بحضور أكثر من 120 مشاركًا من المصابين وأسرهم والأطباء والاستشاريين

راحات يناقش تأثير كورونا على مصابي التصلب المتعدد ومستجدات التدخلات العلاجية

السبت ١٥ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٢:٢٨ مساءً
راحات يناقش تأثير كورونا على مصابي التصلب المتعدد ومستجدات التدخلات العلاجية
المواطن - الدمام

دعت رئيسة مجلس إدارة جمعية أرفى للتصلب المتعدد بالشرقية، فاطمة الزهراني، جميع المصابين بمرض التصلب المتعدد أن يفصحوا عن إصابتهم بالمرض بكل شفافية ليحظوا بكافة الخدمات من الجمعية أو الخدمات المجتمع والتوجه للجمعية لتدريبهم وتهيئتهم عند مواجهة مشكلة في عدم القدرة على الإفصاح، حيث إن المصاب يمر بثلاثة مراحل تبدأ من مرحلة الصدمة والنكران وعدم التقبل التي يكون فيها عدم الإفصاح والتي تشكل الخوف من فقدان الوظيفة أو عدم الزواج واعتبار البعض للمرض أنه وصمة عار.

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الوعي بالمرض والأخيرة والذهبية هي مرحلة التعايش الإيجابي ونقل الخبرة للآخرين ومن ثم مرحلة الذهبية وهي مرحلة التمكن والتمكين من خلال تمكن المصاب من التعامل مع أعراض المرض بشكل جيد وفعال وتمكين الآخرين من التغلب على الألم والأعراض التي يعانون منها بشكل يومي.

جاء ذلك خلال انعقاد لقاء “راحات” الافتراضي الثاني الذي نظمته جمعية أرفى للتصلب بالمنطقة الشرقية تحت رعاية التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية، من خلال ثلاث جلسات حوارية تخصصية قدمها سبعة متحدثين متخصصين، بحضور أكثر من 120 مشاركًا وعدد من الاستشاريين والأطباء التخصصين بالتصلب المتعدد والمصابين، والذي أجاب على أبرز التساؤلات الطبية التي يواجهها مصابي التصلب المتعدد في كافة المجالات المؤثرة على مرضى التصلب المتعدد.

وفي بداية اللقاء رحبت رئيسة مجلس إدارة جمعية أرفى للتصلب المتعدد بالشرقية فاطمة الزهراني بالحضور والمشاركين مؤكدة نجاح الملتقى الأول الذي أثمر عن توقيع شراكة إستراتيجية مع التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية.

وقالت إن: لقاء راحات يناقش جوانب غير مطروحة سابقًا، ونسعى دائمًا لأن نكون استباقيين في تقديم المشورة والدعم للمصابين، كما أن الملتقى سوف يكون مصدرًا ثري بالمعلومات، من خلال طرح الدراسات الإحصائية التي تتعاون فيها أرفى مع عدد من الجهات من أجل تحقيق أقصى فائدة، ونشر العديد من الاستطلاعات والاستبيانات سابقًا لنقف على أكثر الأعراض التي يعاني منها مصابي التصلب المتعدد، ومناقشة أساليب التخفيف من حدة هذه الأعراض، وتقديم أساليب التعايش الإيجابي مع مرض التصلب العصبي المتعدد فلا يخفى علينا كمرضى أن أسلوب الحياة هو شيء أساسي في العيش بشكل طبيعي ويندرج تحت ذلك التغذية العلاجية السليمة والرياضات المفيدة والمناسبة لنا كمصابي تصلب متعدد، كما أن الحالة المزاجية والنفسية للمرضى لها تأثير كبير على صحتهم.

من جهته، شكر نائب الرئيس التنفيذي للتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية الدكتور متعب البقمي القائمين على جمعية أرفى للتصلب المتعدد، مؤكدًا أن جميع منسوبي التجمع الصحي يتشرفون بالمشاركة في هذا اللقاء وتقديم الرعاية لهذا الملتقى الذي يعد الثاني بعد الملتقى الأول “ألم وأمل” الذي شهد توقيع الاتفاقية بين جمعية أرفى والتجمع الصحي، مشيرًا إلى أن الرعاية لا تقتصر على المستشفيات العامة بل تمتد إلى الرعاية المتقدمة بما يتعلق بالأمراض العصبية.

وتميز اللقاء بتنوع محاوره وجلساته التي اشتملت على التعريف بمرض التصلب المتعدد وتأثير الظروف المحيطة بالمصابين به كجائحة كورونا أو التأثيرات المناخية، وطرح أحدث الدراسات والأبحاث العلاجية المختصة بالمرضى، ومناقشة أبرز التدخلات العلاجية للأعراض المصاحبة للتصلب المتعدد كأمراض المثانة، وتأثير الصحة النفسية على مرضى التصلب المتعدد، ودور التغذية العلاجية في السيطرة على أعراض التصلب المتعدد، ودور العلاج الطبيعي في الحفاظ على صحة المرضى.

بدورها، كشفت نائبة رئيسة مجلس إدارة جمعية أرفى للتصلب المتعدد في الشرقية الدكتورة فوزية الشمراني أن الجمعية سجلت منذ بدء جائحة كورونا 112 مستفيدًا ومستفيدة تم إحالتهم لقسم الخدمات الاجتماعية بالجمعية، فيما سجلت الجمعية إصابة واحدة بمرض كورونا كانت لسيده حامل تمت متابعتها، مؤكدة أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على مرضى التصلب اللويحي نفسيًّا وجسديًّا خصوصًا مع المتابعة الطبية والمراجعة للمرضى، وهذا قد يودي إلى تأثر في الحالة الصحية للمرضى، مشيرة إلى أننا نحرص ككادر طبي على لأن نظل في تواصل مع المرضى سواء عن طريق الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، كما حرصنا على عمل سجل طبي للمرضى المصابين بالتصلب الذين أصيبوا بفيروس كورونا لمعرفة مدى التأثير الذي حصل لهؤلاء المرضى.

من جهته، أوضح استشاري جراحة المسالك البولية ومسالك النساء وصعوبة التبول في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض الدكتور بدر المسيعيد أن المصابين بمرض التصلب المتعدد يعانون كثيرًا من صعوبة التبول وبدورنا نسعى لتخفيف هذه المعاناة وإعطاء العلاج المناسب، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل عشرة مرضى يعاني من صعوبة التبول في بداية تشخيص التصلب، وتصل النسبة إلى ١٠٠% بعد مرور عشر سنوات من التشخيص، مشددًا على مراجعة طبيب جراحة المسالك البولية والمختص بصعوبات واضطرابات التبول عند حدوث الأعراض.

وتابع أن العلاج الطبيعي لعضلات الحوض يخفف أو ينهي كثيرًا من الأعراض، وأن حقن البوتكس تكون عن طريق منظار المثانة لحالات النشاط المفرط للمثانة، وأنه يتطلب إعادة الحقن كل تسعة أشهر تقريبًا، لافتًا إلى أن عمليات التحفيز العصبي من الطرق العلاجية الناجحة لتخفيف الأعراض من خلال تحفيز العصب أسفل ساق المريض في ثمان إلى عشر جلسات، إضافة إلى زراعة جهاز للتحفيز أسفل الظهر والذي يحقق نتائج تحسن تصل إلى ٨٤%.

من جهتها، كشفت الأستاذ المساعد استشاري أمراض الأعصاب في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي الدكتورة شيرين قريشي، أن مرض التصلب المتعدد يصيب الفئة العمرية من عمر الخامسة عشرة إلى عمر الخمسين كأول تشخيص، فيما أشارت إلى أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بالذكور، وأن المرض يصيب الجهاز العصبي المرتبط بالدماغ والحبل الشوكي، وبذلك فهو يعتبر من فئة الأمراض المناعية الذاتية بدون أي مسببات خارجية.

وأضافت قريشي أن مجمل العقاقير المتوافرة لمرض التصلب المتعدد تتميز بأنها تهبط من المناعة الذاتية وتساعد على عدم التهيج، وأن العلاجات المتوافرة تغير من مسار المرض بحيث لا تؤدي إلى انتكاسة في جوهر المرض.

وعن شكل العقاقير، أوضحت أنها عبارة عن حقن أغلبها تحت الجلد وبعضها يتم تناوله كل يوم والبعض الآخر بشكل شبه يومي وبعضها أسبوعيًّا وهذه العقاقير متعارف عليها منذ عشرين عامًا، فيما طورت عقاقير أخرى تعطى عن طريق الوريد مثل الحقنات التي تعطى كل شهر وتشبه إلى حد ما العقاقير المضادة للأورام السرطانية ورغم مخاطرها إلا أنها تبقى أفضل الطرق العلاجية وأكثرها فعالية وتقلل من تهيج وتفاعل بعض الفيروسات التي تتفاعل وتؤثر على الدماغ.

وأكدت أنه منذ العام ٢٠١٦ ظهرت عقاقير وأدوية لمرض التصلب المتعدد كالحبوب التي تعطى مرة في اليوم ومرتين في أحيان أخرى وأن كان لها مضار إلا أن أي علاج لا يخلو من آثار جانبية، موضحةً أنه تم علاج هذا العام الحالات التي تتعرض لانتكاسات مستمرة والحالات التي يوجد فيها المرض بحالات متقدمة مثل الإعاقة الحركية والصعوبة في التحرك والتوازن والذي من الممكن أن يؤدي بهم إلى الشلل وإعاقة الحركة، وبشكل عام فإن المرض يتم التعامل معه عن طريق العقاقير في الوريد والحبوب المضادة، وختمت قريشي بإن الأبحاث مستمرة ولا تتوقف في تطوير العقاقير التي يستمر مفعولها لستة أشهر وبعض الحبوب التي تعمل في مفعولها لمدة خمسة أيام.

بدورها، أكدت استشاري المخ والأعصاب تخصص أمراض الدماغ المناعية والتصلب المتعدد الدكتورة روميزا اليافعي أن ٦٠ إلى ٨٠% من المصابين بالتصلب المتعدد أو الأمراض المناعية يعانون من زيادة في حدوث الأعراض بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة المرض أو الجهد الجسدي، وحذرت من التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، والحرص على شرب السوائل بكثرة والمحافظة على برودة الجسم وتجنب الأماكن الحارة وعدم المكوث فيها كثيرًا.

بدوره أوضح استشاري الطب النفسي ورئيس قسم الإدمان بمجمع إرادة بالدمام الدكتور محمد المقهوي أن الاضطرابات النفسية الناتجة عن التصلب المتعدد لا يتم التنبؤ بها مستقبلا بسبب تخوف المصاب من الإعاقة أو أن حياته ستتأثر مستقبلًا وأن هذا الغموض حول المآلات المستقبلية يجعل المصاب يدخل في حالة من التوتر والقلق قد تتطور إلى حالة من الكآبة مؤكدا أن العلاج النفسي يجب أن يسلط الضوء علي الجانب النفسي في المراحل العلاجية، منوهًا بأن الاكتئاب في الأشخاص العاديين تكون نسبته ١٣% فيما يصل لدى الأشخاص الذين لديهم اضطراب التصلب المتعدد إلى ٢٢% وبعض الدراسات تصل إلى ٣٦% لكون الاكتئاب لديهم بنسبة أعلى وفي الكثير لا يتم اكتشافه.

بدورها أكدت أخصائي أول تغذية علاجية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام انتصار آل هاني أن أعراض المرض التي لها علاقة بالتغذية العلاجية لدى المصابين بالتصلب المتعدد تتمحور في صعوبة البلع والإمساك وزيادة الوزن، مشيرة إلى أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الحمية قليلة الدهون المشبعة والغنية بالأوميجا ٦ والأوميجا ٣ يكون لها تأثير جيد لمن يعانون من مرض التصلب المتعدد، فيما أثبتت دراسات أخرى انخفاض انتكاس معدلات المرض عند الأشخاص الذين يتناولون الخضروات باستمرار، وكذلك التوت الأزرق المجفف لها تأثيرا وقائيا وكذلك الفراولة والسبانخ إضافة إلى فيتامين ب “البيوتين” الذي يتوفر في العديد من الأغذية بشكل طبيعي التي منها صفار البيض واللوز والقرنبيط والفطر والأجبان والبطاطا الحلوة.

وأكدت أخصائي أول علاج طبيعي في مركز جونز هو بكنز أرامكو الطبي، ورئيس الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي بالمنطقة الشرقية نبات مجرشي أن علاج الإجهاد يكون ببناء لياقة المريض بشكل متدرج، حيث يحتوي البرنامج العلاجي على تمارين هوائية خفيفة إلى متوسطة الشدة لزيادة لياقة المريض مع أخذ الوقت الكافي للراحة عند الشعور بالتعب، موضحةً أن العلاج الطبيعي له دور هام في تخفيف الأعراض عن طريق تمارين الإطالة التي تقلل من الإجهاد الذي يحدث نتيجة التشنجات والمساهمة في تحسين الحركة عند المريض.

وفي ختام اللقاء الذي إدارة الإعلامي والمدرب المعتمد طارق آل مزهود تم فتح حلقة النقاش والإجابة على تساؤلات الحضور من المستفيدين وأسرهم وعدد من الإعلاميين والمهتمين بهذا الجانب.