قال إن فكرة إيجاد منابر إعلامية للدفاع عن المملكة في الخارج فكرة قديمة

العرفج: هذه السعودية التي تملأ الدنيا وتشغل الناس بالحديث عن أعمالها

الأحد ١٤ مارس ٢٠٢١ الساعة ١٢:٣٩ مساءً
العرفج: هذه السعودية التي تملأ الدنيا وتشغل الناس بالحديث عن أعمالها
المواطن - الرياض

قال الكاتب وعامل المعرفة أحمد عبدالرحمن العرفج، إن فكرة إيجاد منابر إعلامية للدفاع عن السعودية في الخارج فكرة قديمة تحدث عنها التاريخ، وكتب عنها أناس كثر، لعل أشهرهم الدكتور «غازي القصيبي» -رحمه الله.

وأضاف العرفج، في مقال له بصحيفة “المدينة”، بعنوان “بالمشروعات التنموية ندافع عن السعودية” إن فكرة إنشاء قنوات ومنابر في الغرب للدفاع عن المملكة، فكرة طيبة وبسيطة ولكنها عاطفية وليست عملية.

رؤية المملكة 2030

وتابع أحمد العرفج: “إنني قرأت الرؤية أقصد رؤية 2030، وألّفت كتابًا فيها بعنوان «مقابلة مع سفينة نوح» ولم أجد سطرًا واحدًا يتحدث عن إنشاء مراكز في الخارج للدفاع عن المملكة، بل كل الذي وجدته رؤية طموحة مليئة بالأفعال التي تسكت كل من يشكك في المملكة، كما أنها تتضمن مشروعات على أرض الواقع تقول: «هذه هي السعودية التي تملأ الدنيا وتشغل الناس بالحديث عن كبير أعمالها وفخامة أفعالها”.. وإلى نص المقال:

فكرة المنابر الإعلامية

تابعت الحوار التويتري الراقي الذي دار بين الصديقين، الأمير عبدالرحمن بن مساعد، والصحفي الموهوب عضوان الأحمري، وكان حوارهما الراقي يدور حول «دور الإعلام الخارجي» وقد طرح كل منهما رأيه بشفافية، وأنا هنا سأتحدث عن هذا الملف، وأعني به اهتمام الآخرين بأن الإعلام السعودي لا يقوم بدوره في الخارج.

إن فكرة إيجاد منابر إعلامية للدفاع عن المملكة في الخارج فكرة قديمة تحدث عنها التاريخ، وكتب عنها أناس كثر، لعل أشهرهم الدكتور «غازي القصيبي» -رحمه الله- وسأذكر لكم هنا خلاصة ما قرأت عن هذه القضية في النقاط التالية:

إن فكرة إنشاء قنوات ومنابر في الغرب للدفاع عن المملكة، فكرة طيبة وبسيطة ولكنها عاطفية وليست عملية من عدة جهات:

أولًا: إن الناس في الغرب وفي الشرق ثلاثة أنواع، النوع الأول: «رجل الشارع» وهذا لا يهتم إلا بشؤونه الخاصة، أما النوع الثاني: فهو «الباحث عن الحقيقة» وهذا لا يجدها إلا إذا اجتهد فيها، النوع الثالث: «المغرض الحاقد» وهذا هو الذي يحفز على الرد ولكن مع الأسف مهما رددت عليه فلن يقتنع.

ثانيًا: إن القضايا والشبهات التي تثار حول المملكة تنبت كل يوم منذ أن عرفت نفسي قبل أربعين سنة والمملكة تهاجَم، وهذا أمر طبيعي لأن أعداء النجاح كثر، ولو اشتغلنا بالرد عليهم لأضعنا أعمارنا بالصد والرد.

ثالثًا: إن الانشغال بالرد سيشجع الطرف الآخر للرد والبحث عن مزيد من الأخطاء والنقائص، وبهذا تطول الحكايا وتستمر سيرة الأشرار، ونصبح مثل جميل وبثينة حين قال لها:

وقلنا لها قولًا فجاءتْ بمثله لكلِّ كلامٍ يا بثين جوابُ

رابعًا: وهو الأهم، إن الكثير من الشبهات والتقارير والأكاذيب حول المملكة تولد ميتة وتذهب إلى النسيان، ولكن إذا أوقفناها وسلطنا الضوء عليها وهبنا لها الحياة، فقد قال عمر بن الخطاب: «أميتوا الشر بالسكوت عنه».

الرد العلمي

خامسًا: إن الرد العلمي لا يكون بمتابعة التقارير المشبوهة والمقاطع المغرضة ثم الرد عليها، وإنما يكون بتقديم المنتج، فهم قالوا ما قالوا، وأفضل طريقة للرد هي الفعل الإيجابي، فمثلًا.. إذا قالوا إن السعودية ليس فيها صناعة متقدمة، تنشر أفلام وثائقية عن التقدم الصناعي في المملكة، وبذلك نرد بالفعل وكما قال الشاعر: «قد قيل ما قيل إن صدقًا وإن كذبًا فما اعتذارك من قول إذا قيلا؟».

إن الرد ليس بما تقول وإنما بما تفعل، فإن قالوا إن التمور في السعودية غير جيدة، صدرنا للعالم كميات كبيرة من تمورنا الفاخرة.

سادسًا: إن التقارير والمقاطع لا تضر هذا الكيان الشامخ، فهو الجبل الذي لا تهزه الريح، لذلك من الجيد أن نعتبر هذه التقارير مثل الأصوات النشاز أو النباح العابر، وقديمًا قال الشاعر:

إذا الكَلْبُ لَمْ يُؤذِكَ إلا نِباحُه

فَدَعْهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ يَنْبَحُ

سابعًا: على أي التقارير نرد وأي المقاطع نصد، وقد أصبحت المملكة تُستهدف كل يوم، وهذا أمر طبيعي، فالأعداء يتكاثرون كلما زاد نجاحك، ونجاحات المملكة أصبحت يومية، بحيث تسر الأصدقاء وتمغص بطون الأعداء.

حسنًا ماذا بقي:

هذه هي السعودية

بقي القول: أعرف أن هذا الموضوع شائك وتتعدد فيه الآراء بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، ومن الصعب تصويب هذا الرأي وتخطئة ذاك، ولكن الأكيد أن الرد بالأفعال خير من الرد بالأقوال.

إنني قرأت الرؤية أقصد رؤية 2030، وألّفت كتابًا فيها بعنوان «مقابلة مع سفينة نوح» ولم أجد سطرًا واحدًا يتحدث عن إنشاء مراكز في الخارج للدفاع عن المملكة، بل كل الذي وجدته رؤية طموحة مليئة بالأفعال التي تسكت كل من يشكك في المملكة، كما أنها تتضمن مشروعات على أرض الواقع تقول: «هذه هي السعودية التي تملأ الدنيا وتشغل الناس بالحديث عن كبير أعمالها وفخامة أفعالها».