جريمة وصفت بأنها أعنف جرائم الإنسانية في التاريخ

تركيا قتلت أكثر من 1.5 مليون مدني.. ماذا تعرف عن إبادة الأرمن ؟

الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ١:٠١ صباحاً
تركيا قتلت أكثر من 1.5 مليون مدني.. ماذا تعرف عن إبادة الأرمن ؟
المواطن - متابعة

105 أعوام مرت على ما يسمى تاريخيًّا إبادة الأرمن، وهي تلك المذبحة التي نفذها الأتراك سنة 1915 وراح ضحيتها أكثر من مليون مدني، فيما وصف بأعنف جرائم الإنسانية في التاريخ.

إبادة الأرمن أو مذبحة الأرمن هي مصطلح يشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل حكومة تركيا في إبان الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل والترحيل القسري، والتي كانت عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين.

وبحسب باحثين، يقدر أعداد الضحايا الأرمن بين مليون إلى 1.5 مليون شخص، معظمهم من المواطنين داخل الدولة العثمانية، حيث بدأت مذبحة الأرمن في 24 إبريل من عام 1915، وهو اليوم الذي اعتقلت فيه السلطات العثمانية وقامت بترحيل بين 235 إلى 270 من المثقفين وقادة المجتمع الأرمن من القسطنطينية (إسطنبول الآن) إلى منطقة أنقرة، وقتل معظمهم في نهاية المطاف.

ونُفذت إبادة الأرمن الجماعية أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها ونُفذت على مرحلتين القتل الجماعي للذكور ذوي القدرة الجسدية من خلال المجزرة وتعريض المجندين بالجيش إلى السُخرة، ويليها ترحيل النساء والأطفال والمسنين والعجزة في مسيرات الموت المؤدية إلى الصحراء السورية.

وبعد أن تم ترحيلهم من قبل مرافقين عسكريين، تم حرمان المرحّلين من الطعام والماء وتعرضوا للسرقة الدورية والاغتصاب والمجازر.

ويقول الأرمن: إن القوات العثمانية آنذاك استهدفت أسلافهم بشكل ممنهج، بالقتل والاعتقال والتهجير؛ بسبب الشك في دعمهم لروسيا أثناء الحرب، فيما يعتبر المؤرخون ما حدث أول عملية إبادة جماعية في القرن العشرين.

ويقدر مؤرخون أن حوالي مليوني أرمني كانوا يعيشون في أراضي الدولة العثمانية مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914. وبحلول عام 1922، انخفض عددهم إلى 400 ألف فقط، حيث أكد الأرمن أن الآلاف من أسلافهم تعرضوا للتعذيب والاغتصاب ومصادرة الممتلكات، وسيق كثير منهم لمسافات طويلة عبر الجبال والسهول بلا طعام أو شراب. فكان من لم يُقتل في “المذابح” مات جوعًا أو عطشًا أثناء عملية الترحيل إلى الصحراء في سوريا.

إلا أن الأتراك، ورغم اعتراف تركيا بالإبادة الجماعية في الفترة الواقعة بين 1919- 1920، وإلقاء القبض على الجناة من الضباط الأتراك، تراجعوا عن ذلك مع ظهور الحركة القومية التركية، التي أصدرت عفوًا عامًّا بحق الجناة.

ومنذ ذلك الحين، فإن جميع الحكومات التركية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك الملقب بـ”أبو الأتراك”، اعتمدت سياسة الإنكار ورفض الاعتراف بالإبادة الجماعية!

ومنذ تأسيس الدولة التركية، أي ما يقارب المائة عام، لم يتوقف الأكراد عن المطالبة بحقوقهم إلى يومنا هذا رغم قمع العديد من الانتفاضات واعتقال وقتل الآلاف من الأكراد من قبل الحكومات التركية المتعاقبة.