القضية ستظل محورًا أساسيًا في سياسة المملكة

السعودية تدعو لوقف العنف وعدم إراقة الدماء في فلسطين بأسرع وقت

الخميس ٢٠ مايو ٢٠٢١ الساعة ٩:٢٢ مساءً
السعودية تدعو لوقف العنف وعدم إراقة الدماء في فلسطين بأسرع وقت
المواطن - الرياض

دعا وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الخميس، إلى بذل كل جهد ممكن وبأسرع وقت لوقف إراقة الدماء ودوامة العنف في فلسطين، معربًا عن ترحيب بلاده بكل الجهود البنّاءة لتحقيق ذلك.

انتهاكات خطيرة للقانون الدولي

وقال الأمير فيصل بن فرحان خلال الاجتماع الطارئ للأمم المتحدة حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن “الأحداث الأخيرة المتصاعدة والاعتداءات المستمرة على حقوق الشعب الفلسطيني تُعتبر انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يُقِرّ بعدم الاستيلاء على الأرض بالقوة ويحرِمُ كل ما من شأنه أن يهدد السلم والأمن الدوليين والاستقرار في العالم”، مؤكدًا أن تلك الأحداث “تقوض فرص السلام في المنطقة والعالم وكذلك تقلص فرص حل الدولتين وتعزز العنف والتطرف وتنسف كل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة”.

وأضاف أن “المملكة ومن موقعها القيادي للعالم الإسلامي ورئاستها لقمة منظمة التعاون الإسلامي وتمثل أكثر من 25 في المائة من أعضاء منظمة الأمم المتحدة بواقع 57 دولة، تود التأكيد على ما تم إقراره خلال الاجتماع الاستثنائي الافتراضي للدول الأعضاء في 16 مايو (أيار) 2021، المتضمن رفضه وإدانته للاستعمار الإسرائيلي المتواصل للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وإنشاء منظومة فصل عنصري فيها، وتحديدًا من خلال بناء المستعمرات وتدمير ممتلكات الفلسطينيين وبناء جدار التوسع ومصادرة الأراضي والمنازل والممتلكات وإخلاء الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من منازلهم وأرضهم”.

وأشار وزير الخارجية إلى ما أشار إليه اجتماع “منظمة التعاون الإسلامي” من الإعراب عن قلقه بشكل خاص من تسارع وتيرة سياسة الاستعمار الإسرائيلية للأرض الفلسطينية وتحديدًا التهديد بإجلاء مئات من العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس الشرقية المحتلة بالقوة بما في ذلك عائلات في الشيخ جراح وحي سلوان، اللذين يواجهان إخلاء وشيكًا من قبل مجموعات المستعمرين المتطرفين بدعم ومساندة من سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالتعاون مع المحاكم العنصرية، ويطالب بالوقف الفوري لكل تلك السياسات والممارسات غير القانونية التي تتعارض مع التزامات الاحتلال بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة، ويدعو إلى التصدي لهذه الإجراءات غير القانونية على كافة المستويات واتخاذ إجراءات دولية سريعة لمواجهتها”.

العنف لا يجلب إلا العنف

وتابع بالقول: “لقد سبق وأن حذرت المملكة مرارًا وتكرارًا من أن العنف لا يجلب إلا العنف، ودوامة العنف لا تجلب إلا الخراب والدمار وتأجيج استراتيجية الصراع، ونحن نستنكر بقوة كل استهداف للمدنيين وكل ممارسات أحادية واستفزازية وكل إذكاء للكراهية والتطرف والعنف من أي جهة كانت”، مضيفًا: “نؤكد هنا على ضرورة عدم تشتيت الانتباه والأنظار عن الهدف الأسمى، المتمثل بتحقيق السلام العادل والدائم وفقًا لحل الدولتين والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

ودعا الأمير فيصل بن فرحان لـ”بذل كل جهد ممكن وبأسرع وقت لوقف إراقة الدماء ودوامة العنف، التي لن تحقق الأمن ولا تفضي إلا إلى المزيد من مشاعر اليأس والإحباط والكراهية، في سبيل استعادة الأمل وتصويب الهدف نحو مستقبل آمن وغد مزدهر للجميع”، معربًا عن ترحيب المملكة بكل الجهود البناءة لتحقيق وقف عاجل للعمليات العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية للمتضررين.

الموقف التاريخي للسعودية

ونوّه بأن الموقف التاريخي للسعودية وقياداتها عبر الأزمنة “هو موقف داعم للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ويقوم على مبدأ أن القضية الفلسطينية هي قضية أساسية وجوهرية في السياسة الخارجية للمملكة”.

وشدد وزير الخارجية على أن هذه القضية ستظل محورًا أساسيًا في سياسة السعودية حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه وأرضه وتقام دولة فلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.