حرمت من أدق تفاصيل الحياة هي وشقيقها بينما الأب تزوج ورحل بعيدًا

جعلها تعيش يتيمة وهو حي.. آمنة تروي تفاصيل 19 عامًا من المعاناة

الأحد ١٤ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٣١ مساءً
جعلها تعيش يتيمة وهو حي.. آمنة تروي تفاصيل 19 عامًا من المعاناة
المواطن ـ نداء عادل

19 عامًا من المعاناة، عاشتها الفتاة آمنة يحيى وإخوتها؛ بسبب تعنّت والدهم، ورفضه تسجيلهم في سجل الأسرة، ما حرمهم من كافة حقوق المواطنة.

وكشفت آمنة، عبر موقع “تويتر” للتدوينات القصيرة، من خلال وسم “يتيمة أب على قيد الحياة”، أنّها تسكن بمنطقة جازان، ولدت من أم صومالية، وأب سعودي، مشيرة إلى أنَّ “أبسط أحلامي أن أصير سعودية، وكأي بنت سعودية أحمل هوية وطنية، لكن أبي يرفض أن يحقق لنا أنا وإخوتي أسهل وأبسط أمنية نتمناها.

وتفاعل المواطنون مع قضية الشابة آمنة، التي حرمت من التعليم، والصحة، والكثير من الأمور البديهية في الحياة، بسبب تعنّت والدها.

 

وأوضحت آمنة، التي زارها فريق قناة “الإخبارية” الأحد 14 حزيران/ يونيو في جازان، أنّها “بعد أعوام من المراجعات لدى إمارة جازان، والأحوال المدنية، أصبت باليأس، وبما أني مقبلة على مرحلة الثاني ثانوي، وقبلت في اختبار القدرات، ظهرت في تويتر، كي يصل صوتي إلى خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، ولأمير منطقة جازان ، بعدما أهملنا والدي إهمالًا كليًّا، وتركنا في ظروف قاسية جدًّا، وجعلنا نعيش اليتم وهو على قيد الحياة، وانتقل للعيش مع زوجته السعودية في جدة، مخلفًا إيانا هنا في جازان، بمنزل جدّتي رحمها الله”.

وأضافت: “منذ 16 عامًا ونحن نعاني، نحن أبناء هذا الوطن، ولكننا نُعامل معاملة الغرباء، لأنَّ أمنا صومالية ووالدنا يرفض الاعتراف بنا وضمّنا إلى قيد الأسرة”، مشيرة إلى أنَّ “العيش وكأنّك مجهول الهوية قاس وظالم جدًّا”.

وفي شأن تقديم الحالة للأحوال المدنية، أو هيئة حقوق الإنسان، بيّنت آمنة أنَّه “حصل ذلك بالفعل”، معربة عن امتنانها لهيئة حقوق الإنسان التي تعاونت معها، ورفعت قضيّتها إلى أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، اليوم الأحد 14 حزيران الجاري.

وأشارت الفتاة، إلى أنّها قدّمت ملفها إلى هيئة حقوق الإنسان منذ 5 أشهر، ولكنها لم تتمكن من الذهاب إليهم بسبب المواصلات، مبيّنة أنَّ “بيت جدتي، حيث أسكن مع أسرتي، في قرية بعيدة عن إمارة منطقة جازان، وظروفنا جدًّا قاسية”.

وعن دخل الأسرة الشهري، أوضحت أنَّ “والدتي تعمل منذ 15 عامًا في مدرسة، وراتبها لا يتعدى الـ1000 (ألف) ريال، ومنها تنفق على الأسرة كلها، وحاولنا أنا وأخي، البالغ من العمر 18 عامًا، أن نساندها من خلال البحث عن وظائف، إلا أنّنا في كل مرة كنا نفشل، لأننا لا نحمل أي هوية”.

وفي شأن التعليم الذي حصلت عليه وشقيقها، كشفت آمنة أنَّ “أمي واجهت صعوبة كبيرة في حصولنا على التعليم، لاسيما لأن أمي أجنبية ولا تحمل سوى جواز سفرها، وأبي أخذ إقامتها وباعها”، وفي شأن الحصول على علاج في السعودية قالت: “كان على والدتي أن تحضر خطابًا من الشرطة لنتمكن من تلقي العلاج كأي مواطن، وحتى هذا كان صعبًا لأنَّ أمي لم تمتلك عقد زواج بأبي”.

وكشفت آمنة، أنّها تعرّضت للتهديد من خلال مكالمة هاتفية، من سيّدة وأمرتها بحذف تغريداتها عبر موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي كي لا ينقلب الأمر سلبًا على قضيتها.