عقود الزواج .. والحدّ من الطلاق ؟!

الأحد ٩ يناير ٢٠٢٢ الساعة ٢:٤٨ مساءً
عقود الزواج .. والحدّ من الطلاق ؟!
بقلم : موضي الزهراني

بعد تزايد نسبة الانفصال الزواجي بأنواعه المختلفة في الآونة الأخيرة، والتي أشار الكثير لربط تزايدها بالقرارات العدليّة الأخيرة التي أنصفت المرأة وساهمت في إنهاء مطالباتها الشرعية في فترة زمنية بسيطة (بخلاف السابق حيث كانت الكثير من القضايا الزوجيّة والأُسريّة تظلّ مُعلقةً لشهور أو لسنوات في بعض المحاكم)!

إلى جانب دور تلك القرارات التي منحتها استقلالية أكثر من حيث السفر والسكن والعمل، مما ساهم في عدم رغبة الكثير من الزوجات في تحمل ضغوطًا نفسية وتقديم تنازلات عديدة خوفًا من (الانفصال الزواجي)! ولكن من وجهة نظري فإن هناك أسبابًا قوية تحتاج لمعالجة جذرية ومنها طريقة ” عقد الزواج ” والتي مازالت كأنها متاجرة بالزواج، وليس بهدف بناء حياة أُسرية مستقرة!

 

لذلك لا بد أن تعيد وزارة العدل صياغة عقود الزواج حتى تتجاوز الوجه الجنسي لها ” النكاح ” والوجه الاقتصادي ” الصداق ” وبعض الشروط التي تشير للعقوبات في حالة الإخلال بشروط أحد الزوجين!، لذلك لا بد من إجراءات للارتقاء برباط الزوجية إلى مستوى ” الميثاق الغليظ ” والذي تم ذكره في التنزيل الحكيم بقوله تعالى : (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا) النساء ٢١.

والميثاق الغليظ يشير بكل وضوح إلى ميثاق للزوجية له بنوده يلتزم بها الزوجين بكل طواعية.

وكما أشار الدكتور محمد شحرور في كتابه الإسلام والإيمان (دراسات إسلامية معاصرة) بأن بنود ميثاق الزوجية هي بنود لحماية الأسرة والمجتمع، حيث يُعاهد كل من الزوجين الله على الالتزام بها علنًا أمام الله سبحانه ثم أمام الناس كمثال:-

  • أن يكون الزوجان صادقيّن مع بعضهما، وأن يرعيا بعضهما في السراء والضراء، ويحافظ كل منهما على مال الآخر.
  • أن يرعى كل منهما أولادهما، ويحافظان على رباط الأسرة.
  • ألا يرتكبا فاحشة بعد الزواج.
  • ألا يرتبط الزوج بامرأة أخرى بدون علم زوجته الأولى (حيث تتفاجأ كثير من الزوجات بارتباط أزواجهن منذ سنوات طويلة وبدون علمهن، بل الكثير لا تعلم إلا بعد وفاة الزوج، مما يتسبب ذلك في نزاعات أُسرية بين الأبناء وخاصة على الميراث)!
  • ومن البنود الهامة كذلك (ألا يتكلما عن خصوصياتهما أمام الغير وقت الغضب أو الرضا، وكذلك في حال الانفصال)! وفي حال الاتفاق يقسم كل من الزوجين على هذه البنود علنًا أمام الحضور الشهود، وبعد ذلك يقدم الزوج هديته لزوجته ” الصداق ” وبعدها يتم إعلان زواجهما أمام الله والناس. فهذه البنود كعهد لله في عنق الزوجين، تعتبر ميثاقًا غليظًا لا يستطيع الوفاء به إلا من كان مؤهلًا لذلك! فالزوج أو الزوجة الذي أعطى عهد الله وأقسم على الالتزام بميثاق الزوجية سيحسب ألف حساب وهو يقرأ قوله تعالى عن عقوبة الناكث بعهود الله وبالإيمان (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيّهم ولهم عذاب أليم) آل عمران ٧٧.
  • لذلك لا بد أن ترتقي عقود الزواج إلى مواثيق تنص على مسؤوليات الطرفين من أجل حماية الأسرة، وليس مجرد عقودًا تجارية لا تحمل إلا قيمة الصداق (والذي يعتبر مجرد هدية يقدمها الرجل تكريمًا للمرأة على موافقتها على الزواج به)!

@moudyzahrani

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني