الأزمة الليبية على طريق الحل وتركيا خارج المشهد

السيسي يلتقي حفتر وصالح بالقاهرة.. وأردوغان يعنف السراج

الخميس ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٠٧ صباحاً
السيسي يلتقي حفتر وصالح بالقاهرة.. وأردوغان يعنف السراج
المواطن - الرياض

بدأت الأزمة الليبية على مدار الأيام الماضية، في الدخول نحو تسوية للصراع المتأزم منذ سنوات، مع تلاشي الدور التركي المزعزع لاستقرار البلد الإفريقي، حيث استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، كلًّا من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني.

وعقد اللقاء في سياق الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار للدولة الليبية ودعم شعبها في الحفاظ على سلامة ومقدرات بلاده مع كبح جماح قوى التدخلات الخارجية وعلى رأسها التركية.

الرضوخ للمشاورات:

وحول التحركات الأخيرة في الأزمة الليبية، قال وليد مؤمن الفارسي، الباحث والمحلل السياسي الليبي: إن لقاء القاهرة لن يخلو من مشاورات عن ما دار مع وفد الوفاق الذي زار القاهرة مؤخرا وتقديم المشورة للخطوات القادمة.

وتابع الفارسي في تصريح خاص لـ”المواطن“: إن التعاطي الأخير لحكومة الوفاق والرضوخ للمشاورات السياسية بدلًا من التعنت يسرع وتيرة حلحلة الأزمة خاصة بعد فتح المواني ورفع القوى القاهرة عنها ومباحثات تسوشي.

وأضاف أن ليبيا تنتظر مسارين هامين من التفاوض.

الأول: تحريك المسار الأمني الذي سوف يعطي حسن النية لاستمرار المشاورات السياسية القادمة.

ثانيا: تنفيذ الخطة الخاصة بمصرف ليبيا المركزي وهي خطوة هامة جدًّا، بحسب تعبيره.

وأكد الباحث والمحلل السياسي الليبي، أن الليبيين يعولون على بيان القاهرة الدافع لكل الخطوات وفق الشرعية والإرادة المحلية للشعب الليبي خاصة مع بدء خروج المرتزقة عبر مطار مصراتة، وتمهيد فتح الطريق البري بين مصراتة وسرت.

التراجع التركي:

ونوه وليد مؤمن الفارسي، إلى أن تراجع تركيا والسراج عن المشهد آتٍ لا محال، خاصة مع زيارة الوفد الأمريكي للمشير حفتر في الرجمة، والتي أنتجت وعودًا سوف يجري تطبيقها وفرضها خلال الأيام القادمة فيما يخص الوضع التركي تحديدًا مع مرتزقته.

من جانبه أكد عبدالله الخفيفي، الباحث الليبي، أن زيارة المستشار صالح والمشير حفتر للقاهرة تأتي لتلجيم التوغل التركي في ليبيا التي قد تعرقل المشاورات والجهود الدولية الدافعة لحل سياسي للازمة.

وتابع أن مصر تسعى لتوحيد الموقف الداخلي بين مجلس النواب والقيادة العامة للدفع باتجاه حل سياسي بعيدًا عن التدخلات الخارجية مع تأمين الحلول الأخرى التي قد تدفع إليها في الحفاظ على الأمن القومي العربي بخط سرت الجفرة سواء سياسيًّا أو عسكريًّا.

وأضاف الباحث الليبي، خلال تصريحات لـ”المواطن“، أن القاهرة تعتبر الوسيط بين الليبيين ودول العالم، وقد استطاعت أن تدفع المجتمع الدولي لقبول الحل السياسي الآمن بتشكيل مجلس رئاسي جديد وإخراج المرتزقة وتثبيت وقف إطلاق النار بخط سرت الجفرة الذي لم يستطع أردوغان أن يتخطاه حتى الآن.

وأشار إلى أن فتح إنتاج النفط يحتاج إلى تأمين هذه المؤسسات ما بعد سرت من أي طيش تركي للتقدم تجاهها وهو ما يلزم الدفع بالقوى الدولية بهذا الاتجاه، خاصة مع استدعاء السراج من قبل أنقرة بعد هذه الخطوة.

وأشار عبدالله الخفيفي، إلى أن القاهرة ستعمل على تقريب وجهة النظر بين الشرق والغرب الليبي الذي وصل وفوده إلى القاهرة في وقت سابق.

وأمس الثلاثاء، طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بضرورة العمل على محاسبة الدول التي تنتهك قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، في إشارة إلى الأزمة الليبية.

وقال السيسي: إنه من المؤسف أن يستمر المجتمع الدولي في غض الطرف عن دعم بعض الدول للإرهابيين خاصة في ليبيا وفي سوريا.

وأكد الرئيس المصري، خلال كلمته بالدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده ستتصدى لأي محاولات لاختراق الخط الأحمر سرت- الجفرة في ليبيا دفاعًا عن أمنها القومي.