ناشر المواطن يكتب : قرداحي يهاجمنا.. آن للسعودي أن يمد رجليه

بصوت متقطع يتخلله حشرجة ناتجة عن عدم صفاوة الاستقبال في جهاز الراديو، كان ذلك الصوت العربي الذي يقول هنا لندن يعني لنا شيئًا عظيمًا في عالم المعرفة وتلقي المعلومات، وكنا في بداية الإدراك عندما نستمع إليه نظن أنه مصدر الحقيقة الغائبة.. وكان لا شيء يعدل الحديث عن السعودية نقدًا وتجريحًا وتحليلًا متحيزًا، وعندما نصاب بالضجر ونتساءل لماذا تشتم السعودية؟! كان من هم أكبر منا سنًّا يبتسمون ويردون علينا ماذا لو سمعتم صوت العرب في أواخر الخمسينيات والستينيات وما تحمله من هجوم يومي قاذع على بلدنا، شتمنا الناصريون والبعثيون والمتطرفون والشيوعيون!!

تم اتهامنا أننا بعنا القدس وأننا عبيد الاستعمار والخونة، ولم تبقَ تهمة سياسية إلا تم اتهامنا بها، وراهن الجميع لعقود أننا في لحظات الانهيار، وأن أيامنا معدودة، ثم تحدث المعجزة أنه في عز توقعاتهم ترتقي هذه الدولة سلم الأمن والتنمية بفضل الله.
شابت لحانا وأصبحنا في عصر اللحظة الإعلامية والسوشيال ميديا ولا زلنا نُشتم من بني جلدتنا وإخواننا شركائنا في اللغة.. ويشاء الله ألا يجتمع أطياف إخواننا من الإعلاميين العرب في ١٠٠ سنة إلا في الهجوم علينا وشتمنا.. وإذا اجتمع عليك شتم أبو بكر البغدادي وعبدالباري فأنت بخير.. أما إذا نزل مستوى المنتقدين المتحيزين والشامتين من محمد حسنين هيكل إلى جورج قرداحي فإن مشهد الشتم الآن يتصدره التافهون.
الأهم الآن أن الأحداث والمواقف وخصوصًا الإعلامية تدل أن المحزم هو ابن وبنت الوطن.. أبناء وبنات الوطن الذين أبدعوا في كل المجالات، ولن يؤمن بالوطن ومشروعه مثلهم وهم من انكسرت على إخلاصهم وحبهم لوطنهم جميع المؤامرات عبر عقود.
جورج بدل ما تبكي على الحوثيين احكِ لنا عن وضع اللبنانيين ومعاناتهم، واسأل سيدك الذي دمّر لبنان وجره من الأمل للمعاناة: متى الزحف للقدس شو بينتظر ومعاه مية ألف مقاتل؟! قرداحي يشتمنا.. آن للسعودي أن يمد رجليه.

قد يهمّك أيضاً

آثار كورونا على الاقتصاد المحلي والدولي تحت مجهر المختصين السعوديين

بالصور.. أمير الرياض يرعى مؤتمرًا علميًّا لجمعية السكري السعودية