هجوم إلكتروني أم نشاطات نووية؟

ثلاثة انفجارات ضربت إيران في أسبوع ما مدى ارتباطها معًا؟

الخميس ٢ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٣:٥٥ مساءً
ثلاثة انفجارات ضربت إيران في أسبوع ما مدى ارتباطها معًا؟
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

ضربت ثلاثة انفجارات غامضة إيران، في أسبوع واحد، اثنان منها على الأقل وقعا في منشآت تخص أعمالاً نووية وأسلحة سرية، وادعت وسائل الإعلام الإيرانية أسبابًا مختلفة حول هذه الحوادث.

ثلاثة انفجارات في 7 أيام:

  • في 25 يونيو، شوهد انفجار هائل على بعد أميال من طهران بالقرب من مجمع الصواريخ في خجير. 
  • في 30 يونيو، تعرض مركز سينا أطهر الطبي لحريق في طهران، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل. 
  • واليوم، 2 يوليو، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في إيران حادثة في منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم، دون مزيد من التفاصيل. 

وفي كل واقعة، حاول المسؤولون التعتيم على خطورة الحادث والأسباب التي أدت إلى الانفجار، وقدمت قصصًا واهية أثارت المزيد من التساؤلات دون الإجابة عن أي منها كما عززت من شكوك الحكومات الغربية حول أنشطة إيران السرية من تخصيب اليورانيوم إلى تكثيف برامج أسلحتها التي تركز الصواريخ البالستية والمنشآت النووية.

وأشارت بعض التكهنات أن وراء هذه الانفجارات هجومًا إلكترونيًا تواجهه إيران وتخفيه عن الجميع، وهو ما يثير مخاوف حول ظهور المزيد من هذه الحوادث، كما حدث عام 2010.

منشأة ناتانز وهجوم 2010:

تأثرت منشأة ناتانز النووية بدودة الكمبيوتر الخبيثة Stuxnet في عام 2010، ويُعتقد أنه تم تطويرها من قِبل الولايات المتحدة، بحسب نيويورك تايمز، وقد دمرت ما يصل إلى  1000 جهاز مركزي في المنشأة، وحينها قال الإيراني بهروز كامالفاندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنه لم تقع إصابات في ناتانز وأنه يجري التحقيق في الحادث.

وتُعد ناتانز من أكبر منشأت تخصيب اليورانيوم في إيران وفقًا لـ BBC، لذلك من المنطقي أن يتحدث مسؤول كبير مثل كامالفاندي عن الحادث. 

وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون رفيعو المستوى إن انفجار مركز سينا أطهر ​​الطبي في طهران والذي تسبب في وفاة 18 شخصًا، وقع عن بسبب خطأ مأساوي، دون ذكر أي تفصيل عن ذلك، فإذا كان مجرد حريق وخطأ مأساوي روتيني، فما هي الحاجة إلى صدور التصريح من مسؤولين رفيعي المستوى وتعهدهم بالتحقيق في الأمر؟ ولماذا صرحوا بأنه خطأ روتيني رغم أنهم لم يفتحوا التحقيقات بعد؟

ومع ذلك قد يكون الانفجار في المركز الطبي أقل غموضًا من حادثة الانفجار في مجمع الصواريخ في خجير، ومن انفجار اليوم في منشأة ناتانز، حيث قالت وسائل الإعلام أن الأول وقع بسبب انفجار خزان غاز، لكن يبدو أن حجم الانفجار الذي تم تسجيله بالفيديو أكبر بكثير من خزان الغاز الذي زعمت إيران أنه جاء منه، وهو الذي أثار الشكوك حول ما تنوي إيران فعلاً القيام به وما إذا كانت منشآتها النووية آمنة، كما ارتفع التساؤل هل من المنطقي أن تكون الانفجارات الثلاث التي حدثت في أسبوع واحد بسبب تسرب الغاز فقط؟ 

وقال تقرير صحيفة ذا بوست: يبدو أن الرسائل الإعلامية الإيرانية موجهة إلى المجتمع الدولي وكذلك للاستهلاك الداخلي لتهدئة المخاوف من حدوث شيء سيئ جدًا في إيران، تلك البلد التي شهدت احتجاجات واسعة النطاق بسبب إصرار طهران على ضخ الأموال في برامج الأسلحة بدلاً من البرامج الاجتماعية المحلية، وبالطبع فإن الانفجارات في ناتانز ومنشأة الصواريخ في خجير والمركز الطبي ستطرح تساؤلات جمة بين الجمهور.

وأضاف التقرير: من الواضح أن إيران حاولت الاعتراف بهذه الأحداث وعرضها بدلاً من إخفائها كجزء من محاولات التظاهر بأنها لا تخفي شيئًا، لكن في نهاية الأمر، لدينا ثلاث حوادث غامضة في بلد يدعم الإرهاب ويزعزع الاستقرار في المنطقة ولا توجد إجابة واضحة عن الأسباب والتداعيات والآثار الناجمة عنهم.