أكد أن الصوم تزكية للنفوس والترقي بها في مدارج الكمالات

فيديو.. خطيب الحرم المكي : الحاجة ماسة للتراحم والتعاطف في هذه الجائحة

الجمعة ١ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٥:٠٧ مساءً
فيديو.. خطيب الحرم المكي : الحاجة ماسة للتراحم والتعاطف في هذه الجائحة
المواطن - مكة المكرمة

أكد إمام وخطيب الحرم المكي، الدكتور أسامة خياط أن صيام هذا الشهر المبارك على ما أمر الله وبينه رسول الله، هو بمثابة رسالة بالغة التأثير في الأفئدة والألباب، يجب على الأمة أن تقدمها للعالمين برهانًا واضحًا على كمال الانقياد لله تعالى، وتمام الإذعان لأمره ونهيه، وتقديمهما على كل المحبوبات، وآيةً على تزكية النفوس والترقي بها في مدارج الكمالات، ودليلًا على توثيق عرى الأخوة بالشد على الروابط، وإشاعة التراحم والتعاطف والتعاضد والتواد، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة التي تشتد فيها البأساء، والضراء، كما هو الحال في شأن هذه الجائحة التي اجتاحت الديار وعمت الأمصار؛ فكانت الحاجة أمس إلى التراحم والتعاطف والتواد والتعاون، حتى يأذن الله برفع ضرها، ودفع شرها، عنا وعن الخلق أجمعين، بفضله ورحمته.

https://youtu.be/JKTGcqxPU3M

وبيّن إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة اليوم أن من مقاصد الصوم الجليلة: ترويض النفوس على التضحية، وحثها على البذل، والدفع بها على تحمل شدائد الحياة، وتعويدها الصبر على لأوائها وبأسائها؛ بما يزخر به الصيام من تضحيات يبذلها الصائم من حاجات جسمه، ورغبات نفسه فالصيام فطم للنفوس عما أبيح لها من لذات، وإلزامها بتحمل ألم الجوع وحر الظمأ، وضبط لشعورها أن تتبرم أو تتأفف، أو أن يبدر منها ما يحبط صيامها، أو ينقص من أجرها وفي هذا الفطام للنفوس تضحيات يبذلها الصائم؛ ابتغاء مرضات الله، وتصديقًا لموعوده بالجزاء الضافي والأجر الكريم.

وأشار فضيلته إلى أن التضحيات في رمضان لا تقف عند حد، فإن أبواب التضحية فيه كثيرة؛ إذ هو مضمار يتسابق فيه الـمتسابقون، يرجون فيه جميل الموعود، وحسن الثواب فكما تكون براحة الجسم وقطعه عن لذاته، وصرفه عن مباح شهواته، تكون أيضًا بتضحية بالمال الذي تحبه النفوس أشد الحب، وما يزال ذلك الحب مستوليًا عليها، متغلغلًا فيها حتى نهاية العمر، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة، وحب المال.

وبين الشيخ الخياط أن من جميل آثار تلك التضحية وجليل عواقب ذلك السخاء: أنه يورث الصائم ترقيق القلب، وتهذيب المشاعر؛ تهذيبًا يحدث فيها تحولًا ونقلةً من ضيق الفردية والأثرة إلى سعة الإيثار، والعطف، الذي يبعث على إحساس المرء بغيره وحاجته إلى بره ومواساته وعطائه، فيبذل ما تطيب به نفسه من ماله، مستيقنًا بأن الله تعالى سيجزل له العوض، ويقابل عطاءه الذي سخت به نفسه بما هو أفضل منه عطاءً، وأعظم عائدةً، وأوفر جزاءً.