وقائع تعذيب وانتهاكات يومية ضد المساجين

جحيم السجون الوجه الخفي لوحشية النظام القطري

السبت ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٠٩ مساءً
جحيم السجون الوجه الخفي لوحشية النظام القطري
المواطن - القاهرة

تعذيب واستغاثات ومطالب دولية تتصاعد يوميًّا ضد انتهاكات الدوحة داخل السجون، آخرها النداء الذي أطلق في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من جانب زوجة الشيخ طلال آل ثاني- حفيد مؤسس دولة قطر.

وقالت أسماء أريان أمام هيئة الأمم المتحدة في جنيف عبر شريط فيديو: “زوجي بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة وإلى محام يختاره بحرية” لقد “حكم عليه تعسفيًّا بالسجن 22 عامًا أثناء وجوده في السجن وهو رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي ويعاني من ظروف طبية قاسية في السجن”.

وأكدت أن الشيخ طلال محتجز في منشأة مجهولة، وأن صحته تتدهور بسبب التعذيب وسوء المعاملة في السجن، استغاثة دولية تكشف مسلسل جحيم سجون قطر.

جحيم سجون قطر:

“نهاية طريق الجحيم القطري”، بهذا العنوان سرد جون بيير مارونغي سجين فرنسي سابق لدى الدوحة، في كتاب يحمل هذا العنوان، انتهاكات النظام القطري لحقوق السجناء.

وقال المواطن الفرنسي الذي قضى ما يقرب من 6 سنوات في سجون الدوحة: إنه طوال فترة سجنه، عرض على محكمة مرتين فقط، وإن السلطات القطرية منعته من توكيل محام للدفاع عنه.

وسرد في كتابه، إنه تم تحريض المجرمين الذين وضعوه معهم في السجن للاعتداء عليه، بخلاف اعتداءات الحراس عليه التي لا تتوقف طوال السنوات الست حتى الإفراج عنه، مشيرًا إلى استمرار وسائل التعذيب الجسدي والنفسي بحقه، وكذلك الحرمان من النوم وتقديم أسوأ الطعام”.

وكشف أنه عندما كان في السجن، وقف على حالات لأكثر من أجنبي زج بهم في السجون القطرية، مشيرًا إلى أنهم يواجهون ظروفًا قاسية للغاية، وأن هناك حالات كثيرة سجنت تعسفيًّا وفي غياب كامل للمحاكمات النزيهة أو النظام القضائي المستقل.

200 استغاثة:

وفي أغسطس الماضي، استغاث 200 هندي محتجز في سجن قطر المركزي بمكتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وطالبوا بالتدخل لإطلاق سراحهم.

وأفاد موقع “ذا هندو” الخبري بأن الاكتظاظ والظروف غير الصحية في السجن الذي يعيشون فيه منذ 5 سنوات، زادت من خطر انتشار فيروس كورونا بين السجناء بعد تفشي المرض في السجن.

وقال رئيس مجلس العمل الهندى- القطرى لرواد الأعمال براجيش، في تصريحات صحفية: “لقد تعرض الكثير من المسجونين في قضايا مالية للتضليل من قبل المستثمرين القطريين”، ولم تسفر رسائل التذكير المرسلة إلى سفارة الهند في قطر عن أي نتائج حتى الآن.

القطريون والسجون:

التعذيب في السجون لا ينال الأجانب فقط في قطر، بل يطال المواطنين القطريين أنفسهم، حيث توفي القطري أحمد طاهود داخل أحد السجون بالعاصمة القطرية الدوحة؛ نتيجة تعرضه للاعتداء والتعذيب على أيدي رجال شرطة نيباليين بأوامر من إدارة السجن، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وكان طاهود قد دخل في إضراب عن الطعام رفقة سجناء قطريين نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد في قطر، واستمرار الحرمان من الرعاية الصحية، فضلًا عن الممارسات غير الإنسانية والمعاملة الحاطة للكرامة والتعذيب.

ولم تكن تلك واقعة التعذيب الأولى داخل السجون القطرية، حيث توفي الصحفي القطري فهد بوهندي، داخل سجن الهامور القطري “سيئ السمعة” على إثر تعذيبه من قبل ضباط في أجهزة الأمن القطرية خلال شهر إبريل الماضي، وذلك بعد سنوات من الاعتقال التعسفي وحرمانه من أبسط حق من حقوق الإنسان داخل السجن، الأمر الذي أدّى لوفاته.