تركيا في فلك العقوبات من الاتحاد الأوروبي إلى أمريكا وأخيرًا روسيا 

تواجه تركيا عقوبات من كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وذلك بعد تحذيرات متكررة في الأشهر الماضية على خلفية أن أنقرة تستفز جميع الدول بسلوكها العدواني وسياستها الهجومية، وأفادت تقارير حديثة بأن روسيا قد تدرس أيضًا فرض عقوباتها الخاصة.

وتمتلك تركيا خيارًا بعدم استخدام نظام الدفاع الجوي S-400 الذي قدمته روسيا، وهو المطلب الرئيسي للولايات المتحدة، ووقف التنقيب داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وهو مطلب الاتحاد الأوروبي الرئيسي وذلك لتجنب العقوبات.

قد يهمّك أيضاً

أحزاب تركيا لـ أردوغان: اقتصادنا ليس عجينة لعب بيدي صهرك

الاتحاد الأوروبي يلوح بعقوبات جاهزة ضد تركيا

ومن الناحية النظرية، فإن الخروج من أجواء التوتر بين تركيا وشركائها في حلف شمال الأطلسي يبدو بسيطًا وسهلًا، ولكن مع انتهاج أنقرة سلوكها العدواني وإصرارها عليه فإن الخلاف مستمر ويتفاقم ولا يبدو أنه سيكون من السهل التغلب عليه.

من ناحية أخرى، تتزايد احتمالية مخاوف من أن تركيا تغازل روسيا وتتجاهل مبادئ الاتحاد الأوروبي الأساسية مثل حقوق الإنسان واحترام القانون والشفافية والقانون الدولي، لكن أفادت بعض التقارير أنه في واقع الأمر لا داعي من القلق من مغازلة أنقرة لموسكو، ذلك أن الأخيرة قد ضجت أيضًا بأفعال تركيا. 

وقال موقع Ahval إن خبراء روس قد حذروا من تزايد نفوذ تركيا في دول الاتحاد السوفييتي السابق، لاسيما بعد تصريح وزير العلاقات التركية مع جمهوريات رابطة الدول المستقلة الناطقة بالتركية، وقوله إن الجمهورية التركية، خليفة الإمبراطورية العثمانية وعليها أن تنشئ تحالفًا مع أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان، حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة حادة مع روسيا.

وذلك التصريح السابق مع تزايد الخلافات التركية الروسية في أكثر من ملف، مثل شمال سوريا وليبيا، وانتهاك وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان بتحريض من أنقرة، على سبيل المثال لا الحصر، فإن المراقبين للأحداث السياسية لا يستبعدون أن تفرض موسكو عقوباتها أيضًا على تركيا.

وليس من المستبعد أن تفعل موسكو ذلك، فهي في واقع الأمر قد فعلتها في نوفمبر من العام 2015، وذلك في أعقاب التوترات بين البلدين على خلفية الحرب في سوريا وإسقاط الأتراك لطائرة حربية روسية.

وأثرت العقوبات حينها تأثيرًا شديدًا على الاقتصاد التركي وشملت كافة المجالات حتى الزراعة والسياحة، مما اضطر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعلان اعتذاره رسميًا للرئيس الروسي بوتين، والسعي لتحسين علاقاته مع الكرملين، فهل تفعلها روسيا مجددًا؟