصان النوم يرتبط بزيادة الجوع، وتحفيز الرغبة الشديدة لتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والكربوهيدرات، وبالتالي زيادة الوزن فالنوم يؤثر على هرمونين رئيسيين مرتبطين بالشهية، وهما على النحو التالي:

  • هرمون جريلين:

وهو هرمون الجوع والذي يعد بمثابة إشارة الدماغ لطلب الطعام والإحساس بالجوع وعندما تقل عدد ساعات النوم قد يزداد إفرازه في الجسم؛ مما يعطي الفرد إحساسًا بالجوع ويؤدي به إلى تناول الكثير من الطعام وبالتالي زيادة الوزن.

  • هرمون اللبتين:

وهو هرمون الشبع ويعمل على العكس تمامًا من سابقه؛ فهو إشارة الدماغ للإحساس بالامتلاء والشبع وعند عدم اكتفائك من النوم يقل معدل إفرازه مما يزيد إحساس الإنسان بالحاجة إلى المزيد والمزيد من الطعام فالأشخاص، الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، لا يعانون من زيادة الوزن فحسب، بل يعانون أيضًا من زيادة في مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وتخزين الدهون.

كما تبين من الدراسة، التي قام بها باحثون في جامعة ليدز البريطانية، أن “النوم الأقل قد يعني أكثر بدانة، لاسيما بالنسبة إلى أولئك الذين لديهم نظام غذائي أقل صحية، كما تبين أن الذين ينامون ساعات أقل لديهم مستويات أقل من الدهون المسماة (HDL)، وهو النوع الجيد من الدهون والذي يساعد على إزالة الدهون السيئة من الدورة الدموية ويحمي من أمراض القلب والشرايين.

ويقول المختصون: إنه قد بات من الثابت أن من يعانون من نقص واضح في ساعات نومهم لا يفقدون الوزن بسهولة، بل إن بعضهم قد يكون يمارس الرياضة بانتظام، ويلتزم بنظام غذائي قليل السعرات، إلا أنه لا يفقد وزنه؛ مما يشعره بعدم جدوى ما يفعله فيدخل في دوامة اليأس والإحباط، ويزهد في الرياضة، ويتوقف عن الالتزام بنظام غذائي فيزيد وزنه ثم يزيد أكثر، ويفقد الأمل في الوصول إلى وزن مناسب، ويصل إلى نقطة اللا عودة فقط بسبب قلة النوم.