كان الأب أول الراحلين ولا يدري إن كانت ستلحق به رفيقة عمره

ذهب مع أصدقائه للاستراحة وعاد حاملًا الموت لوالده.. قصة مُبكية للحالة رقم 14

الأربعاء ١٠ مارس ٢٠٢١ الساعة ١٢:٠١ مساءً
ذهب مع أصدقائه للاستراحة وعاد حاملًا الموت لوالده.. قصة مُبكية للحالة رقم 14
المواطن - الرياض

“رايح أسهر شوي في الاستراحة وأجيلك”. لم يتخيل الأب أن تكون تلك العبارة التي نطقها ابنه هي بداية النهاية لكل شيء، وستكون سببًا في أن يضرب فيروس كورونا خيامه في زوايا البيت الذي كان آمنًا قبل ذهاب الشاب إلى تلك الاستراحة ومقابلة أصدقائه.

استراحة الموت:

هناك، في تلك الاستراحة التقط الابن الفيروس، أما بعد ذلك فكان الموت الذي اختار أول الراحلين؛ الوالد الذي رحل في تمام الخامسة مساءً ولم يحضر جنازته إلا ثلة من الرجال لا يتجاوزون الثمانية، وضعوا جثمانه المسجى أمامهم ثم أقاموا الصلاة في زاوية من المقبرة ليسدل الستار ويرحل الأب وحيدًا.

قبل ذلك، عاش الأب لأسابيع يسمع عن الحظر المنزلي، سمعهم يقولون مرارًا في وسائل الإعلام وكأنهم يخاطبونه “أنت المعرض للخطر الأكبر.. اجلِس في بيتك وابتعد عن الفيروس”، لتمر الأيام جميلة أمام عينيه، يجلس في بيته مع صغاره وأمهم التي رافقته حبًا أكثر من 40 عامًا.

الموت يدب خيامه:

لم يكن يخرج من بيته، ولكنه لم يعلم أن الموت هو من سيدخل إلى أركان المكان الآن بمصافحة من ابنه بعد أن عاد من تلك الاستراحة. لم يدرك أن الموت قد يأتي من أقرب الناس إليه. جاء بلباس الأقارب وهو الذي انتظر الموت غريبًا طوال عمره.

كان الأب أول الراحلين، ولا يدري إن كانت ستلحق به رفيقة عمره بعد أن التقطت الفيروس أم أن القدر سيكون له رأي آخر، ولكنه لو كان حيًا لأخبر ابنه كم أنه يُحبه حتى ولو كان رحيله على يديه، ولكنه هذه المرة سيأمره أن لا يخرج من البيت حرصًا على حياته وحياة من يحب.

هذه رسالته وقصة الحالة رقم 14 التي عرضتها وزارة الصحة للتحذير من فيروس كورونا والتشديد على أهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية ومنع الاختلاط مع التسجيل في تطبيق صحتي للحصول على لقاح كورونا.

مراكز اللقاحات:

وكانت وزارة الصحة توسعت في تدشين المزيد من مراكز اللقاحات لتشمل جميع مناطق المملكة، وذلك مواصلة لجهودها في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والحدّ من انتشار فيروس كورونا، مهيبةً بالجميع إلى التسجيل عبر تطبيق صحتي للحصول على اللقاح.

مبادرة اللقاح في المنازل:

كما أعلنت وزارة الصحة مؤخرًا عن تدشين خدمة التطعيم باللقاح للمرضى في منازلهم من خلال برنامج الرعاية الصحية المنزلية في مناطق المملكة كافة، وذلك مواصلة لجهودها للحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع كافة والحد من انتشار الفيروس.