نهج طهران الاستبدادي يجب إدانته بقوة أكبر من الأمم المتحدة

دبلوماسية إيران .. مؤامرات قتل وثأر سياسي

الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٤:٤٧ مساءً
دبلوماسية إيران .. مؤامرات قتل وثأر سياسي
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

قال ديفيد جونز من وكالة فرانس برس إن تعريف الدبلوماسية في إيران هو عبارة عن حياكة المؤامرات وتدبير القتل والثأر السياسي. 

وعلق جونز على إعدام المصارع الإيراني، نافيد أفكاري، وعلى التقارير المسربة بشأن تدبير قتل السفيرة الأمريكية في جنوب إفريقيا لانا ماركس، قائلًا إن نهج إيران الاستبدادي يجب إدانته بقوة أكبر من قبل الأمم المتحدة.

وتابع جونز: عندما قُتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة أمريكية في 3 يناير الماضي، تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي بالانتقام الشديد، بحسب ما كشفت تقارير مسربة عن مدى استعداد النظام الإيراني للانتقام.

وأضاف: كانت طهران تخطط لقتل السفيرة الأمريكية في جنوب إفريقيا؛ للانتقام لقاسم سليماني.

فرانس برس دبلوماسية إيران عبارة عن مؤامرات قتل وثأر سياسي

وكانت قد كشفت المخابرات الأمريكية عن مخطط إيراني لاغتيال السفيرة لانا ماركس؛ انتقامًا لمقتل سليماني بتورط السفارة الإيرانية في بريتوريا.

واستطرد: كان المسؤولون الإيرانيون يخططون لانتزاع حياة شخصية دبلوماسية مدنية غير مسلحة لأن الثأر السياسي يسيطر على أفكارهم، وستسعى القيادة لأن تصوره بلا شك كمحاولة للسعي لتحقيق العدالة.

فرانس برس دبلوماسية إيران عبارة عن مؤامرات قتل وثأر سياسي

 وقال ديفيد جونز: مخطط القتل يتماشى مع تاريخ طهران الطويل من الهجمات المستهدفة على المدنيين، لافتًا إلى محاولة اغتيالهم وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير قائلًا: على سبيل المثال، في عام 2011، خططت الحكومة الإيرانية لاغتيال الجبير، سفير السعودية لدى الولايات المتحدة في ذلك الوقت.

وأضاف: وقبل عام واحد تقريبًا، أعلنت ميليشيا الحوثي في اليمن عن هجوم على منشآت أرامكو بالمملكة، مما أدى إلى اضطراب الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، وجدت المملكة والولايات المتحدة أدلة على أن الهجوم نفذته إيران، وليس الحوثيين.

وتابع: وفي حين أن حادثة بقيق لم تسفر عن سقوط أي أرواح، إلا أنها زادت من التوترات الأمريكية الإيرانية، مما يهدد أمن المنطقة بأكملها.

التصعيد والقوة في إيران بدلًا من التفاوض والدبلوماسية

وواصل: على مدى السنوات الأربعين الماضية، اعتمدت طهران على التصعيد والقوة بدلًا من التفاوض والدبلوماسية، وقد حولت هذه الاستراتيجية إيران إلى دولة منبوذة، وهي مدرجة في قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب منذ عام 1984 ويعاني شعبها من عقوبات اقتصادية خانقة منذ عقود؛ نتيجة السلوك العدواني للدولة.

وأردف جونز: بدأ النظام الإيراني منذ نشأته في أخذ الأجانب ومزدوجي الجنسية الذين يعيشون على أراضيه كسجناء في لعبة دبلوماسية الرهائن، على سبيل المثال في عام 1979، تم اختطاف 52 دبلوماسيًا ومواطنًا أمريكيًا لأكثر من عام لممارسة الضغط على حكومتهم، وفي الآونة الأخيرة، كانت الضحية الأخيرة لهذه الاستراتيجية البريطانية الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف التي تقضي حكمًا بالسجن خمس سنوات بتهم زائفة، وتواجه خطر السجن لمدة 10 سنوات أخرى بسبب تهم جديدة وجهت إليها الأسبوع الماضي بـ الدعاية ضد الدولة.

وكانت قد قالت نازانيين وهي تروي محنتها المتجددة: أجد نفسي أكره كل شيء في هذه الحياة، بما في ذلك نفسي.

كما أعدمت إيران الأسبوع الماضي المصارع البطل نافيد أفكاري، بعد انتزاع اعتراف بالقتل منه تحت التعذيب، وجاء الحكم على الرغم من الاحتجاج الدولي والنداءات الدولية بالعفو.

فرانس برس دبلوماسية إيران عبارة عن مؤامرات قتل وثأر سياسي

ويأتي الحكم كعقوبة لمشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2018. وواصل جونز: تسعى طهران لأن يكون إعدام الرياضي البالغ من العمر 27 عامًا عبرة للذين يفكرون في التحدث علانية ضد النظام، لكن على العكس، سيتم ذكره كمثال على ظلم الدولة لشعبها.

واختتم جونز قائلًا: من جنوب إفريقيا إلى الخليج وداخل إيران نفسها، سعت طهران لتحقيق أهدافها مع القليل من الاهتمام بحياة الإنسان أو الأمن، ولا يمكن أبدًا النظر إلى أفعالها على أنها حوادث منعزلة، بل هي إشارات تدل على عدم اهتمام النظام بالسلام.