يعود تاريخها الزمني إلى نهاية القرن العاشر الهجري

قرية ذي عين بالمخواة تشهد على تراث الباحة لأكثر من 400 عام

الإثنين ١٩ أبريل ٢٠٢١ الساعة ٣:٤٨ صباحاً
قرية ذي عين بالمخواة تشهد على تراث الباحة لأكثر من 400 عام
المواطن - واس

تمتاز قرية ذي عين الأثرية بالمخواة في منطقة الباحة بتراث أصيل، وتاريخ عريق وجمال أخاذ يأسر الألباب، يعود تاريخها الزمني إلى نهاية القرن العاشر الهجري – القرن الثامن الميلادي – مما يجعل عمرها أكثر من 400 عام، بحسب موقع منظمة اليونسكو.

58 قصرًا: 

وتعد قرية ذي عين إحدى أهم القرى التراثية على مستوى المملكة، حيث شيدت قصورها البالغ عددها 58 قصراً والمبنية بالحجر، على جبل من المرو الأبيض، وتضم القرية مسجداً تؤدى فيه الصلوات المفروضة وصلاة الجمعة.
وحبا الله قرية ذي عين بسقيا رحمة تلك المياه الجارية طوال العام ، فتفتقت مزارعها “شذاً” و”موزاً” و”عطراً”، و”تأهلت إنساناً”، و”تطورت مكاناً” سكب اسمها بعين ماء ذي عين فألبسها ثوب النظارة وحلاها بحسن العبارة، وجعل لها درباً “إلى التاريخ والحضارة”.

جمال يصعب صنعه قصدًا: 

وما يشاهده الزائر في ذي عين هو الجمال الذي يصعب صنعه قصداً، فتميزت بموقعها الجغرافي الذي يعد من أفضل القرى التراثية بالمنطقة؛ وذلك لاعتبارات أساسية أهمها: الناحية الأمنية والناحية الاقتصادية، فمن الناحية الأمنية ساعد موقع القرية الطبيعي على تأمين ثلاث جهات “الشمالية والشرقية والجنوبية” بمرتفعات عالية ووعرة، وأحكمت هذه الجهات من أي اعتداء، ومن الناحية الاقتصادية فقد وفرت المياه العذبة والمتدفقة للعين الجارية تنوع محاصيل الزراعة.

مجالات عديدة: 

وبرع إنسان ذي عين في عدة مجالات، منها البسطات الزراعية، وقنوات الري فشمخت سنابل القمح، وأثمرت النخل الباسق، وأنتجت عناقيد الموز، وفاح أريج الكادي، وهبت نسائم الريحان في الوادي، كما تميز في مجال العمارة التقليدية، يظهر ذلك جليا في قصة ذلك الشيخ الكبير الذي انحنى كتفاه وهو يحمل الصخور والثقال ، الصخرة تلو الصخرة ، ليعلي البنيان ، ويشيد المكان ، فبنى منزلاً لأسرته ، ومجمعًا لقبيلته.

وعن سقيا المزارع ابتكر إنسان ذي عين الأول قانوناً لسقيا مزارعه يسمى (الأطواف) ففي بادئ الأمر كان يصنع حبلاً من ألياف الشجر ويغمسه بالدهن فيعقد عقدة في طرفه ثم يعقد أخرى للوقت الزمني الذي تستغرقه المزرعة، ثم بدأ بالاقتداء بالنجوم فيبدأ بالثريا ثم التايع فالأذرع اليماني فالشمالي ثم الجوزاء ، ثم النثرة ، ثم الطرف ، وأخيرا المرزم ، وفي وقتنا الحاضر تسقى المزارع بـ 12 طوفاً كل 24 ساعة.

ويتحدث في هذا السياق الشاب عبدالرحمن يحيى العمري أحد أبناء القرية الذي أعاد الحياة لمزارعها المندثرة (حوزة السدان المسقوي) التي تمثل مساحة أكثر من 62000 ألف متر، ويحرص على زراعة الأصول الوراثية للموز البلدي والكادي، ويعمل أيضا في إعداد الوجبات الشعبية لتقديمها للزوار داخل مزرعته الريفية.