توقعات بانكماش الاقتصاد وانقسام داخل كتلة الرئاسة الفرنسية

ماكرون يشيد بـ”أول انتصار” ضد فيروس كورونا ويتنصل من الاعتراف بالعنصرية

الإثنين ١٥ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١:٢٤ صباحاً
ماكرون يشيد بـ”أول انتصار” ضد فيروس كورونا ويتنصل من الاعتراف بالعنصرية
المواطن ـ نداء عادل ـ ترجمة

تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد 14 حزيران/ يونيو 2020، بالوقوف بحزم ضد العنصرية؛ لكنه امتدح أيضًا الشرطة، وأصرَّ على أنَّ فرنسا لن تزيل تماثيل الشخصيات المثيرة للجدل في الحقبة الاستعمارية.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها ماكرون حول القضايا الشائكة، منذ وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة، التي أطلقت العنان للاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد في فرنسا، حيث أعرب المتظاهرون عن غضبهم من الظلم العنصري ووحشية الشرطة، خاصة تجاه الأقليات من المستعمرات الفرنسية السابقة في إفريقيا.

 

العنصرية الفرنسية والعنف:

وبشكل غير معتاد بالنسبة لزعيم فرنسي، أقرَّ ماكرون بأنَّ “عنوان واسم ولون بشرة شخص ما يمكن أن تقلل من فرصه في النجاح في المجتمع الفرنسي”، ودعا إلى “الكفاح لضمان أن يتمكن الجميع من العثور على مكانهم بغض النظر عن الأصل العرقي أو الدين”. ووعد بأن يكون “لا هوادة فيه في مواجهة العنصرية ومعاداة السامية والتمييز”.

ومع ذلك، أصرَّ على أنَّ فرنسا لن تزيل تماثيل الشخصيات المثيرة للجدل في الحقبة الاستعمارية كما حدث في بعض البلدان الأخرى في الأسابيع الأخيرة، وأنَّ الجمهورية لن تمحو أي أثر أو أي اسم من تاريخها، وسط دعوات لإسقاط تماثيل مرتبطة بتجارة الرقيق في فرنسا أو أخطاء استعمارية، قائلًا: “يجب أن ننظر إلى تاريخنا معًا، بما في ذلك العلاقات مع إفريقيا بهدف الحقيقة عوضًا عن إنكار من نكون”. ولم يعالج ماكرون اتهامات بعنف الشرطة؛ لكنه قال: إن قوات النظام تستحق اعتراف الأمة.

توقّعات الاقتصاد:

ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الفرنسي، عقب العودة من مرحلة الحجر الصحي، التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد، بنسبة 11% على الأقل هذا العام، مما يدفع الكثيرين إلى ترك العمل، وإعاقة أهداف ماكرون المتمثلة في تقليص البطالة، وإعادة تنظيم نظام التقاعد، وجعل فرنسا أكثر تنافسية على الصعيد العالمي.

العودة بعد الحجر:

وأعلن ماكرون، أنَّ فرنسا ستعيد فتح كل شيء تقريبًا بدءًا من اليوم الاثنين، بعد ثلاثة أشهر من إجراءات حجز الفيروس.

ووعد الرئيس بإجراء مراجعة داخلية لكيفية تعامل إدارته مع الفيروس- لاسيما بالمقارنة مع دول أخرى مثل ألمانيا. هذا بالإضافة إلى تحقيق برلماني جارٍ.

وعلى الرغم من امتلاكها أحد أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم، كانت فرنسا تفتقر بشكل خطير إلى جميع أنواع الأقنعة وقدرات الاختبار، حيث طغى مرضى فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، على عنابر العناية المركزة في آذار/ مارس الماضي. وتم رفع أكثر من 80 دعوى قضائية تتهم حكومته بالقتل الخطأ، أو الإهمال، أو إساءة التعامل مع أزمة الفيروس.

وأرسل ماكرون الجيش للمساعدة، وأمر بإجراءات تأمين صارمة أبطأت الانتشار؛ لكن ما يقرب من 30.000 شخص لقوا حتفهم، نصفهم تقريبًا في دور رعاية المسنين، وأصيب أكثر من 150.000. كما ظهرت أكثر من 200 مجموعة فيروس جديدة، منذ أن بدأت فرنسا في العودة إلى الحياة الطبيعية، في 11 أيار/ مايو الماضي، وفقًا لوكالة الصحة الوطنية.

العنصرية مرّة أخرى في احتجاجات الشارع:

في غضون ذلك، تواجه حكومة ماكرون ضغوطًا متزايدة لمواجهة العنصرية وعنف الشرطة، إذ تظاهر 15 ألف شخص على الأقل في باريس، وهي أحدث حلقة في سلسلة من الاحتجاجات الفرنسية التي أثارتها وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة، وحركة “حياة سود تهم”، لكنها تركز بشكل متزايد على توترات فرنسا نفسها بين الشرطة والأقليات.

وردًّا على ذلك، حضّرت الحكومة مخابئ للشرطة، وتعهدت بالقضاء على العنصرية بين الشرطة- لكن هذا أثار غضب نقابات الشرطة، التي تقول إنها يتم رسمها بشكل غير عادل على أنها متعصبة للبيض، وتظاهروا احتجاجًا على ذلك بدورهم.

وتتصاعد الأحاديث أيضًا لإعادة تقييم الإرث الاستعماري لفرنسا؛ مما تسبب في الانقسام داخل معسكر ماكرون نفسه.