سلمان للإغاثة يختتم مشروعَين طبيَّين تطوعيَّين في دمشق
حساب المواطن: ستكون هناك زيارات لمساكن المستقلين بشكل دوري
ضبط 7681 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع
موسم العمرة يشهد تدفقًا متزايدًا للمعتمرين والقاصدين للمدينة المنورة
سلمان للإغاثة يواصل توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة
ولي العهد يتوج فريق فالكونز بلقب كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
الحياة الفطرية توثق أكثر من 84 ألف طائر بحري في 2025
5 ملايين مستفيد من خدمات تطبيق الموارد البشرية الموحّد
علماء يكشفون خفايا ثقب أسود انفجاره سيدمر الأرض
حرس الحدود ينقذ مقيمين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
يوماً بعد آخر، تنال المملكة المزيد من التقدير والاحترام المحلي والدولي، باعتبارها من أولى الدول التي واجهت فيروس كورونا المستجد بأساليب تقنية مبتكرة، وخطط علمية دقيقة، حاصرت بها المرض وحجمته، واضعة في قمة أولوياتها صحة الإنسان، مواطناً كان أو مقيماً.
هذا الاحترام وذاك التقدير بلغا ذروتهما عندما أعلنت المملكة أن موسم الحج المقبل سيكون قاصراً على 60 ألف حاج فقط من حجاج الداخل، وكان لهذا القرار أبعاده وأسبابه الصحية التي حرصت المملكة على عدم تجاهلها أو التغاضي عنها قيد أنملة، حتى لا تتحمل وزر تعريض حاج واحد لخطر الإصابة بالفيروس، وهي الدولة المستأمنة على حياة ضيوف الرحمن حجاجاً ومعتمرين، وخدمتهم على مدار الساعة طيلة فترة بقائهم في المملكة.
تحية تقدير للمملكة التي رفضت للعام الثاني على التوالي إلغاء شعيرة الحج، أو إقامتها في حدها الأدنى، وفق توصية وزارة الصحة، فهي حرصت أن تقام الشعيرة بأكبر عدد ممكن من ضيوف الرحمن، رغم تداعيات الجائحة المدمرة والمنتشرة في بقاع الأرض، تصيب الملايين، وتقتل الآلاف، وتربك خطط الدول وتدمر اقتصاداتها.
الإشادات الدولية بقرار الحج، جاءت لأن القرار يهدف في المقام الأول إلى منع تفشي الوباء أكثر مما هو عليه اليوم، في ظل استمرار الجائحة، وظهور متحورات منه في عدد من دول العالم، وليس في الأمر سر، فالمملكة منذ شرّفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، وهي تحافظ على صحة الحجاج والمعتمرين، وتؤمن سلامتهم، وتفتخر أنها الحارس الأمين لضيوف الرحمن، منذ اللحظة التي يصلون فيها إلى أراضي السعودية إلى أن يغادروها بسلام إلى بلادهم.
وقد تابعت قرار المملكة منذ صدوره، وردة الفعل المحلية والدولية عليه، وتأكدت أنه قرار حكيم ومدروس، يتماشى مع الأحداث والمستجدات الصحية التي تعيشها دول العالم، ويراعي أيضاً صحة الإنسان وحياته، فلا يراهن عليها، ولا يعرضها للهلاك، وهو الأمر الذي يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، بضرورة الحفاظ على حياة الحجاج وسلامتهم الصحية، فالشريعة تضع حفظ النفس في مقدمة الضرورات الشرعية الخمس.
ستون ألف حاج يبدو عدداً قليلاً جداً، مقارنة بأكثر من مليونين ونصف المليون حاج في مواسم ماضية، ولكن يبقى هذا الرقم كبيراً جداً في ظل تفشي الوباء، هؤلاء الحجاج في حاجة إلى عناية فائقة من الأجهزة السعودية المعنية كافة، ليس أولها التباعد بينهم، والتقيد بمتطلبات البروكولات، وليس آخرها تأمين أفضل الخدمات الصحية التي توفر لهم حياة آمنة، وسلامة مستدامة.
أؤمن أن المملكة ستنجح في تسيير موسم الحج المقبل بكل اقتدار، وتحافظ على حياة حجاج بيت الله وتؤمن سلامتهم، ومن ثم تحقيق النجاح الذي اعتادت أن تحققه في كل موسم حج قبل زمن كورونا، ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا أن المملكة لديها خبرات متراكمة في التعامل مع الحشود البشرية، هذه الخبرات سيضاف إليها اليوم خبرة تسيير موسم حج وسط تفشى وباء خطير، يتحور بنجاح، وينتشر في سلاسة، ويقتحم دول العالم من أقصاها إلى أقصاها دون رقيب أو حسيب.
* كاتب سعودي