نفحات العشر الأواخر

الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٤:٠٦ مساءً
نفحات العشر الأواخر
بقلم - إبراهيم باحاذق

“إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا” من الأحاديث التي تحث على ضرورة اغتنام الأيام الصالحة، وفي ذكر الأيام الصالحة والساعات المباركة يمكننا الاستفاضة بالحديث عن فضل العشر الأواخر من رمضان، تلك الأيام المليئة بنفحات الخير وإن لم يكن بها سوى ليلة القدر فهذه والله تكفي لتغيير حياة كثيرون إلى الأفضل.
إن أيام رمضان كلها خير وبركة ولله عتقاء من النار في كل ليلة، ويحرص كثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على الاستفادة من العشر الأواخر لمضاعفة الأعمال الصالحة لإدراكهم فضل هذه الأيام والليالي.
فمع الدقائق الأولى لليلة الحادي والعشرين من رمضان يبدأ الثُلث الأخير من الشهر والعشر الأواخر التي ينبغي الاستفادة بكل دقيقة فيها على الوجه الأمثل، بصيام نهارها صيامًا مثالياً ليس فقط عن الطعام والشراب كما يعتقد عديدون، فصيام نهار رمضان غرضه الصيام عن الرذائل والمعاصي والذنوب التي تغضب الله سبحانه وتعالى، وقيام ليلها بالصلاة والذكر والدعاء، وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها في وصف حال النبي صل الله عليه وسلم بالعشر الأواخر قائلة: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَى لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ).
ويكمن فضل العشر الأواخر من رمضان في الروحانيات التي تحث المسلمين على التضرع إلى الله ورجاء عفوه وتحري ليلة القدر، التي هي أفضل من ألف شهر فإدراك هذه الليلة المباركة أفضل من تعُبد العبد ألف شهر، وفيها نزل القرآن الكريم، وهي ليلة إجابة لدعاء العباد، تتنزل الملائكة فيها إلى الأرض مع غروب الشمس حتى الفجر ليعم السلام والطمأنينة، ولم يردنا نص صريح عن التوقيت المحدد لهذه الليلة ولكن الرسول الكريم أرشدنا بتحريها في العشر الأواخر وتحديًا في الليالي الوترية، وهذا لا يمنع الاجتهاد في العشر كاملة، فهي ليالي مباركة مع إخلاص العبد في الطاعات ينل مبتغاه.
وتعتبر العشر الأواخر فرصة طيبة لكثيرين من أجل تجديد العهد مع الله ونفض الفتور الذي قد يصيبهم مع انتصاف الشهر لتستعيد النفوس همتها من جديد، ولكي يحظى المسلم بفضل هذه الأيام المباركة عليه تنظيم يومه ووضع خطة بسيطة للعبادات التي تتنوع ما بين الذكر والدعاء، والصدقات، وقراءة القرآن، والقيام، وتحري ليلة القدر، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلة أسوة حسنة، وكان الرسول الكريم يجتهد في هذه الأيام أكثر من اجتهاده في غيرها.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني