الدولار يرتفع قبيل صدور محضر اجتماع المركزي الأمريكي
النصر يتعادل مع الاتفاق 2-2 في دوري روشن
6 أشواط تأهيلية للهواة المحليين لمهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2025
عام 2025.. نشاط رياضي مستمر واستضافات دولية كبرى بالمملكة
10 دول أوروبية تعرب عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة
موسم الرياض 2025 يتجاوز 11 مليون زائر
متحدث التحالف: سفينتا الإمارات كانتا تحملان 80 عربة وأسلحة وذخائر
إغلاق 3 محطات وقود لوجود عددٍ من المخالفات
اضطراب واسع في حركة الطيران الأوروبية
“هيئة العقار” تطلق الإطار التنظيمي للبيئة التنظيمية التجريبية لتعزيز الابتكار
نعى أ.د.عوض بن خزيم بن علي بن سرور آل مارد رئيس جامعة شقراء، الشيخ الداعية سعيد بن عوض آل ردّاد ، الذي وافته المنية، يوم الجمعة، السادس والعشرين من شهر ذي القعدة من هذا العام.
وقال رئيس جامعة شقراء “الحمد لله الذي حَكَمَ فَقَضَىٰ ، وله الحمد في الآخرةِ والأولى ، والصلاة والسلام على النبيّ المصطفى ، وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومَنْ اقتفى .. :
سيرُ الرّجالِ الصّالحين ، ومواقفهم المباركة ، ودعوتهم إلى الله بالتي هي أحسن ، وذكرهم الجميل ، وآثارهم الخالدة ، وأعمالهم وجهودهم الميمونة في كافّة مناحي الحياة ، وحاجات النّاس ومعاشهم ، وما يصلح شؤونهم ، ويجمع شملهم ؛ كلُّ ذلك ممّا يُخفّفُ لوعة القلب عند فراقِ أولئك المباركين ، والحزن لوداعهم ..
أخو الفضلِ حيٌّ خالدٌ بعد موتِهِ
وأوصـــالُهُ تحتَ التُّـرابِ رميـمُ
نعم .. لقد ماتَ قومٌ وَمَـا مَـاتَتْ فضائلُهم .
منهم فضيلة الشيخ الداعية المصلح المسدّد سعيد بن عوض آل ردّاد ، الذي ودَّع دنياه الفانية ، يوم الجمعة، السادس والعشرين من شهر ذي القعدة من هذا العام الحادي والأربعين بعد المائة الرابعة والألف من هجرة النبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم ،.. ومع لوعة فراقه ، وألم وداعه ؛ لا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا :
فلله ما أخذ وله ما أعطى ، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمّى .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها ..
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

ودعنا فضيلة الشيخ بعد عمرٍ مباركٍ ، يشهد له بخدمة دينه ووطنه وولاة أمره ، وإخلاصه في مسؤوليته ، قدّم -رحمه الله- أنموذجاً يُحتذى ، ومثلاً يُتَأَسّىٰ به في الخلق الحسن ، والوقار والسَّماحة في القول والعمل ، والسّعي الحثيث لإصلاح ذات البين ، ومحبّة سُبل الخير وفعله ، وحرصه على الدعوة إلى الله ، واغتنام المجالس والمناسبات والمحافل العامّة والخاصّة في الدعوة إليه سبحانه بالتي هي أحسن ، واللِّين واللطف ، والتوجه الكريم بقول الله وقول رسوله صلّى الله عليه وسلم ، بتلقائية ودون تكلُّفٍ ، مقصده بذلك التوجيه لاغتنام الحياة بالعمل الصالح ، ومحاسن الأفعال والخلال .
لقد كان لي-شخصيّاً- شرفُ الجلوس معه كثيراً ، ومشاركته الدعوة والحضور في كثير من المناسبات الاجتماعيّة والرسميّة الخاصّة والعامّة ، والاستماع إلى أحاديثِهِ الدينيّة والتّاريخيّة ، ومواقفه وذكرياته الخاصّة مع والدي (خزيم) وجدّي (علي بن سرور)رحمهم الله جميعاً وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنّة ، حدّثني فيها بقصصٍ ومواقف عايشها معهم ظلّت محفورةً في ذاكرته لا تمّحي ، بعضها قيدتُهُ متفرّقاً حينما تُـذَكِّـرني به المواقفُ المشابهةُ أو الأحاديثُ الجانبيةُ مع الإخوة وبعض القرابة ، وكثيراً ما يُردّدُ على سمعي حبّـه الشديد للوالد ، ومكانته عنده ، ودوره الكبير في حلّ بعض المعضلات التي مرّت بهم آنذاك ، كما رأيتُ ولمستُ منه المحبّة والتبجيل والتقدير ، والدعاء الدائم والتشجيع منذ الصِّغر .
كانت له إحاطةٌ وعنايةٌ فائقة بالتاريخ والأحداث والسِّير ، وإسهامات محفوظةٌ في هذا المجال ، لا سيما ما يتعلّق بتاريخ رجال الحجر ومنطقة عسير بصفةٍ عامّة ؛ وبللسمر على وجه الخصوص ، كما رَصَدَ باطلاعه الواسع وبحثه الدقيق ، وقراءاتِهِ التاريخيّة المتواصلة كثيراً من مراجع النّسب لأعلامٍ وفرسان وشعراء على امتداد عصورهم ، منهم الشاعر الجاهلي المعروف الشنفرى الأزدي ؛ صاحب لاميّة العرب ، التي مطلعها:
أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ
فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ
وهي من أجمل وأعذب الشعر العربي .. وقد جاء في بعض الآثار أنّ عمر بن الخطاب قال فيها : “علـّموا أولادكم لامية العرب ،فأنها تعلمهم مكارم الأخلاق “.
فكان لفضيلة الشيخ سعيد بن عوض بن ردّاد -رحمه الله- عناية ودراسة خاصّة واختياراً متأنياً لمثل هذه الشخصيّات العربية الفذّة ، خُلُقاً وشعراً وموروثاً .
وقد سجّلت جائزة الأستاذ الدكتور عوض بن خزيم آل سرور بن مارد صفحةً من الفخر والشرف في تاريخها ؛ حين كان الشيخ سعيد أحد الفائزين بها ؛ نظراً لما قدّمه لوطنه ومنطقة عسير عامّة وبللسمر خاصة من عطاءٍ وبناءٍ ومساهماتٍ تذكر فتشكر .
وعزاؤنا في أبنائه البررة ، مع سيرته وآثاره الحسنة ، التي تشهد بحياةٍ ملئت دعوةً ومحبةً وأعمالاً مباركة .
أحسن اللهُ عزاء أبنائه وذويه ومحبيه ..
وجبر مصابنا جميعاً بفراق ذلك الوجه المنير ..
المخضّب بالوقار ..
المُزيّن بالسُّنــَّـة ..
الـمُـحَلَّى بالهيبة ..
وجعل ما استقبله خيراً ممّا استدبره .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لفضيلة الشيخ سعيد وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَـوِّرْ له فِيهِ .
والحمدلله على قضاءِ ربِّنا وقدره .
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
