خير من ألف شهر

الخميس ٢١ مايو ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٤١ صباحاً
خير من ألف شهر
بقلم: إبراهيم باحاذق

ليلة القدر، تلك الليلة الشريفة التي هي خيُر من ألف شهر، تتجلى عظمتها بدءًا من التسمية، فكيف لعبد محتاج إلى كرم الله ورحمته الإغفال عن ليلة لا مثيل لها في العام مثل هذه وألا يستغلها على الوجه الأمثل لتغيير حياته كليًا، للتخلص من تعاسته وتغيير قدره لما يحب ويتمنى، وقد ورد في فضل ليلة القدر الكثير من الآيات والأحاديث الشريفة التي تشرح الصدر.

فمع دخول شهر رمضان الكريم ترتفع العزيمة ويبدأ المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في ممارسة الشعائر الرمضانية الرائعة التي تغذي الجانب الروحاني بالتضرع إلى الله، وتزداد التقوى والأعمال الصالحة فالحسنات مضاعفة في هذا الشهر الكريم، وقد يصاب المسلم بفتور العبادات مع انتصاف الشهر لتعود همته من جديد مع بداية العشر الأواخر من رمضان، وكيف لا تعود وهي الليالي التي تحظى بوجود ليلة القدر بها.

فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قول رسول الله صل الله عليه وسلم: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”، أما موعدها بالتحديد فلم يرد به نص صريح في القرآن أو السنة، وتعددت اجتهادات العلماء للوصول إلى كونها إحدى الليالي الوترية خلال العشر الأواخر في رمضان، ولكنها تظل فقط اجتهادات من غير المقبول أن يضيع المسلم الحق ليلة كهذه نظير سيره وراء اجتهادات غير مثبت صحتها، لذا يتوجب على المسلم إحسان استقبال العشر الأواخر كاملة بالقيام والدعاء والذكر، لضمان تحري الليلة، وإن جهاد النفس في هذه الأيام وتحري ليلة القدر سينعكس أثره على المرء في الحياة الدنيا والآخرة.

إن فضائل ليلة القدر تحتاج منا ساعات وصفحات عديدة لذكرها. يكفي أن القرآن الكريم نزل على أشرف الخلق ورسولنا الصادق الآمين في هذه الليلة، كما أنها ليلة غفران الذنوب وتوزيع أرزاق العباد لعام كامل وفرصة لبداية جديدة مع الله، فصيام نهارها وقيام ليلها الذي يبدأ مع أذان المغرب ويمتد حتى مطلع الفجر خير من ألف شهر عند الله.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني