بسبب العواصف الشمسية.. نهاية الإنترنت يثير موجة من الجدل

السبت ١١ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٩:١٦ مساءً
بسبب العواصف الشمسية.. نهاية الإنترنت يثير موجة من الجدل
المواطن- محمد داوود- جدة

أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن ما يتم تداوله عن “نهاية الإنترنت” هو جزء من بحث جديد يتحدث عن إمكانية أن تتسبب عاصفة شمسية شديدة في جعل قطاعات كبيرة بدون إنترنت لأسابيع أو أشهر، إذ تم تقديم البحث في مؤتمر اتصالات البيانات SIGCOMM 2021 (لم تنشر الورقة بَعد في مجلة محكمة) والموضوع ليس توقع بوصول عاصفة شمسية كبيرة خلال الأيام القليلة المقبلة، بينما هناك بحوث سابقة تحدثت عن هذا الموضوع.

أضواء الشفق القطبي:

وقال: إنه يعرف الجميع بأنه وبشكل متكرر تحدث عواصف شمسية والجزء الأكبر منها يصده الدرع المغناطيسي لكوكبنا ويمنعه من إحداث أي ضرر حقيقي للأرض أو سكانها، وبدلًا من ذلك ترسل تلك الجسيمات نحو القطبين وتترك وراءها أضواء الشفق القطبي الجميلة، لكن في بعض الأحيان تحدث عاصفة شمسية كبيرة يمكن أن تكون كارثية على طريقة حياتنا الحديثة.

البنية التحتية العالمية:

وتابع، أنه على سبيل المثال عند النظر كيف كان العالم غير مستعد للتعامل وباء كوفيد 19، حيث لم يكن هناك بروتوكول للتعامل معه بشكل فعال في البداية، والأمر نفسه مع الإنترنت (والكهرباء والأقمار الصناعية التي لم يذكرها البحث)، فالبنية التحتية العالمية ليست جاهزة لحدث شمسي واسع النطاق، ربما لأن العواصف الشمسية الكبيرة (وتسمى أيضًا الانبعاث الكتلي الإكليلي) نادرة نسبيًّا حيث يقدر احتمال تأثير عاصفة شمسية شديدة على الأرض بشكل مباشر بين 1.6% و12% كل عشر سنوات.

تسجيل عاصفتين فقط :

ولفت إلى أنه بشكل عام في التاريخ الحديث تم تسجيل عاصفتين فقط من هذا القبيل- واحدة في عام 1859 والأخرى في عام 1921، الحادثة السابقة المعروفة باسم حدث كارينغتون، تسببت في اضطرابًا جيومغناطيسيًّا شديدًا على الأرض بحيث اشتعلت النيران في أسلاك التلغراف، وظهور الشفق القطبي الذي يشاهد عادة بالقرب من قطبي الكوكب- تم رصده بالقرب من كولومبيا الاستوائية، ويمكن للعواصف الأقل شدة أيضًا أن تسبب في مشاكل كما حدث في مارس 1989 طغت على مقاطعة كيبيك الكندية بأكملها لمدة تسع ساعات.

تحديد نقاط الضعف:

ومضى قائلًا: إنه منذ ذلك الحين أصبحت البشرية أكثر اعتمادًا على الإنترنت، ولا تزال الآثار المحتملة لعاصفة جيومغناطيسية كبيرة على تلك البنية التحتية الجديدة غير مدروسة إلى حد كبير ويجب تحديد أكبر نقاط الضعف في تلك البنية التحتية بحسب الورقة البحثية الجديدة، والنبأ السار هو أن اتصالات الإنترنت المحلية والإقليمية من المحتمل أن تتعرض لخطر منخفض للتلف؛ لأن كابلات الألياف الضوئية نفسها لا تتأثر بالتيارات الجيومغناطيسية، ومع ذلك فإن كابلات الإنترنت الطويلة تحت البحر التي تربط القارات قصة مختلفة، فقد تم تجهيز هذه الكابلات بأجهزة إعادة إرسال لتعزيز الإشارة الضوئية، متباعدة على فترات من (50 إلى 150 كيلومترًا)، هذه المكررات عرضة للتيارات الجيو مغناطيسية، ويمكن أن تصبح الكابلات بأكملها عديمة الفائدة إذا توقف حتى مكرر واحد، وفقًا للبحث.

حدوث عاصفة جيومغناطيسية:

وخلص أبو زاهرة إلى القول: في حالة حدوث عاصفة جيومغناطيسية كارثية، فإن تلك الدول الواقعة على خطوط العرض العليا هي التي من المرجح أن تنقطع عن الشبكة أولًا، ومن الصعب التنبؤ بالوقت الذي سيستغرقه إصلاح البنية التحتية تحت الماء، ويشير البحث إلى أن انقطاع الإنترنت على نطاق واسع أمر ممكن، وعند حدوث عاصفة شمسية كبيرة من الشمس في المستقبل (ليس كل عاصفة شمسية)، سيكون أمام الناس على الأرض حوالي 13 ساعة للاستعداد لوصولها دعونا نأمل في أن نكون مستعدين لتحقيق أقصى استفادة من ذلك الوقت.