البيئة وما قبل الشجر

ما الذي يشترك في حُبه السواد الأعظم من سكان الصحاري؟ لن تنتظر طويلًا حتى يأتيك الرد: الزرعُ والمطر! عظيم جدًّا، ولا خلاف على ذلك كما يبدو، ولكن قبل كل هذا، هل تساءل أحدنا ما الذي يمهد للزرع ليحيا وينمو؟ نعم، ما الذي تحتاجه البذرة لتنمو وتورق وتزهر؟

إنها التربة التي تمتص ماء السُّقيا أيها السيدات والسادة. فالتربة الغنية بمكوناتها الطبيعية والخالية من التلوث، تكفل حضنًا نقيًّا للبذور حتى تتحول إلى زرع، وتمنحه ما يلزمه من حياة. وللتوضيح أكثر، تابع قراءة التالي:

تخيل أن تبذر بذرة في تربة ملوثة بكافة السموم من كيماويات، وزيوت، وغير ذلك. وتخيل أنك بعد غرسها واظبت على سقياها بالماء. السؤال: هل ستنمو هذه البذرة لتكون شجرة قوية ووارفة الظلال؟ للأسف لا.. وحتى وإن نجحت البذرة في الخروج بغصن غضّ إلى عالم الشمس والهواء.

هذا ببساطة يشرح ما للبيئة من قيمة وأولويّة لتكتمل دائرة كفيلة بازدهار ونماء المكونات. فجودة التربة والهواء والماء وسلامتهم من الملوثات تكفل توفُر “بيئة” صالحة لنمو النبات، ولكي يتنفّس الإنسان والمخلوقات التي تقاسمه الحياة على هذه الأرض وتستمر الحياة لابد من وجود هواء نقي، ومن أجل أن تبقى البيئة البحرية صالحة لحياة ما في أعماقها من مخلوقات لابد لها أيضًا من مقومات تكفل نقاءها واستدامتها.

نعم كلنا نعشق الشجر والنخل والزهر، ونحتفل بجريان شعابنا وأوديتنا في شتاءاتنا القصيرة كما لا يحتفل أي إنسان على وجه البسيطة، لكننا لم نتعود قط على التفكير في البيئة بمفهومها الأشمل: التربة والماء والهواء. وهذه دعوة لتبقوا مع هذه الزاوية ابتداء من اليوم في صحيفة “المواطن“، لنسبر معًا أغوار البيئة بشمولية، ونسعى لاحتواء اقتصاد البيئة، وما تجنيه الدول الرائدة اقتصاديًّا من خلال تعظيم الجانب البيئي واهتمامها بالبيئة.

*@abdullahsayel

• # البيئة
• # الشجر
• # عبدالله صايل
• # مقالات عبدالله صايل