الرئيس التركي في عالم الأوهام

الماضي والعنترية والرايات.. أوراق البلطجة الأردوغانية

الأحد ٤ أكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٤:٣٩ مساءً
الماضي والعنترية والرايات.. أوراق البلطجة الأردوغانية
المواطن - الرياض

“الماضي والعنترية والرايات”.. 3 كلمات يتغنى بهم النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، في جميع المناسبات وبالأخص الداخلية.

خطاب عنتري وصفه محللون ومعارضون أتراك بالقفز من أزمات الواقع الداخلي التي تواجه أردوغان كانهيار الليرة وركود السياحة وزيادة البطالة، فهو يعيش في عالم منفصل لا يوجد به سوى أوهامه.

ففي آخر ظهور للرئيس التركي الحالم بحسب محللون باستعادة تاريخ دموي لدولة منهارة “العثمانية”، تطاول على دول الخليج العربي، في تصريحات تشبه البلطجة السياسة وتعكس مدى جهل الرئيس التركي بالتاريخ.

ودعا مغردون بينهم كتاب وسياسيون الدول العربية إلى اتخاذ “موقف تصعيدي موحد” تجاه التصريحات العدائية الصادرة من نظام أردوغان.

وأطلق مغردون من بينهم عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف السعودية دعوة لمقاطعة المنتجات التركية تعبيراً عن رفض سياسة أردوغان.

تاريخ دموي استعماري

يتفاخر الرئيس التركي بتاريخ بلاده الذي قام على السلب والقتل والتهجير والإبادة الجماعية، والواقع الحالي بحسب حسام عبدالرحيم، الباحث في الشؤون العربية والدولية، أن أردوغان يسير على نهج أسلافه السلاجقة من قتل وغزو ودعم الإرهاب .

وأوضح عبد الرحيم، في تصريحات لـ”المواطن” أن أردوغان يمارس تمدداً استعمارياً واسعاً منذ فترة في سوريا والعراق تحت مسمى المنطقة الآمنة.

وتابع قائلًا: “العدوان على مدن الشمال السورية المستمر ما هو إلا «غزو» تركي مفضوح لأراضي دولة ذات سيادة، بهدف احتلال أرض الغير بالقوة، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية.”

وما يحدث في العراق أيضاً سيناريو مشابهه لما يحدث في الشمال السوري، حيث يشن النظام التركي هجمات مستمرة وانتهاكاً لسيادة العراق.

من جانبه، قال أحمد الحمادي، المتخصص في الشؤون التركية، إن تحول تركيا في السياسات الخارجية جرى في السنوات الأخيرة وتحديدا قبل 5 أعوام.

وتابع المتخصص في الشؤون التركية، خلال تصريحات لـ”المواطن“، أن ما يحدث في شرق المتوسط أيضا نوع من البلطجة الأردوغانية.

وأكد أنه لم تعد القضية بالنسبة لتركيا-أردوغان مجرد خلاف على تنقيب الغاز بشرق المتوسط، أو الخلاف التاريخي مع اليونان، بل امتد الأمر إلى دعم مباشر للمليشيات المسلحة والمرتزقة في ليبيا، والتدخل العسكري في الشمال السوري وفي العراق، وأخيراً في منطقة القوقاز.

العنترية الأردوغانية

وعن عنترية أردوغان في المنابر الإعلامية وبالأخص خطابه الموجه للداخل التركي، أكد أحمد الحمادي، أن أردوغان الذي ورث اقتصاداً واعداً تم بناؤه بدعم أمريكي وأوروبي، كما حدث مع الدول الحليفة الموجودة على خط التماس مع الاتحاد السوفييتي السابق ثم مع روسيا.

وتابع، أصبح يقود بلداً ينهار اقتصاده بصورة غير مسبوقة بسبب المغامرات الخارجية والهوس بمد النفوذ وإدخال البلاد في صراعات لا تنتهي من أجل وهم إحياء «الإرث العثمانلي»، وما أسوأه من إرث لم يعرف إلا الدم والدمار لشعوب المنطقة، وفي مقدمتهم شعوب الوطن العربي.

وأكد المتخصص في الشؤون التركية، أن الواقع الرديء لا يسمح له بتمرير أكاذيبه الاقتصاد ينهار، ودعم الحلفاء الصغار لا يكفي في إشارة إلى “قطر”، وتابع ” أردوغان لا يملك أي رؤية للخروج من المأزق الذي أوقع بلاده فيه”.

وتعاني تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة، حيث تقع الليرة التركية من بين العملات الأكثر تدهورا في العالم، والنظام المالي التركي تحت تهديد دائم بالانهيار.
وبلغ الرصيد السلبي مقدار 76.8 مليار دولار عام 2017، و55 مليار دولار عام 2018.

رايات أردوغان “داعش”

لم يخلُ الحديث التركي عن الرايات، ولكن بحسب المحللين رايات أردوغان هي رايات تنظيم داعش الذي قدمت له أنقرة الدعم العسكري لبث الفوضى وتفكيك الدول ، حيث يستخدم أردوغان ورقة ضغط وبلطجة سياسية جديدة يشهرها في وجه المجتمع الدولي ملوّحا بنشر مزيد من الفوضى.

منذ ظهور هذا التنظيم الإرهابي إلى حيز الوجود بداية في العراق وتالياً في سوريا ينتقل الإرهاب الأردوغاني الذي حافظ على هؤلاء الإرهابيين.

وهنا أكد الحمادي، أنه على مدار السنوات 6 الماضية توضحت الكثير من الحقائق التي تدين أردوغان بسبب نزعته التوسعية والعدوانية ضد دول الجوار وغيرها.

ويظهر ذلك من خلال توجيه أدوات البلطجة الأردوغانية نحو الشمال الإفريقي عبر البوابة الليبية حيث يتبنى الإرهاب ويستخدمه ويوظفه لتحقيق أغراضه السياسية الخارجية على حساب الأمن والسلم الأهلي والاجتماعي للدول المنكوبة بإرهابه مع ما يثيره ذلك من مخاطر على الأمن الإقليمي والدولي برمته.