وافته المنية يوم السادس والعشرين من شهر ذي القعدة

رئيس جامعة شقراء ناعياً الشيخ آل رداد: أخو الفضلِ حيٌّ خالدٌ بعد موتِهِ

الأحد ١٩ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٤٩ صباحاً
رئيس جامعة شقراء ناعياً الشيخ آل رداد: أخو الفضلِ حيٌّ خالدٌ بعد موتِهِ
المواطن - الرياض

نعى أ.د.عوض بن خزيم بن علي بن سرور آل مارد رئيس جامعة شقراء، الشيخ الداعية سعيد بن عوض آل ردّاد ، الذي وافته المنية، يوم الجمعة، السادس والعشرين من شهر ذي القعدة من هذا العام.

وقال رئيس جامعة شقراء “الحمد لله الذي حَكَمَ فَقَضَىٰ ، وله الحمد في الآخرةِ والأولى ، والصلاة والسلام على النبيّ المصطفى ، وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومَنْ اقتفى .. :
سيرُ الرّجالِ الصّالحين ، ومواقفهم المباركة ، ودعوتهم إلى الله بالتي هي أحسن ، وذكرهم الجميل ، وآثارهم الخالدة ، وأعمالهم وجهودهم الميمونة في كافّة مناحي الحياة ، وحاجات النّاس ومعاشهم ، وما يصلح شؤونهم ، ويجمع شملهم ؛ كلُّ ذلك ممّا يُخفّفُ لوعة القلب عند فراقِ أولئك المباركين ، والحزن لوداعهم ..
أخو الفضلِ حيٌّ خالدٌ بعد موتِهِ
وأوصـــالُهُ تحتَ التُّـرابِ رميـمُ

نعم .. لقد ماتَ قومٌ وَمَـا مَـاتَتْ فضائلُهم .
منهم فضيلة الشيخ الداعية المصلح المسدّد سعيد بن عوض آل ردّاد ، الذي ودَّع دنياه الفانية ، يوم الجمعة، السادس والعشرين من شهر ذي القعدة من هذا العام الحادي والأربعين بعد المائة الرابعة والألف من هجرة النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم ،.. ومع لوعة فراقه ، وألم وداعه ؛ لا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا :
فلله ما أخذ وله ما أعطى ، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمّى .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها ..
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .


ودعنا فضيلة الشيخ بعد عمرٍ مباركٍ ، يشهد له بخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ، وإخلاصه في مسؤوليته ، قدّم -رحمه الله- أنموذجاً يُحتذى ، ومثلاً يُتَأَسّىٰ به في الخلق الحسن ، والوقار والسَّماحة في القول والعمل ، والسّعي الحثيث لإصلاح ذات البين ، ومحبّة سُبل الخير وفعله ، وحرصه على الدعوة إلى الله ، واغتنام المجالس والمناسبات والمحافل العامّة والخاصّة في الدعوة إليه سبحانه بالتي هي أحسن ، واللِّين واللطف ، والتوجه الكريم بقول الله وقول رسوله صلّى الله عليه وسلم ، بتلقائية ودون تكلُّفٍ ، مقصده بذلك التوجيه لاغتنام الحياة بالعمل الصالح ، ومحاسن الأفعال والخلال .

لقد كان لي-شخصيّاً- شرفُ الجلوس معه كثيراً ، ومشاركته الدعوة والحضور في كثير من المناسبات الاجتماعيّة والرسميّة الخاصّة والعامّة ، والاستماع إلى أحاديثِهِ الدينيّة والتّاريخيّة ، ومواقفه وذكرياته الخاصّة مع والدي (خزيم) وجدّي (علي بن سرور)رحمهم الله جميعاً وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنّة ، حدّثني فيها بقصصٍ ومواقف عايشها معهم ظلّت محفورةً في ذاكرته لا تمّحي ، بعضها قيدتُهُ متفرّقاً حينما تُـذَكِّـرني به المواقفُ المشابهةُ أو الأحاديثُ الجانبيةُ مع الإخوة وبعض القرابة ، وكثيراً ما يُردّدُ على سمعي حبّـه الشديد للوالد ، ومكانته عنده ، ودوره الكبير في حلّ بعض المعضلات التي مرّت بهم آنذاك ، كما رأيتُ ولمستُ منه المحبّة والتبجيل والتقدير ، والدعاء الدائم والتشجيع منذ الصِّغر .

كانت له إحاطةٌ وعنايةٌ فائقة بالتاريخ والأحداث والسِّير ، وإسهامات محفوظةٌ في هذا المجال ، لا سيما ما يتعلّق بتاريخ رجال الحجر ومنطقة عسير بصفةٍ عامّة ؛ وبللسمر على وجه الخصوص ، كما رَصَدَ باطلاعه الواسع وبحثه الدقيق ، وقراءاتِهِ التاريخيّة المتواصلة كثيراً من مراجع النّسب لأعلامٍ وفرسان وشعراء على امتداد عصورهم ، منهم الشاعر الجاهلي المعروف الشنفرى الأزدي ؛ صاحب لاميّة العرب ، التي مطلعها:
أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ  مَطِيِّـكُمْ
فَإنِّـي  إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ  لَأَمْيَـلُ

وهي من أجمل وأعذب الشعر العربي .. وقد جاء في بعض الآثار أنّ عمر بن الخطاب قال فيها : “علـّموا أولادكم لامية العرب ،فأنها تعلمهم مكارم الأخلاق “.
فكان لفضيلة الشيخ سعيد بن عوض بن ردّاد -رحمه الله- عناية ودراسة خاصّة واختياراً متأنياً لمثل هذه الشخصيّات العربية الفذّة ، خُلُقاً وشعراً وموروثاً .

وقد سجّلت جائزة الأستاذ الدكتور عوض بن خزيم آل سرور بن مارد صفحةً من الفخر والشرف في تاريخها ؛ حين كان الشيخ سعيد أحد الفائزين بها ؛ نظراً لما قدّمه لوطنه ومنطقة عسير عامّة وبللسمر خاصة من عطاءٍ وبناءٍ ومساهماتٍ تذكر فتشكر .
وعزاؤنا في أبنائه البررة ، مع سيرته وآثاره الحسنة ، التي تشهد بحياةٍ ملئت دعوةً ومحبةً وأعمالاً مباركة .
أحسن اللهُ عزاء أبنائه وذويه ومحبيه ..
وجبر مصابنا جميعاً بفراق ذلك الوجه المنير ..
المخضّب بالوقار ..
المُزيّن بالسُّنــَّـة ..
الـمُـحَلَّى بالهيبة ..
وجعل ما استقبله خيراً ممّا استدبره .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لفضيلة الشيخ سعيد وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَـوِّرْ له فِيهِ .
والحمدلله على قضاءِ ربِّنا وقدره .

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

إقرأ المزيد