برغم تعرضه للأشعة الكونية

كائن حي بقي 3 سنوات على قيد الحياة في الفضاء!

السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ١١:٠٧ مساءً
كائن حي بقي 3 سنوات على قيد الحياة في الفضاء!
المواطن- محمد داوود- جدة

أعلن فريق علمي ياباني يعمل في محطة الفضاء الدولية بقاء كائن على قيد الحياة لمدة 3 سنوات في الفضاء برغم تعرضه للأشعة الكونية.

مستعمرات من البكتيريا:

وتعود تفاصيل الواقعة إلى عام 2018 حين غادرت مركبة فضائية محطة الفضاء الدولية محملة بشحنة “غير عادية”، تتضمن مستعمرات من البكتيريا قضت سنوات في الفضاء.

وكانت هذه البكتيريا (الجراثيم) هي العينات النهائية التي ستُعاد إلى الأرض كجزء من مهمة بحثية نفذها علماء يابانيون متخصصون في علم الأحياء الفلكي ويدرسون تأثيرات بيئة الفضاء على الكائنات الحية البسيطة.

نظرية مثيرة للجدل:

وأشار العلماء إلى أنه في حال نجاح هذه الميكروبات بالبقاء على قيد الحياة في الفضاء الخارجي فإنها ستكون بمثابة دليل قوي على صحة نظرية “مثيرة للجدل” تُعرف باسم panspermia، التي تشير إلى أن الكائنات الحية قطعت رحلة بين الكواكب على المذنبات والغبار الفضائي.

ونُشرت مجلة Frontiers in Microbiology العلمية المتخصصة البحث الذي شرحت فيه بالتفاصيل كيف نجت أنواع متعددة من بكتيريا Deinococcus لمدة 3 سنوات متتالية في الفضاء الخارجي.

ويشتهر هذا النوع من البكتيريا بقدرته غير العادية على مقاومة الضرر الجيني الذي تسببه جرعات عالية من الأشعة فوق البنفسجية.

عدم التوصل للسر:

ويصنف هذا الكائن علميًّا تحت اسم الكائنات القاسية مثل بطيئات المشية، لكن العلماء لم يتمكنوا من التوصل للسر الذي أبقى هذه الكائنات لمدة طويلة على قيد الحياة في الفضاء الخارجي.

ويقول الأستاذ في جامعة طوكيو والعالم الرئيسي الذي أشرف على المهمة اليابانية، أكيهيكو ياماغيشي: من المعروف أن لدى (Deinococcus) العديد من الآليات للبقاء على قيد الحياة في البيئات القاسية.

وأضاف العالم: اختبرنا الآليات المسؤولة عن بقائها على قيد الحياة، ووجدنا أنه إضافة إلى قدرات عدة لهذه البكتيريا فإنها تتميز بامتلاكها نظامًا قادرًا على إصلاح الحمض النووي الخاص بها والذي يعتبر مهمًّا للبقاء على قيد الحياة في بيئة الفضاء.

فراغ الفضاء الخارجي:

وقام ياماغيشي وزملاؤه بتعريض مستعمرات جافة من 3 أنواع مختلفة من هذه الجراثيم للفراغ في الفضاء الخارجي من خلال وحدة خاصة في محطة الفضاء الدولية.

وعندما أعاد الباحثون هذه المستعمرات (من الجراثيم والميكروبات) إلى الأرض، وجدوا أن طبقاتها الخارجية قد ماتت بسبب التعرض لجرعات عالية من الأشعة فوق البنفسجية، لكن الطبقات الميتة من البكتيريا تحمي الحمض النووي للميكروبات الموجودة تحتها من التلف الشديد بحيث لا يمكنها البقاء على قيد الحياة، في حين أن عدد الجينات البكتيرية السليمة يتناقص تدريجيًّا؛ بسبب التعرض للأشعة في الفضاء، لكن النتائج أظهرت أن حبيبات من البكتيريا بعمق نصف ملليمتر (من العينة) فقط يمكنها البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 8 سنوات في الفضاء.

بيئة خصبة للحياة: 

وحول ما توصل إليه الفريق الياباني قال استشاري مكافحة العدوى محمد حلواني في تصريحات إلى ”المواطن”: عادة البكتيريا والفيروسات تتمتع بخواص عديدة منها إمكانية البقاء لسنوات طويلة لكونها وجدت بيئة خصبة لها، فالبكتيريا هي كائن حي دقيق جدًّا، لا تصنف من النباتات ولا حتى الحيوانات، بل هم ينتمون إلى مجموعة خاصة بهم، فهي كائنات حية دقيقة وتتكون من خلية واحدة فقط، وعادة ما يكون طولها عدة ميكرومترات، وهم يتواجدون معاً بالملايين، فغرام واحد من التراب يحتوي على ما يقارب الـ40 مليون خلية بكتيرية، في حين أن ملليتر واحد من الماء العذب يضم حوالي مليون خلية بكتيرية، أما بالنسبة لكوكب الأرض، فهو يضم على الأقل خمسة نونيلليون بكتيريا.

وأكد الدكتور حلواني أن البكتيريا تتواجد في كل مكان تقريبًا باستثناء الأماكن والمناطق التي يقوم الإنسان بتعقيمها، حتى تلك الأماكن ذات درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جدًّا أو التي تضم مواد كيميائية سامة، والبكتيريا قادرة على التأقلم في ظروف معيشية صعبة وبإمكانها العيش فيها.