خبراء يكشفون رسائل العملية الإرهابية

إيران تواصل الاصطياد في الماء العكر بـ هجوم أربيل

الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٣:٢٥ صباحاً
إيران تواصل الاصطياد في الماء العكر بـ هجوم أربيل
المواطن - بغداد - خاص

أدانت عدة دول عربية ودولية القصف الصاروخي الذي نفذته ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق؛ هجوم جاء بعد أيام قليلة من إعلان المرشد علي خامنئي، بأن بلاده لن تتخلى عن “وجودها الإقليمي”، في إشارة إلى دعمها للميليشيات في عدة دول.

انتهاكات وتحركات إيرانية وصفها الخبراء والمحللون بمحاولة الصيد في الماء العكر، عبر استغلال انشغال العالم بالأزمة الأوكرانية والعملية العسكرية الروسية، فلأول مرة اعترف النظام الإيراني بتنفيذ عملية إرهابية، حيث أعلن الحرس الثوري في بيان ضلوعه في الهجوم الصاروخي الذي جرى فجر الأحد، على مدينة أربيل، واستهدف حسب قوله “المركز الإستراتيجي للتآمر الإسرائيلي”.

في المقابل، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان أن الهجوم نفذ بـ”12 صاروخًا باليستيًّا” أطلقت “من خارج حدود الإقليم وتحديدًا من جهة الشرق”، وأنها “كانت موجهة إلى القنصلية الأمريكية”.

الصيد العكر:

ويعد الهجوم الأول من نوعه الذي يحظى باعتراف رسمي من جانب إيران، وهو ما يعني أنها بدأت تتغول وتستغل الوضع العالمي الراهن، وهنا يقول الدكتور عبدالكريم الوزان عميد كلية الإعلام والاتصال في جامعة سليمان الدولية: إن نظام طهران ينتهك سيادة العراق تحت ذريعة قصف أهداف إسرائيلية.

ويوضح الدكتور عبدالكريم الوزان، خلال تصريحاته لـ”المواطن“، أن هدف إيران من تلك الضربة الإرهابية إيصال رسالة إلى أربيل والأكراد وهي عدم التفاعل مع تشكيل الحكومة والابتعاد عن تكتل مقتدى الصدر.

وأضاف عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة سليمان الدولية، أن الهدف الثاني من تلك العملية هو الإعلان عن قدرة إيران وتأثيرها في الداخل العراقي رغم خسارة أذرعها للانتخابات، وتابع قائلًا: “كل هذا التغول الإيراني نتيجة انشغال العالم والقوى الكبرى في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا”.

وتوقع عبدالكريم الوزان، مزيدًا من التصعيد الفترة القادمة بين إيران وإسرائيل في الداخل العراقي وسوريا أيضًا، وطالب بضرورة ترابط النسيج العراقي لمنع انتهاك السيادة.

ودفع الهجوم المجلس الأمني الوطني في العراق إلى إصدار بيان يطالب الجانب الإيراني “بتفسير صريح وواضح”، كما أدان زعماء عراقيون الهجوم ودعوا إلى وحدة جميع العراقيين “في مواجهة العدوان”.

تصاعد الهجمات: 

وشهد العراق تصاعدًا في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في بداية العام، بالتزامن مع إحياء إيران وحلفائها للذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني ومرافقه العراقي أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في هجوم بطائرة أمريكية مُسيرة في العراق يناير2020.

وعقب الهجوم، استدعت الخارجية العراقية، السفير الإيراني، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له محافظة أربيل، وتسبب في خسائر مادية وأضرار بمنشآت مدنية ومساكن للمواطنين، علاوة على بث الخوف بين سكان المدينة.

في السياق ذاته، يقول الأكاديمي العراقي محمود الدوري: إن إيران دأبت على مدار سنوات في تنفيذ قاعدة الاصطياد في الماء العكر والمساومة والابتزاز عن طريق الميليشيات المسلحة لدول الجوار.

وأضاف الدوري، خلال تصريحاته لـ”المواطن“، أن إيران تريد فعل أي شيء حتى لا يخرج العراق من تحت مخالبها وأذرعها المسلحة التي تعتبر الساحة العراقية بوابة خلفية للهروب من عقوبات الغرب وابتزاز واشنطن أيضًا.

مساومة الاتفاق النووي: 

تسعى طهران لتكون من “الرابحين” في الحرب الروسية الأوكرانية، عبر استغلال انشغال العالم بها لتساوم في المفاوضات النووية، وهنا أكد الأكاديمي العراقي محمود الدوري أن على مدار سنوات التفاوض سعت طهران للمراوغة.

وأضاف أن النظام الإيراني يسعى إلى الاستفادة قدر المستطاع من الأزمة الأوكرانية ليجعل الإدارة الأمريكية تبدي المزيد من المرونة والتساهل مع مطالبه، وهذا ما كشفته تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل.

فقبل أيام، أعلنت أوروبا أن محادثات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني تم تعليقها “لعوامل خارجية”، بعد أيام من طلب روسيا “ضمانات مكتوبة” بألّا تتأثر علاقاتها التجارية والعسكرية مع إيران بالعقوبات المفروضة على موسكو نتيجة أزمة أوكرانيا.

محادثات فيينا:

وأضاف بوريل، في تغريدة عبر “تويتر”، أن “هناك حاجة إلى وقفة في محادثات فيينا بسبب عوامل خارجية”، مؤكدًا استمراره في التواصل مع أطراف التفاوض للتغلب على الموقف الحالي.

من جانبه، توقع الدكتور عبدالكريم الوزان، أن يقوم أعضاء من الكونجرس بمطالبة بايدن بالانسحاب من المفاوضات ردًّا على تحركات إيران وابتزازها، وهذا ما سيعقد الموقف أكثر ويسمح لإسرائيل أيضًا في دخول مواجهة مفتوحة مع إيران.

ويرى الوزان أن ضعف إدارة بايدن شجع إيران على التمادي في انتهاك سيادة دول الجوار ودعم ميليشياتها أكثر وأكثر، وهذا ما ينذر بخطر على المنطقة بالكامل نتيجة هذا التراخي.

وفي ظل التحركات في الداخل العراقي، عقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، غرفة عمليات بشأن الاعتداء، وقال: “إن زج العراق في الصراعات سابقة خطيرة تهدد أمن العراق وسيادته”.