السعودیة العظمى في ظل أزمة كورونا

الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٩:١٤ صباحاً
السعودیة العظمى في ظل أزمة كورونا
بقلم : مشاري بن مانع الحمد

بعد مدة طال انتظارھا لقرون، اتحد البشر- أخيرًا- على أن يكون لهم عدو وحيد، يتصدون له؛ فقد ضاقوا بِه ذرًعا!

الاقتصاد العالمي- على سبيل المثال- لم يشهد أزمة مثلھا منذ الحرب العالمية الثانية؛ إذ إنه كان الحادثة الأسوأ في التاريخ، وكان يتصدر القائمة السوداء لدى الاقتصاديين؛ فالحدود الدولية أغلقت، والتجارة العالمية جمدت، وعجلة التنمية الاقتصادية تعطّلت في العالم أجمع!

ومن ناحية أخرى، أبواب المدارس والجامعات أُغلقت، والشوارع والأزقة التي كانت تملؤھا أجساد البشر… خلت، ولكن في مقابل ذلك ازداد الازدحام في أروقة المستشفيات، واستُنفرت الدول التي طالما اعتقد العالم أنھا تمتلك تقنيات متطورة وحديثة؛ إذ مع ھذا اختلّتْ أنظمتھا الصحية، ولم تستطع تدارك الأوضاع، والقضاء على العدو حتى ھذه اللحظة! َ

من- يا ترى- ھذا العدو؟

فيروس كورونا ابن فصيلة الفيروسات التاجية. انتشر ھذا الفيروس في أوائل شھر ديسمبر 2019م في الصين، وتحديدًا في مدينة (ووھان)، أو كما أطلق عليھا بعضھم (المدينة الموبوءة)، وكان المتهم الأول بتفشي الفيروس ھو الخفافيش؛ لوجود سوق للحيوانات البرية في تلك المدينة. وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن مركز تفشي الفيروس ھو ذلك السوق؛ حيث أطلق عددٌ من الشائعات حول نقطة انطلاق الفيروس؛ فبعضھم يعتقد أن الفيروس صُنِع من قبل مركز للأبحاث والتجارب في المدينة نفسھا التي يوجد بھا السوق، وبعضھم يرى أنھا خدعة اتخذتھا بعض الشركات للربح المادي من وراء صناعة لقاح لھذا الفيروس! وبما أنّه لم يجر- حتى الآن- اعتماد أي لقاح للفيروس؛ فيا ترى ھل من المعقول أن الشركات ومراكز الأبحاث الطبية تنتظر انقراض البشرية حتى تعلن عن اللقاح العلاج؟

الدولة التي وقفت في وجه العدو!

دولة تقع في الجنوب الغربي لقارة آسيا. صنفت ضمن أكثر 20 دولة أمانًا من فيروس كورونا. أذھلت العالم والدول المتطورة بوقوفھا راسخةً في وجھ الفيروس التاجي؛ فنظامھا الصحي صمد ولم يھتز كما حدث لبقية دول العالم! وتداركت الأوضاع الاقتصادية، فدعمت القطاعين العام والخاص، فلم ينھارا، وأصبحت العجلة الاقتصادية والتنموية تتقدم وتمضي لتحقيق التطلعات والأهداف المرسومة من قبل، ولم تتوقف أبدًا! وضعت خطة تعليمية جديدة، لم تعمل بھا من قبل، وھي التعليم عن بعد؛ حيث كانت تسابق الوقت لتبني منظومة تعليمية وبنية تحتية تضم ما يصل إلى 5 ملايين طالب وطالبة في ظرف أشھر معدودة، وبدأ الطلبة- بالفعل- إكمال دراستھم لتحقيق آمالھم وطموحاتھم المستقبلية؛ لتعزيز دولتھم العظيمة وتطويرھا!

في وسط ما تعانيه الدول في مختلف القارات، تُسجّل أدنى معدل إصابات؛ بسبب وعي المواطنين والمقيمين فيھا- بعد توفيق الله- والدور الرائد الذي تقوم بھ وزارة الصحة في ھذه الدولة. ومع ذلك لم تتوقف حكومتھا عن تقديم المساعدات للدول التي تعاني- إلى ھذه اللحظة- من آثار كبيرة نتيجة جائحة كورونا؛ فمركزھا الإغاثي التابع لھا يقدم السلال الغذائية، والأدوات والأدوية الصحية؛ للتغلب على ھذه الجائحة بإذن الله.

ھذه الدولة ھي أم العالم العربي والإسلامي! ھذه ھي المملكة العربية السعودية.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • ام ضاري

    كلام جميل وسليم 👍

  • نوره

    الله يوفقك مقال اكثر من رائع بارك الله فيك 😍👌🏻

  • عبدالله ابراهيم

    احسنت 👍🏻

  • ana

    👌🏻👌🏻👌🏻