‫الإنتاج بين الواقع والطموح‬

الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٢:٠٧ صباحاً
‫الإنتاج بين الواقع والطموح‬
بقلم : الجوهرة سعد

‫رؤية 2030 حول الإنتاج والتصنيع في المملكة تفتح الباب مجددًا للتفكير حول هذا الأمر جيدًا، وإعادة هيكلة الأمور بالشكل اللازم لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

‫الجميع يعلم بأن عملية الاستيراد والتصدير هي عملية تبادلية وتكاملية تتبادل فيها الدول المصالح، لكن الاعتماد الكلي على الاستيراد يكلف الكثير من الأموال ويضعف من الشأن المحلي للإنتاج، وكلما كانت الدولة أكثر اتكالية على الاستيراد يضعف من عزمها على التغيير ويجعلها من الدول المستهلكة لا المنتجة، وستبقى على حالها هذا ما لم ترسم خطة جديدة تنقلها نقلة نوعية من دول العالم النامي إلى دول العالم الأول.

‫والسبب الحقيقي في قلة الإنتاج هو التكلفة الكبيرة التي ستتبناها الدولة من توفير الموارد البشرية والمادية، ويدخل فيها أيضًا العلاقات السياسية بين الدول، وسياسة المملكة في دعم الدول المجاورة بالاستيراد منها.

‫لكن لن نقول إن المملكة هي دولة عديمة الإنتاج! فهي ليست كذلك فالمملكة يقتصر إنتاجها على المواد الغذائية إلى جانب النفط ومشتقاته.

السؤال هنا لماذا لا نصنع وننتج السيارات والطائرات والمعدات الثقيلة والأجهزة الإلكترونية؟! فلا يصبح تصدير الدولة يقتصر على النفط بل يتسع إلى تصدير التقنيات والأجهزة ويصبح لنا علامة تصنيع ذات جودة ومعايير عالية، وأن نستغل البيئة بالشكل الكافي؛ فالبيئة لدينا خصبة ويوجد بها مخزون من المعادن، ومن أبسط الأمثلة لاستغلال البيئة أن نستغل الرمال، فنستطيع أن نصنع من الرمال الزجاج والألياف البصرية والنظارات وأشياء أخرى تعتبر في البيئة ظاهرة في كل مكان لا تحتاج إلى معدات ولا عمليات استخراج تكلف الكثير من المال، ‫لا بأس من اقتصار الاستيراد على الموارد التي تنقصنا، والتي يوجد فيها شح في البلد.

‫أصبح الرائع هو المستورد من الخارج والسيئ هو المصنّع في الداخلّّ كم هي عجيبة ثقافة التقليل من شأن المحلي ورفع شأن المستورد؟ّ وهذه الثقافة نتجت من الاعتماد الكلي على المستورد فيعتبر المحلي هو النوع الأسوأ في منظورهم.

‫نعلم أن الأمر مكلف لكن لو نفكر على المدى البعيد والمكاسب التي ستكسبها الدولة واعتمادها الكلي على مواردنا والتقليل من صادراتنا والفائدة الضخمة الأخرى هي إتاحة الوظائف للشباب، فمن خلال التصنيع والإنتاج سنحتاج إلى الأيادي العاملة؛ وبالتالي سيتم استغلال طاقة الشبان والشابات في هذه الوظائف وتشغيلهم؛ بالتالي سيساهم الأمر بشكل كبير في الاقتصاد وتقليل نسبة البطالة، فكم من الرائع أن تصبح دولتنا سباقة لمثيلاتها من الدول وتصبح مَثلًا وقدوة يحتذى بها من الدول المجاورة، حتى تصعد المملكة العربية السعودية سلم التقدم الحضاري وتصبح في الصفوف الأولى من دول العالم الأول وتحقق رؤيتها.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني