المملكة منذ اليوم الأول لتجدد الأزمة القطرية تؤمن بأهمية الحل السياسي

الأمن الخليجي كلٌّ لا يتجزأ في وجهة نظر السعودية والوحدة أقوى من الخلافات

السبت ٥ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ١:١٨ صباحاً
الأمن الخليجي كلٌّ لا يتجزأ في وجهة نظر السعودية والوحدة أقوى من الخلافات
المواطن - الرياض

تؤكد السعودية دومًا أن الأمن الخليجي هو كلٌّ لا يتجزأ في وجهة نظرها، حيث حافظت وبالشواهد التاريخية على أمن كل دولة ودافعت عن قضاياها واصطفت خلف مواقفها في المحافل الإقليمية والدولية، وعلى مدار تاريخها، لعبت المملكة دورًا قياديًّا في تحصين مجلس التعاون الخليجي ضد أي اختراقات والترفّع به عن أي مهاترات، وتجنيبه أعتى الأزمات التي تربصت بأمنه وهددت دوله واستهدفت تماسك وحدته.

تحديات فاقت الأزمة: 

ومر مجلس التعاون الخليجي على مدار العقود الأربعة الماضية بالعديد من التحديات التي فاقت في تبعاتها الأزمة الحالية الطارئة، ومع ذلك عبر المجلس منها بقيادة المملكة وتعاون شقيقاتها إلى برّ الأمان، ولهذا فالمملكة ومنذ اليوم الأول لتجدد الأزمة الطارئة مع قطر في العام 2017 وقبلها في العام 2013، تؤمن بأهمية الحل السياسي ليقينها بأنه السبيل لتجاوز كل المشكلات وتلافي كل التحديات والتغلب على كافة المشاغل الأمنية التي تهدد دول المجلس.

ويكشف مسارعة الدول الإقليمية في محاولة استثمار الأزمة الطارئة الحالية لصالحها بكل وضوح أن المستفيد الأكبر من الخلاف الحالي هم أعداء الخليج والعرب والمنطقة ممن يضمرون الشر لها ويسعون لتنفيذ مخططاتهم التوسعية، وعلى الرغم من أن حالة الاصطفاف الإقليمية الناشئة عن الأزمة الحالية في الخليج إلا أن جهود الوساطة الكويتية والدعم الذي لقيته من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت ولا تزال بارقة الأمل التي يُترقب أن تكلل بكتابة نهاية سعيدة لهذه الأزمة تُعيد لمجلس التعاون قوته وتماسكه ودوره المحوري البارز في المنطقة بأسرها.

الخلافات أمر طبيعي: 

وذلك لأنه على مدار العقود الماضية، ظلت علاقة مجلس التعاون الخليجي بجمهورية مصر العربية حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة، وهو ما يجعل من تمتين هذه العلاقة أمرًا بالغ الأهمية لحماية الأمن القومي العربي وتحقيق المصالح العليا المشتركة، كما أن مجلس التعاون شأنه شأن أي منظمة متعددة الأطراف، والتباين في وجهات النظر ونشوء بعض الخلافات بين الحين والآخر هو أمر طبيعي لا يقلل من شأن ما يمثله المجلس من وحدة متفردة قد لا يكون لها مثيل عبر تاريخ المنطقة من حيث تشابه النسيج الشعبي ووحدة الدين واللغة، وهو ما يجعل الحفاظ عليه خيارًا إستراتيجيًّا ليس للسعودية فقط بل لجميع دوله.

ومن المؤكد أنه مهما بلغت حدة خلافات الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي إلا أن أواصر الوحدة والمصير المشترك التي أرسى دعائمها الآباء المؤسسون لهذا الصرح وسارت عليها القيادات المتعاقبة من بعدهم تجعل من المجلس مظلة جامعة لتحقيق أمن دوله والمنطقة ومجابهة التحديات الإقليمية التي تحلم بتفكيكه وانهياره، حيث كان للمملكة الدور الأكبر في دعم منظومة مجلس التعاون الخليجي ومسيرة العمل المشترك، وقد تجلّى ذلك في العديد من الإسهامات والمشاريع الإستراتيجية، ومن أهمها رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في العام 2015 الرامية لتحقيق التكامل المنشود أمنيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا.

وساطة كويتية لحل الأزمة الخليجية: 

وأعلن وزير الخارجية الكويتي وزير الإعلام بالوكالة، الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، استمرار الجهود الكويتية- الأمريكية لحل الأزمة الخليجية.

وقال الصباح في بيان نقلته وكالة كونا: إنه في إطار جهود المصالحة التي سبق أن قادها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- رحمه الله- واستمرارًا للجهود التي يبذلها حاليًا صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه- أمير دولة الكويت، والرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة لحل الأزمة الخليجية، فقد جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية أكد فيها كافة الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم.

وفي هذا الإطار نعرب عن التقدير للسيد جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، على الجهود القيمة التي بذلها مؤخرًا في هذا الصدد.

ترحيب سعودي: 

وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان: إن المملكة تنظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، في تغريدة له عبر تويتر: نشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة.