قتلوه رغم تعاونه معهم وحسه الفكاهي في الرد عليهم

هل يتحول قتيل أتلانتا إلى أيقونة جديدة في مناهضة عنصرية الشرطة الأميركية؟

الإثنين ١٥ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٢٢ صباحاً
هل يتحول قتيل أتلانتا إلى أيقونة جديدة في مناهضة عنصرية الشرطة الأميركية؟
المواطن ـ نداء عادل ـ ترجمة

أعلنت شرطة مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا الأميركية، الأحد 14 حزيران/ يونيو 2020، أن الإدارة سرّحت ضابطًا ووضعت ضابطًا آخر في الخدمة الإدارية، لإطلاق النار المميت على رجل أسود، قاوم الاعتقال بعد فشله في اختبار الرصانة الميدانية، وهو الموت الذي أشعل الاحتجاجات النارية في المدينة، وتسبب أيضًا في استقالة قائد الشرطة.

وأظهرت لقطات وثّقتها كاميرات المراقبة في موقع الحادث، ونشرت في وقت مبكر من يوم الأحد من قبل شرطة أتلانتا، الأميركي ريتشارد بروكس، البالغ من العمر 27 عامًا، وهو يبدو مضحكًا ومتعاونًا إلى حد كبير مع الضابطين البيض، بعد العثور عليه نائمًا بمفرده في سيارة تسد طريق ويندي.

الفيديو يكشف الحقيقة:

وفي المقطع الذي تم الكشف عنه، يخبر بروكس أحد الضباط، بعد 40 دقيقة من اللقاء، عندما وافق على اختبار التنفس: “أعلم أنك تقوم بعملك فقط”. وبعد أن خضع للاختبار، حاول الضابط تقييد الأصفاد حول يديه، بينما سعى بروكس إلى الفرار؛ مما أدى إلى صراع انتهى بوفاته.

وأوضح مكتب التحقيقات بجورجيا، وفق وكالة “أسوشيتد برس” أنَّ “بروكس تصارع مع أحد الضباط وهرب”، في حين أنَّ المقطع الذي نشرته شرطة أتلانتا، يظهر دوران بروكس، وتوجيه شيء في يده نحو ضابط خلفه ببضع خطوات. كما يظهر الفيديو الضابط يسحب بندقيته، ويطلق النار، بينما يواصل بروكس الجري، ثم يسقط على الأرض في موقف السيارات.

استخدام غير مبرر للقوة المميتة:

ورأى عمدة أتلانتا لانس بوتومز، أنّه “لا أعتقد أن هذا كان استخدامًا مبررًا للقوة المميتة”.

وبدوره، أعلن المتحدث باسم شرطة أتلانتا، الرقيب جون تشافي، في بيان مقتضب الأحد، عن إنهاء خدمة الضابط غاريت رولف، بينما تم تعيين الضابط ديفين بروسنان في الخدمة الإدارية، مشيرًا إلى أنّه “عمل رولف في القسم منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2013، وتم توظيف بروسنان في أيلول/ سبتمبر 2018.

واستقالت رئيسة الشرطة إريكا شيلدز، والتي انضمت إلى الإدارة كضابط في عام 1995، بعد ما يقرب من أربع سنوات كرئيس، داعية في بيان لها إلى “المضي قدمًا وبناء الثقة بين قوّة تطبيق القانون والمجتمعات التي تخدمها”.

ارتفاع حدّة الاحتجاجات:

في هذه الأثناء، ازدادت المظاهرات التي بدأت سلمية صباح السبت خارج المطعم، حيث تم إطلاق النار على بروكس، وصارت أكثر اضطرابًا بعد حلول الظلام. وسار المتظاهرون إلى الطريق السريع 75 القريب، وأوقفوا حركة المرور، بينما اشتعلت النيران في مكان التصوير.

واعتقلت شرطة أتلانتا، يوم الأحد، 36 شخصًا على صلة بالاحتجاجات، لكنها لم تذكر مزيدًا من التفاصيل.

مشكّكون في المنطلق العنصري:

وتساءل بعض المسؤولين العموميين، الأحد، عما إذا كان إطلاق النار على بروكس يمثل إساءة بشكل واضح مثل وفاة فلويد بعد أن ضغط ضابط شرطة مينيابوليس أبيض على ركبته.

وقال السناتور الأميركي تيم سكوت من ساوث كارولينا، في برنامج “واجه الأمة” على شبكة “سي بي إس”: “السؤال هو متى تحول المشتبه فيه إلى إطلاق النار من مسدس الليزر، فماذا فعل الضابط؟” وسكوت هو الجمهوري الأسود الوحيد في مجلس الشيوخ، وبين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين يعملون على حزمة من التغييرات في قانون عمل الشرطة.

وأضاف سكوت: “إن إطلاق الشرطة النار على بروكس هو بالتأكيد أقل وضوحًا بكثير من الواقعة التي شاهدناها مع جورج فلويد، والعديد من الآخرين في جميع أنحاء البلاد”.

وردًا على سؤال عن وفاة بروكس في “فوكس نيوز صنداي”، قال وزير الإسكان والتنمية الحضرية الأميركي بن ​​كارسون: “أعتقد أن هذا وضع غير واضح المعالم، مثل القتل الوحشي الذي وقع في ولاية مينيسوتا”.