ضمن معركة عرفت باسم حرب الاستقلال

لماذا يعادي أردوغان اليونان؟ القصة قبل 100 عام

الثلاثاء ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٦:٠٧ مساءً
لماذا يعادي أردوغان اليونان؟ القصة قبل 100 عام
المواطن - متابعة

“سرقة ونهب وتهديد”، هكذا تسير السياسة الخارجية التركية تجاه اليونان، سياسة ليست بجديدة نتيجة العداء الشديد الذي يعود إلى أكثر من 100 عام، معركة حربية نجحت فيها اليونان في كسر الدولة العثمانية ذات التاريخ الدموي، بل اقتربت اليونان آنذاك من إسقاط إسطنبول بالكامل، فما هي القصة والمعركة وملابستها التي وقعت قبل قرن من الزمان.

سقوط أزمير:

الخامس عشر من مايو عام 1919 تحول معه اسم مدينة أزمير إلى سميرنا، وغطتها الأعلام الزرقاء والبيضاء، بعد أن رفرفت الأعلام الحمر ذات الهلال في سمائها على مدى قرون.

في ذلك اليوم، وبمساعدة إنجليزية وفرنسية، نزلت فرق من جيش اليونان قدرت بـ20 ألف جندي أرض أزمير، وغطّت السفن الحربية الأفق على طول ساحل بحر إيجة، معلنة خضوع المدينة للحكم اليوناني، بعد أن حكمها العثمانيون لأكثر من 5 قرون.

جرت أحداث حرب اليونان وتركيا، التي عرفت باسم “حرب الاستقلال”، على خلفية الحرب العالمية الأولى، وضعف الدولة العثمانية وتقسيمها نتيجة للحرب.

وتثبيتًا لأركان حكمها في إزمير، شنت القوات اليونانية سلسلة من الهجمات في صيف 1920؛ شملت عددًا من الأهداف الإستراتيجية لتأمين عمق الاحتلال في مدن شمال غرب الأناضول.

ثم مُنحت القوات اليونانية مزيدًا من الدعم بإعطائها الولاية القضائية على إزمير لمدة 5 سنوات، بموجب معاهدة سيفر الموقعة بين الحلفاء وتركيا عام 1920، والتي اتُّفق فيها على تدويل إسطنبول ومضيق البسفور، ومُنحت اليونان جزءًا من أراضي الأناضول، فاستحوذ فينيزيلوس رسميًّا على جزر بحر إيجة، وتراقيا الشرقية، وإزمير ومناطقها المحيطة.

كانت هذه الاتفاقية بمثابة إعلان رسمي ينعي تمزق الدولة العثمانية ذات التاريخ الدموي، وبدا أن اليونانيين يحكمون السيطرة على البلاد، ولم تكن هناك انتصارات تذكر للحركة الوطنية التركية بقيادة أتاتورك على الرغم من رفضه التام لهذه الاتفاقية، وإعلانه سحب الجنسية من جميع الموقعين عليها.

الاتفاقية التي كسرت الأتراك:

وحددت معاهدة سيفر التي وقعت في أغسطس 1920، أنه لا يزيد تعداد الجيش العثماني على 50.700 عسكري. أما البحرية العثمانية فتبقي على سبع سفن حراسة وستة زوارق طوربيد. وحظر عليهم الحصول على سلاح جو.

وتضمنت المعاهدة أيضًا وجود لجنة مشتركة بين الحلفاء للرقابة والتنظيم والإشراف على تنفيذ البنود العسكرية.

وطالبت المعاهدة تحديد المسؤولين عن “الأساليب الهمجية وغير الشرعية للحرب وجرائم ضد القانون وأعراف الحرب والمبادئ الإنسانية”.

فطلبت المادة 230 من المعاهدة من الأتراك تسليم جميع الأشخاص المطلوبين لديهم لمسؤوليتهم عن المجازر التي ارتكبت خلال استمرار حالة الحرب على الأراضي التي شكلت جزءًا من الدولة العثمانية في 1 أغسطس 1914.

هل يوشك أردوغان على الصدام مع الدب الروسي؟ (2)

عنترية أردوغان:

وأثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دهشة الجميع عندما تخلى بصورة مفاجئة عن نبرة الحدة والعنترية والتلويح باستعداده للحرب مع اليونان، معلنًا نيته في الحوار والتفاوض، مؤكدًا أنه كان دائمًا على استعداد لإجراء محادثات، لكن الأسباب الحقيقية لتراجعه تختلف عن ذلك، بحسب تقرير لصحيفة دي تسايت الألمانية الأسبوع الجاري.

وتحت عنوان “إلغاء فكرة الحرب حاليًّا” قال التقرير: إن أسباب هذه النغمة الجديدة للرئيس التركي، يرجع إلى 3 أسباب، أولها أنه يرى جيدًا كلفة الصراع العسكري المحتمل، ويدرك أنه إذا حدث تصعيد بينه وبين اليونان، فإن بلاده ستكون معزولة تمامًا في المنطقة، حيث ستساعد باريس أثينا بإرسال سفن حربية ومناورات مشتركة. كما ستنضم إيطاليا ومصر أيضًا إلى الجانب اليوناني.