فلكية جدة تحيي ذكرى نيزك النخلة المصري

الإثنين ٢٨ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٦:٤٩ مساءً
فلكية جدة تحيي ذكرى نيزك النخلة المصري
المواطن- محمد داوود- جدة

أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه بتاريخ 28 يونيو عام 1911 أي منذ 110 سنوات، وفي قرية النخلة الصغيرة بمحافظة البحيرة في مصر وعند الساعة 9 صباحًا حسب التوقيت المحلي، سمع الأهالي صوت انفجارات قادمة من بعيد، وبعد ذلك أبلغ عن ظهور خيط أبيض من الدخان في السماء قادم من الشمال الشرقي، وسجل حوالي 40 قطعة من الصخور تساقطت من السماء، وتم تحديد وزنها الإجمالي بحوالي 10 كيلوغرام، ويقال إن تلك الصخور ضربت أحد الكلاب.

نيزك النخلة المصري:

وأكد ماجد أبو زاهرة، أن نيزك النخلة المصري يعتبر أول حجر نيزكي مسجل في مصر، وبعد 7 عقود من ذلك التاريخ وجد العلماء بأن حجر النخلة لم يكن حجرًا نيزكيًّا عاديًا، فهو قادم من كوكب المريخ.

الأحجار النيزكية:

وأشار إلى أن الأحجار النيزكية تعتبر مكان التقاء علم الفلك وعلم الجيولوجيا، فهناك العديد من الصخور في الفضاء والعديد منها يدخل الغلاف الجوي للأرض في كل يوم، وحوالي 37.000 إلى 78.000 طن من الحطام الفضائي يدخل الغلاف الجوي في كل عام بحسب بعض القياسات، وعند دخول تلك الأجسام إلى الغلاف تقوم بعمل شريط من الضوء الساطع في قبة السماء يعرف باسم الشهاب، وفي معظمها جسيمات غبارية، ولكن البعض الآخر يكون صخورًا كبيرة أو صغيرة.

سقوط الأحجار النيزكية:

ولفت إلى أن القليل من تلك النيازك وبشكل نادر يسقط على سطح الأرض، وعندها تسمى أحجارًا نيزكية، نظرًا لأن الغلاف الجوي حول الأرض يقوم بحمايتنا من تلك الصخور القادمة من الفضاء، وبحسب الإحصائيات المنشورة عام 2016 يوجد على سطح الأرض 188 فوهة فقط ناتجة على اصطدام أحجار نيزكية وكل منها له قصته الخاصة، وبالعودة إلى نيزك النخلة فإن مصدره فعلًا من المريخ، فعندما بدأ العلماء بإجراء أول تحليل له وجد أن عمره 1.3 مليار سنة، أصغر بكثير من نظامنا الشمسي الذي يبلغ عمره 4.5 مليار سنة، وهذا يعني بأن هناك نيزك النخلة تشكل في نفس الوقت الذي تشكل فيه نظامنا الشمسي.

عمر نيزك النخلة:

وخلص أبو زاهرة إلى القول، عمر نيزك النخلة صغير جدًا، لأن يكون مصدره كويكبًا، حيث النشاط البركاني يعتقد بأنه توقف بعد فترة قصيرة من تشكل نظامنا الشمسي، لذلك تحولت الأنظار نحو كوكب الزهرة وهو نشط نسبيًا حاليًا، وكان احتمال ممكن لأن يكون مصدر هذا الحجر النيزكي، ولكن وبسبب جاذبية الزهرة القوية وغلافه الجوي السميك فإنه من غير المحتمل جدًا بأن يكون نيزك النخلة تم قذفه خلال انفجار بركاني على الزهرة، وهذا يترك المريخ ليكون المكان المحتمل لمصدر وأصل نيزك النخلة، فجاذبية المريخ ضعيفة جدًا مقارنة بالزهرة، وفكرة أن نشاطًا بركانيًا على المريخ قذف بالحجر النيزكي مقبولة.

وهنا يطرح السؤال التالي: هل نيزك النخلة قذف من جبل (أولمبوس مونس) خلال انفجار بركاني واندفع نحو الفضاء ووجد طريقة إلى الأرض، والجواب: نعم هذا ممكن.