انطلاقًا من مهمته النبيلة لتعزيز مبادئ الحوار بين الثقافات

مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان يتخذ لشبونة مقرًّا جديدًا له

الجمعة ٢٩ أكتوبر ٢٠٢١ الساعة ٦:٣٠ مساءً
مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان يتخذ لشبونة مقرًّا جديدًا له
المواطن - الرياض

أعلن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، نقل مقره الرئيس من العاصمة النمساوية فيينا إلى العاصمة البرتغالية لشبونة واتخاذها مقرًّا له.

مباحثات دبلوماسية:

وكان مجلس أطراف الدول المؤسسة للمركز والمكون من: المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان العضو المؤسس المراقب ومسؤولون من الحكومة البرتغالية، قد أجرى مباحثات دبلوماسية؛ أسفرت عن الاتفاق على نقل المركز الرئيس (كايسيد) إلى العاصمة البرتغالية لشبونة، واتخاذها مقرًّا له.

وعُني مسؤولو مركز الملك عبدالله في الفترة الماضية على ضمان حُسن سير عملية نقل المركز واستدامة فعالياته. وعلى إثر ذلك تم التوقيع على اتفاقية المقر بين المركز وبين الحكومة البرتغالية اليوم الجمعة 29 أكتوبر 2021م في لشبونة، وقعَّها عن المركز معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعن الحكومة البرتغالية معالي وزير الدولة والخارجية البرتغالي السيد أوغستو سانتوس سيلفا؛ لينضم إلى (9) منظمات دولية تحضنها لشبونة على أراضيها؛ مَّا يعزز من مكانتها الدولية في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

من جانبه، عبَّر الأمين العام لمركز الحوار العالمي، فيصل بن معمر، بعد توقيع الاتفاقية عن خالص شكره وتقديره الجزيلين إلى الحكومة البرتغالية لاحتضانها مقر المركز في مسيرته الجديدة. وعلى تعاونها الذي ترجم تيسير إجراءات نقله؛ لاستكمال رؤيته النبيلة على أرضها لتشجيع الحوار العالمي والإنساني الهادف والمسؤول، استنادًا إلى تعزيز القواسم المشتركة بين أتباع الأديان والثقافات؛ مؤكدًا على استمرار المركز في تفعيل دور القيادات والمؤسسات الدينية والثقافية لمساندة صانعي السياسات وتعزيز دور القيم الدينية والإنسانية وتحقيق العيش السلمي والمواطنة المشتركة ومكافحة كل أشكال الكراهية والتطرف ومشددًا على الدور التاريخي الكبير الذي قام به المركز في العمل منذ تدشينه في فيينا عام 2012م، في احتضان الشباب وتعزيز أدوارهم، مستشهدًا بما حقَّقه المركز من أثر كبير في المشهد الحواري العالمي، بوصفه منظمة فريدة في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وعلاقة المؤسسات الدينية بصناعة السياسات؛ ما شكل قيمة مضافة ونهجًا إنسانيًّا للتواصل بين الشعوب؛ وترسيخ قيم التعايش والتعاون والتضامن الإنساني والعيش المشترك وتحقيق الأمن والسلام، ومناهضة خطاب الكراهية والتطرف.

مسيرة فاعلة: 

واستعرض ابن معمر، بمناسبة توقيع اتفاقية المقر، وقطْعِ المركز مسافة جديدة من مسيرته الفاعلة في الحوار العالمي، جهود مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في النهوض بأدوار مهمة وواعدة في مجال نشـر الحوار العالمي من خلال تفعيل جهود القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات، وبناء كثير من العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان والثقافات في العالم، فضلًا عن تأسيس شبكة واسعة من القيادات الدينية العاملة في أكثر من (60) دولة وتدريب قيادات وتربويين من خلفيات دينية وثقافية متنوعة على تيسير الحوار والاتصال وتعزيز التماسك الاجتماعي؛ وإطلاقه برنامج كايسيد للزمالة الدولية؛ مساهمةً منه في بناء مجتمع متماسك وشبكة تضم (364) خريجًا من (67) بلدًا يمثلون (9) أديان رئيسة في العالم، والذين أطلقوا (375) مبادرة في هذا الشأن؛ جنبًا إلى جنب تعاونه مع المنظمة العالمية للحركة الكشفية، في إقامة علاقات بين الشباب بوساطة برنامج الحوار من أجل السلام، الذي وصل منسوبوه إلى أكثر من (9000) شاب؛ مشيرًا إلى إطلاق برنامج (وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار) الخاص بالمنطقة العربية، ونجاحه في تدريب أكثر من (700) مشارك من القيادات الشابة، ينتمون لـ(12) دولة على مكافحة خطاب الكراهية والتطرف على الإنترنت وتعزيز عملية الاندماج.

جهود دولية: 

وبشأن جهوده دوليًّا؛ أشار ابن معمَّر إلى أبرز الفعاليات التي أطلقها أو أسهم في إطلاقها المركز مع شركاء النجاح من المنظمات الأممية والدولية ذات العلاقة، منها: خطة عمل القيادات والجهات الفاعلة الدينية لمنع التحريض على العنف والجرائم الوحشية، بمشاورات بين مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية وشبكة صانعي السلام ومجلس الكنائس العالمي، ومنظمة الدين من أجل السلام، ومنظمة أريجاتو، وجامعة الأمم المتحدة للسلام، استغرقت عامين ونصف العام، وأُطلقتها الأمم المتحدة عام 2017م بمشاركة أكثر من (100) ممثل من منظمات القيم الدينية وممثلين من أكثر من (35) من الدول الأعضاء.

ونوه ابن معمر بمشاورات المركز في دوائر صناعة السياسات العالمية وخاصة مع وكالات الأمم المتحدة التي تعمل على تأمين الحرية الدينية وحماية دور العبادة ومناهضة خطاب الكراهية. وفي عام 2019؛ وساهم المركزُ في خُطة العمل لحماية دُور العبادة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، وأوكل مهمةَ تنفيذها لتحالف الأمم للحضارات.

وقال ابن معمر: “عندما واجه العالم جائحة كورونا؛ ساهم المركز العالمي للحوار بتوجيه أنشطته وبرامجه لاستنفار جهود المنظمات والقيادات الدينية وأطلق (210) مبادرات في (50) دولة لمعالجة تداعياتها اجتماعيًّا واقتصاديًّا ومكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التماسك والتضامن الاجتماعي ومساعدة المحتاجين.

وتتويجًا لهذه الجهود التي قام بها المركز طيلة هذه السنوات، شرُفنا بتنظيم منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين الذي استضافته المملكة العربية السعودية أكتوبر 2020 والذي شكل فرصة ملهمة لتوحيد الدافعين الرئيسين الكامنين وراء المهمة التي يقوم المركز على أساسها وهما: فتح آفاق الحوار وتعزيزه بين القيادات الدينية وصانعي السياسات، وكذلك تقريب وجهات نظر وممارسات القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية والثقافية العالمية المختلفة، معتزًا باستضافة- المملكة العربية السعودية- هذه الاجتماعات في عاصمتها الرياض امتدادًا لجهودها لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان.

وبمناسبة اتخاذ البرتغال مقرًّا جديدًا للمركز، رفع بن معمر أسمى عبارات الشكر وعظيم الامتنان والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على ما أولياه للمركز من رعاية ودعم ومتابعة واهتمام لتحقيق أهدافه وتطلعاته.

وتوجَّه بخالص الشكر والتقدير للأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، لما تفضَّل به من متابعة ودعم للمركز، وثمّن جهود العاملين بوزارة الخارجية الذين أسهموا في تذليل وتيسير أعمال المركز وفعالياته. والشكرُ موصولٌ إلى الشركاء المؤسسين في النمسا واسبانيا والفاتيكان وأعضاء مجلس الإدارة من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس وغيرهم من اتباع الأديان والثقافات المتنوعة وأعضاء المجلس الاستشاري وموظفي وموظفات المركز الذين يبلغون أربعة وثمانين موظفًا من ثلاثين دولة والشركاء والأصدقاء في كل أنحاء العالم، الذين لم يدخروا وسعًا حتى حاز المركز هذه القيمة، وتبوّأ هذه المكانة العالمية.

وأعرب ابن معمر في ختام تصريحه عن عظيم امتنانه وتشرفه بخدمة الحوار العالمي وقيمه منذ تشرَّف بمسؤولية تأسيسه كمؤسسة دولية عام 2010م وتولي أمانته العامة عام 2012م والحرص على استدامة هذا المسار؛ استلهامًا لتجربة هذه المنظمة الدولية متعددة الأطراف؛ وانطلاقًا من مهمتها النبيلة لتعزيز مبادئ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.