أشاد بالإجراءات الاحترازية واستخدام التقنيات الحديثة

المفتي: القيادة حرصت على تحقيق مصالح المسلمين خلال جائحة كورونا

الأحد ٧ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٥:٥١ مساءً
المفتي: القيادة حرصت على تحقيق مصالح المسلمين خلال جائحة كورونا
المواطن - الرياض

أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، أن خدمة ضيوف الرحمن نعمة عظيمة، منّ الله بها على هذه البلاد، مشيدًا بحرص القيادة على تحقيق مصالح المسلمين واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوبهم.

المفتي يثمن رعاية المملكة لضيوف الرحمن

وقال سماحته خلال مشاركته ضمن ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة المعتمرين والزائرين خلال جائحة كورونا): لقد اعتنت هذه الدولة المباركة بزوار بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي عناية عظيمة، وذلك استجابة لقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ولأجل ذلك فقد تبوأت المملكة العربية السعودية، مكانة مرموقة في العالم، وأصبحت عنوانًا لكرم الضيافة، وحسن الوفادة، واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب المسلمين في كل مكان.

وأضاف سماحته: كما أن قيادة المملكة العربية السعودية حرصت كل الحرص على تحقيق مصالح المسلمين، والحفاظ على كل ما فيه نفع لهم، ومحافظة على سلامتهم، وإبعاد كل ما فيه أذى لهم وإضرارًا بهم مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وامتثالًا لما أمر به النبي – صلى الله عليه وسلم- من (النصح لكل مسلم).

الإجراءات الاحترازية والوقائية

واستكمل فضيلته أنه انطلاقًا من هذا المبدأ، لمّا نزلت جائحة كورونا سعت المملكة العربية السعودية في اتخاذ تدابير احتياطية ووقائية واسعة، وإجراءات احترازية كبيرة، للحد من انتشار هذه الجائحة بين المواطنين والمقيمين في المملكة، أو انتقالها من خارج حدودها، فأمرت بإيقاف السفر خارج المملكة والقدوم إليها، تحقيقا لقوله – صلى الله عليه وسلم – عن وباء الطاعون: (إذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأرْضٍ، فلاَ تَقْدمُوا عَلَيْهِ، وإذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ).

ومن تلك الإجراءات الاحترازية والوقائية،

ما اتخذته الحكومة السعودية تجاه المعتمرين والزائرين في الحرمين الشريفين، سواء من داخل المملكة، أو من خارجها، والتي فيها حفاظ على سلامتهم، وتيسير لأداء مناسكهم من غير مشقة وعناء، وكان من مقتضيات تلك الإجراءات الاحترازية تقليص عدد المعتمرين وزوار المسجد النبوي، والتعامل معهم وفق ما تقتضيه متطلبات السلامة والوقاية من آثار هذا الوباء، فقامت الأجهزة الرسمية بجهود مضاعفة في هذا المجال.

كما تم إخضاع جميع القادمين إلى فحص فيروس كورونا المستجد قبل الوصول إلى مكة المكرمة، ووضعهم في الحجر الصحي في الفنادق عند الحاجة، وتم تزويدهم بجميع المستلزمات والأدوات المعقمة، والكمامات وغيرها من الأدوات اللازمة، وتم إقامة عدد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة، وجهزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج عند حدوث أي حالة طارئة بينهم، كما تم تنظيم المعتمرين في الدخول إلى خطوط منتظمة مع مراعاة التباعد أثناء الطواف والسعي بين الصفا والمروة، وأثناء أداء الصلوات المفروضة.

وأشار إلى أنه تم استخدام التقنية الحديثة بجميع أنواعها في خدمة المعتمرين والزوار من خلال تخصيص برنامج خاص يحمل اسم (اعتمرنا) للحجز من أجل أداء العمرة والزيارة والصلاة في الحرمين الشريفين، وتنظيم أعداد القادمين للحرمين، وتسهيل دخولهم وفق جدول زمني مرتب، تفاديًا لحصول تزاحم عند التوافد على زيارة الحرمين الشريفين.

كما تم استخدام عدد كبير من رجال الأمن والموظفين، لتنظيم حركة المعتمرين والزوار أثناء الدخول والخروج، وأثناء تواجدهم داخل الحرمين الشريفين، وكل ذلك لأجل تمكينهم من أداء مناسكهم وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تسهل لهم أمرهم، وتيسر عليهم القيام بشعائرهم وعبادتهم، من غير عناء ومشقة.

تحقيق مصالح المسلمين

واختتم بقوله: “جزى الله قيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسائر المسؤولين في الدولة، والقائمين على رئاسة شؤون الحرمين الشريفين على جهودهم المميزة في خدمة المعتمرين والزوار من ضيوف الرحمن خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناتهم يوم الدين.