ضرورة التباعد الاجتماعي وتطبيق البروتوكولات الوقائية

دراسة: المتعافون من كورونا قد تزول مناعتهم خلال أشهر واستشاري يعلّق

الإثنين ١٣ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٧:٢٢ مساءً
دراسة: المتعافون من كورونا قد تزول مناعتهم خلال أشهر واستشاري يعلّق
المواطن- محمد داوود- جدة

ذكرت دراسة نشرت اليوم الاثنين أن المتعافين من فيروس كورونا المستجد قد يخسرون المناعة ضده خلال أشهر، مع إشارة خبراء إلى أن هذه المعطيات قد يكون لها أثر كبير على كيفية تعامل الحكومات مع وباء كوفيد-19.

إيجاد اللقاح مهم

وبعرض الدراسة على استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور توفيق أحمد قال لـ” المواطن“، قد يكون ما جاء في الدراسة صحيحًا إلى حد كبير، لأن المناعة ضد الفيروسات عادة مرتبطة باللقاحات، والمشكلة الحقيقية أننا أمام فيروس قوي وشرس وإصابة الفرد به للمرة الأولى لا يبرر عدم إصابته للمرة الثانية إذ إن هناك حالات نادرة أصيبت بالفيروس مرة أخرى، وهذا يفسر أن الجسم لم يكتسب المناعة الكاملة.

وتابع، من وجهة نظري أنه يمكننا القول إن الفرد محمي من الفيروس إذا اكتسب المناعة وهي التي توفرها اللقاحات، فضعف المناعة وإمكانية الإصابة مرة أخرى واردة خلال فترة نشاط وتواجد الفيروس لذا ينصح باتخاذ كل الإجراءات الوقائية.

مستويات الأجسام المضادة

وفي دراسة هي الأولى من نوعها، فحص باحثون من “كينغز كولدج” في لندن مستويات الأجسام المضادة لدى أكثر من 90 مصابًا بفيروس كورونا المستجد، وراقبوا كيف تبدلت مع الوقت.

وأظهرت فحوص الدم أن الاستجابة المناعية ضد الفيروس ظهرت حتى لدى الأفراد الذين أصيبوا بعوارض طفيفة، وأبدى 60% من المجموعة التي جرى درسها استجابة مناعية “قوية” خلال الأسابيع الأولى التي تلت إصابتهم بالعدوى لكن، وبعد ثلاثة أشهر، حافظ 15.7 % فقط منهم على مستويات عالية من الأجسام المضادة لكوفيد-19، فيما خسر بضعة مرضى أي جسم مضاد قابل للرصد في دمهم.

خلايا الجهاز المناعي

وعندما يتعرض الجسم لخطر خارجي كالإصابة بفيروس، يولد الجهاز المناعي خلايا تقوم برصد هذه الفيروسات والقضاء عليها. وينتج الجسم لهذا الغرض بروتينات تحمل أجساما مضادة معدّة خصيصًا لاستهداف تلك المستضدات.

وما دام الشخص يتمتع بما يكفي من تلك الأجسام المضادة، يكون جسده قادرًا على التصدي لأي عدوى وهو ما يمنحه المناعة.

إلا أن الدراسة التي نشرت الاثنين بينت أن المناعة ضد فيروس كورونا المستجد قد لا تستمر أكثر من أشهر، وهي الحال أيضًا بالنسبة للمناعة ضد فيروسات أخرى مثل الأنفلونزا.

الحذر والتزام التباعد

ورأى جيمس غيل المحاضر الفخري في كلية الطب في وورويك أن الدراسة تظهر مدى أهمية مواصلة اتخاذ تدابير لمنع الفيروس من التفشي وخصوصًا مع بدء موسم الإجازات في أوروبا.

وقال “كما فوجئ هؤلاء المرضى بتمتعهم بأجسام مضادة لكوفيد-19 بالدرجة الأولى، علينا ألا نتفاجأ بأن أي منفعة وقائية ناتجة منها قد تكون طفيفة أو عابرة”، مضيفًا “حتى هؤلاء الذين لديهم أجسام مضادة، خصوصًا من لم يتمكنوا من تحديد المكان الذي تعرضوا فيه للفيروس، يجب أن يواصلوا الحذر والتزام التباعد الاجتماعي والاستخدام الملائم للكمامة”.