دعم مثير للجدل ومساعٍ للاستحواذ على النفط.. ماذا يفعل أردوغان في ليبيا ؟

الجمعة ١٢ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١:٣٥ صباحاً
دعم مثير للجدل ومساعٍ للاستحواذ على النفط.. ماذا يفعل أردوغان في ليبيا ؟
المواطن ـ نداء عادل

لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مصرًّا على تدخله السافر في الشأن الليبي، مهدِّدًا بذلك دول الجوار، وضفّتي المتوسط، ودافعًا نحو المزيد من التوتر، تحقيقًا لطموحاته “الإمبراطورية” الزائفة التي لا تتحقق إلا في ظل الصراعات والحروب والفتن، في تناسق مع طبيعة المشروع الإسلامي الذي يتبنّاه، والذي يرتكز بالأساس على الاندفاع نحو الغزو والفوضى والسيطرة والتحكم في مصائر الأفراد والشعوب.

دعم مثير للجدل:

بتصريح عابر، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صراحة أطماع أنقرة في ليبيا، بعد الدعم المثير للجدل الذي يقدمه لحكومة طرابلس وميليشياتها المتطرفة، إذ قال، الأربعاء، إن “تركيا ستدعم حكومة طرابلس من أجل فرض السيطرة الكاملة على ليبيا إن لزم الأمر”، في حال فشلت الأطراف الدولية في التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الليبية.

وأعلن أردوغان أنَّ “تركيا مستمرة في الوقوف إلى جانب حكومة طرابلس، التي يرأسها فائز السراج”، على الرغم من أنها تعتمد على ميليشيات متطرفة، أما الدعم الذي يتحدث عنه، فهو عبر آلاف المرتزقة الذين ترسلهم أنقرة من سوريا.

وعلَّق الرئيس التركي على خطة الاتحاد الأوروبي الأخيرة بشأن ليبيا، حيث قررت دول القارة إطلاق مهمة عسكرية في البحر المتوسط لوقف تدفق الأسلحة إلى البلد الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من 8 سنوات، فيما اعتبر أردوغان أنَّ الاتحاد الأوروبي “ليست له سلطة على ليبيا”، زاعمًا أنّه “قلبنا الموازين في البحر الأبيض المتوسط لصالح بلدنا منذ وقعنا الاتفاق البحري مع ليبيا. بفضل موقفنا الحازم من هذه القضية فإن الوضع الذي أعلنّاه في البحر تم قبوله من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك اليونان”، وذلك في إشارة إلى اتفاق من اثنين وقعتهما تركيا مع حكومة السراج في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بشأن تعاون عسكري وترسيم حدود بين أنقرة وطرابلس، إلا أنَّ ادعاء الرئيس التركي بأنَّ اليونان قبلت الاتفاق عارٍ من الصحة، إذ إنَّ الأخيرة أعلنت في أكثر من مناسبة رفضها له، شأنها شأن معظم دول البحر المتوسط.

واحة سلام!!

وزعم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنَّ “أخبارًا سارة جديدة ستردنا من ليبيا”، مُؤكدًا عزم بلاده على تحويل منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى “واحة سلام”، معتبرًا أنَّ الهزائم الأخيرة لقائد “الجيش الوطني الليبي”، خليفة حفتر، تمت “بفضل الدعم المقدم (من تركيا) إلى الحكومة الشرعية في ليبيا” (ويعني بذلك المرتزقة الذين تم إرسالهم إلى طرابلس)، في إشارة منه إلى حكومة الوفاق المتمركزة في العاصمة طرابلس، مُدّعيًا أنَّ “أمن ليبيا وسلامة ورخاء شعبها هو مفتاح الاستقرار في كامل منطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط”.

وربط المحلّلون بين ما قاله أردوغان وبين العملية العسكرية التي بدأتها – بعد ساعات من تصريحات أردوغان – قوات موالية لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليًا عملية عسكرية للسيطرة على قاعدة “الوطية” غرب البلاد، والتي تمثل آخر قاعدة تسيطر عليها القوات الموالية للقائد العسكري الليبي خليفة حفتر، في المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس وحتى الحدود التونسية غربًا.

تحرّك عسكري تركي:

وأرسلت أنقرة فرقاطة من الدرجة الثالثة “الفئة G” إلى المياه الإقليمية الليبية، بُغية تقديم الدعم لحكومة الوفاق ضد الجيش الوطني، خلال المعارك الدائرة في محيط سرت.

ويأتي ذلك فيما تقاتل قوات الوفاق مدعومة بالمرتزقة السوريين للسيطرة على مدينة سرت، في وقت صرح فيه الرئيس التركي رجب أردوغان علنًا أن “مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة”.

اعتراف بالسعي لنفط ليبيا:

واعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة تلفزيونية، بأنَّ العمليات العسكرية في مدينة سرت الليبية مهمة وحساسة، بسبب وجود آبار النفط والغاز، وأنَّ قوات بلاده تسعى للسيطرة على مدينتي سرت والجُفرة الليبيتين، لافتًا إلى أنَّ “بلاده لديها اتّفاق مع حكومة الوفاق، وبتاء عليه لديها الآن سفنًا للتنقيب في البحر المتوسط”.

انتهاك سيادة ليبيا:

وفي السياق ذاته، أكَّد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في تصريح صحافي، أنَّ الميليشيات المدعومة من تركيا ارتكبت جرائم حرب بحق المدنيين، لافتًا إلى أنَّ “تركيا تستغل عضويتها في حلف الناتو لانتهاك سيادة ليبيا”.

يأتي ذلك بينما طالبت الأمم المتحدة، حكومة طرابلس، بـ”إجراء تحقيق سريع ونزيه” في جرائم حرب يعتقد أن ميليشيات ليبية ومرتزقة سوريين موالين لأنقرة ارتكبوها في مدينتي الأصابعة وترهونة غرب البلاد.

وتواصل تركيا في نقل “المرتزقة” والمقاتلين السوريين إلى ليبيا، من أجل القتال إلى جانب فصائل الوفاق في وجه الجيش الليبي، على الرغم من الإدانات الصادرة من عدة دول، وعلى الرغم من توقيعها اتفاقًا دوليًا يقضي بعدم التدخل في الشؤون الليبية في برلين مطلع العام الجاري.