دراسة سابقة تقوض الآمال

شكوك تحوم حول نتائج عقار ريمديسفير السحري لعلاج مرضى كورونا

الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ٤:٤٤ مساءً
شكوك تحوم حول نتائج عقار ريمديسفير السحري لعلاج مرضى كورونا
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

بدأت الشكوك تحوم حول عقار ريمديسفير Remdesivir الواعد الذي أظهر نتائج رائعة في علاج مرضى كورونا، وذلك بعد أن وجدت دراسة أخرى أنه ليس له أي فائدة.

وكان مسؤولون أمريكيون قد أفادوا في وقت سابق من اليوم، أن هناك أدلة واضحة على أن  ريمديسفير Remdesivir يمكن أن يساعد الناس على التعافي من كوفيد-19، كما أنه يقلل أيضًا من وقت التعافي.

وقال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في أمريكا، إن النتائج غير المنشورة من دراسة دولية أجريت على 1000 شخص أظهرت أن الدواء يمكن أن يمنع الفيروس.

وبعد هذا التصريح، اكتسب العقار شهرة واسعة، وارتفعت مخزونات شركة  جلعاد ساينس Gilead Sciences التي تصنع الدواء، وسط آمال في أنه قد يكون العقار المنتظر لعلاج مرضى كورونا، كما أنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة ترخيص استخدام العقار كدواء كما فعلت اليابان.

المعيار الذهبي يقوض الآمال:

في سياق آخر، فإن نتائج تجربة عشوائية منفصلة، يُنظر إليها على أنها المعيار الذهبي للأدلة العلمية، جاءت مخيبة للآمال.

وقالت نتائج الدراسة التي أُجريت في الصين: لم يفد الدواء بشكل كبير المرضى في المستشفيات؛ لأنه لم يسرع الشفاء أو يقلل من الوفيات، مقارنة مع دواء وهمي.

ونُشرت الدراسة في مجلة لانسيت الطبية المرموقة وشارك فيها 237 شخصًا، لكن تم إيقاف التجربة مبكرًا؛ لأن الباحثين واجهوا صعوبة في وجود متطوعين عندما تم كبح تفشي المرض في ووهان.

التفسير: 

ويعتقد العلماء أن التناقض الصارخ في النتائج، قد يرجع إلى توقيت إعطاء العقار للمرضى، حيث يُعتقد أنه أكثر فعالية في المراحل المبكرة من مرض كوفيد-19 وليست المتأخرة منها.

وكان قد دخل عقار ريمديسفير Remdesivir إلى دائرة الضوء في يناير عندما أدرجته منظمة الصحة العالمية على أنه دواء واعد لعلاج مرضى كورونا COVID-19.

وكان قد أطلق الباحثون الصينيون تجربتين رسميتين عن ريمديسفير Remdesivir، واحدة على المرضى المصابين بأمراض خطيرة، والأخرى على الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخف، وبعض المرضى تلقوا دواءً وهميًا، والآخرون تم إعطائهم العقار، وللأسف فإن أولئك الذين تناولوا العقار كان لهم نفس النتائج مع أولئك الذين تناول العقار الوهمي، وكان هناك فرق 1% في معدل الوفيات بين المجموعتين، مما يعني أنه لم يمنح فائدة واضحة في معدلات البقاء على قيد الحياة.

ولوحظ أيضًا أن عددًا أكبر توقف عن تناوله بسبب أعراضه الجانبية بما في ذلك الإمساك وفقر الدم، لكن الأطباء ما زالوا يصنفونه على أنه آمن.

وقال البروفيسور بن كاو الذي قاد الدراسة: لسوء الحظ، وجدت تجربتنا أن ريمديسفير لم يقدم فوائد كبيرة عن الدواء الوهمي.

والبعض جادل أن توقف التجارب في وقت مبكر أثر على نتائج الدراسة.

ويُذكر أن وثائق منظمة الصحة العالمية التي تم تسريبها الأسبوع الماضي أشارت إلى أن الدواء فشل في مساعدة المرضى في تجربة جلعاد نفسها على التعافي، لكن الشركة الأمريكية جادلت أن البيانات المسربة خاطئة.

وخلاصة القول، إنه سيتم البحث في المزيد من التفاصيل حول هذا الأمر، وسيتم تقديم النتائج في المجلات العلمية المرموقة، ومراجعتها بشكل مناسب، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.