أول ظهور لها في أواخر مايو أو مطلع يونيو

أبو زاهرة: القطب الشمالي على موعد مع الغيوم الزرقاء الكهربائية

الأحد ٩ مايو ٢٠٢١ الساعة ١٢:٤٦ صباحاً
أبو زاهرة: القطب الشمالي على موعد مع الغيوم الزرقاء الكهربائية
المواطن- محمد داوود- جدة

أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القطب الشمالي لكوكبنا يستعد مع قرب حلول فصل الصيف كل عام لحدث غريب، حيث تظهر غيوم زرقاء كهربائية تتموج في السماء مع غروب الشمس تسمى غيوم الليل المضيئة.

وبين أن غيوم الليل المضيئة هي أعلى غيوم الأرض، وتتشكل عندما يرتفع بخار الماء في الصيف من القطبين إلى حافة الفضاء، وتتبلور المياه حول غبار الشهب على ارتفاع 83 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وينتج عن ذلك أشكال زرقاء كهربائية جميلة، يمكن رؤيتها عادة في خطوط العرض العليا وبشكل طبيعي، ويكون أول ظهور لها في أواخر شهر مايو أو مطلع يونيو.

درجات حرارة باردة:

ولفت إلى أنه قد يكون هذا العام جيدًا لغيوم الليل المضيئة، فحتى تتشكل هذه السحب تتطلب درجات حرارة باردة في الغلاف الجوي المتوسط، وفي الوقت الحالي، يعد عام 2021 أحد أبرد الأعوام منذ 14 عامًا، وإذا استمرت اتجاهات درجات الحرارة المنخفضة هذه، فيمكن توقع بداية مبكرة نسبيًّا هذا العام، ويعتبر الخامس عشر من مايو هو أقرب وقت رصدت فيه من قبل.

برودة الغلاف الجوي:

وتابع قائلًا: لفترة طويلة لم يكن معروفًا طريقة تشكل هذه الغيوم، إلا أن البيانات تشير إلى أنها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي باردًا كفاية لتتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الصيف الزرقاء المضيئة، فحوالي 3% من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب، ويعتقد أن بلورات الجليد يمكن أن تتشكل حول غبار الشهب إلى حجم يتراوح من 20 إلى 70 نانومتر، وبالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي، حيث الماء متوفر يحتوي كريستالات من 10 إلى 100 مره أكبر.

بلورات الجليد الصغيرة:

وخلص أبو زاهرة إلى القول: “أما لونها الأزرق سببه الحجم الصغير لبلورات الجليد، فالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجية القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر، ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم يتبعثر إلى الأسفل نحو الأرض، وبالرغم من كل الفرضيات فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيرة، إلا أن هناك شيئًا واحدًا واضحًا وهو أن دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم، ولكن اللغز يظل قائمًا حول سبب سطوعها وانتشارها”.