الدولة الاستثنائية

الأربعاء ٢٧ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٢:٤٧ مساءً
الدولة الاستثنائية
بقلم: عبدالله بن مترك

رغم كل الأحداث والتناقضات التي يموج بها العالم من حولنا، ورغم جائحة كورونا وتداعياتها القاسية، أجدني متفائلاً كثيراً بأن المملكة دولة “استثنائية”، قادرة على مواجهة التحديات، والتغلب عليها، ليس لسبب سوى أن لديها مقومات وإمكانات تفوق ما لدى الدول الأخرى، بما فيها دول العالم الأول.

المقومات التي أعنيها لا تقتصر على الجانب المادي والإنفاق بسخاء في كل الاتجاهات، للتخفيف من تداعيات الجائحة، بقدر ما أقصد المقومات الإنسانية، التي تجعل المملكة دولة محبوبة تبادر ـ طوعاً ـ بالوقوف بجانب الجميع دون أن يُطلب منها ذلك.

هذا التفاؤل نما وازدهر داخلي وغيري، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لبيعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، هذه الذكرى رسخت في النفوس حالة من الاطمئنان والأمان، بأن جميع من هم في المملكة، مواطنين ومقيمين، في أيدي أمينة، وان هناك من يهتم بهم ويرعى شؤونهم، ويهب لنجدتهم وقت الحاجة. مثل هذا الشعور معدوم في العديد من الدول الأخرى، التي تتعامل مع مواطنيها بمادية بحتة، وكأنها ترفع شعار “من يدفع، يحصل على المقابل”.

شعور الاطمئنان والأمان بدا واضحاً لدى المقيمين داخل المملكة، الذين يرون أنهم محظوظون لأنهم يقضون فترة جائحة كورونا في المملكة وليس بلادهم، ويؤمنون أن حجم الاهتمام والعناية الذي سيجدونه في المملكة إذا ما حدث لهم طارئ صحي، سيفوق عشرات المرات مما سيجدونه في بلادهم، هؤلاء إذا ما سُمح اليوم بمغادرة المملكة، حتماً سيرفضون حتى تزول الجائحة وتداعياتها من العالم.

“احمدوا الله أنكم سعوديون”.. عبارة همس بها صديق عربي لي، قبل أن يؤكد أن حلم حياته أن يصبح مواطناً سعودياً، ليس لضمان العمل والدخل الوفير، وإنما للحصول على العيش الهادئ، والاهتمام والعناية من ولاة الأمر، فضلاً عن راحة البال والاطمئنان على أسرته ومستقبل أطفاله، وأكد لي كل هذه المزايا يفتقدها عندما يقضي إجازة لمدة شهر مع أسرته في بلادهم كل عام.
حديث الصديق العربي يجب ألا يكون عابراً، نمر عليه دون توقف أو تفكير فيما نملكه من نِعم كثيرة ووفيرة دون أن نشعر بها، فعلينا ـ نحن المواطنين ـ أن نرى بلادنا في عيون الآخرين، وفي دموع من يغادرونها بتأشيرات نهائية لسبب أو لآخر، حتى ندرك حقيقة وطننا الذي يختلف عن بقية الأوطان.

أقول ويردد معي الجميع، أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تبدو دولة جديدة في كل شيء، قوية وصامدة، مسالمة ومتسامحة، متطورة ومزدهرة، بلاد خير وعطاء، طاهرة ومقدسة قداسة الحرمين الشريفين، بلاد لا ترضى إلا أن تكون في المقدمة في كل المجالات والقطاعات، لا يعجزها شيء ولا يحد من انطلاقتها عائق.

أعود وأؤكد أننا محظوظون بولي العهد، ومحسودون عليه، فهو محب لوطنه، ويبذل من أجله الغالي والنفيس، ومن يريد أن يتأكد من ذلك، عليه أن يقارن بين المملكة قبل رؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد، وبين المملكة بعد الرؤية، ليتأكد أننا أمام وطن قوي، يستمد شموخه من شموخ ولاة أمره، بحرصهم على النهوض به والوصول به إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني