من المنتظر أن تصل الرابطة الأخوية إلى آفاق جديدة

علاقة فريدة واستثنائية تجمع السعودية وباكستان 

الثلاثاء ٢٦ أبريل ٢٠٢٢ الساعة ٤:٢٣ صباحاً
علاقة فريدة واستثنائية تجمع السعودية وباكستان 
المواطن- ترجمة: منة الله أشرف

تتمتع السعودية وجمهورية باكستان بعلاقة استثنائية متجذرة في المحبة بين الشعبين، وقد استمرت هذه الرابطة في التعزيز على مدى العقود العديدة الماضية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، ومن المتوقع أن يتم تعزيزها أكثر في ظل القيادة الكاريزمية لمحمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان المنتخب حديثًا.

ومن المنتظر أن يلتقي شريف بالقيادة السعودية لتعزيز أواصر الأخوة، وعن ذلك يقول موقع The Nation الباكستاني: يمتلك رئيس الوزراء المنتخب حديثًا مهارات إدارية ظهرت جليًّا في مناصبه السابقة التي غيّر من خلالها وجه لاهور، كما أن شقيقه الأكبر نواز شريف شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات، وكان له دور فعال في تطوير المؤسسات البرلمانية في باكستان وتمكينها من أن تصبح الدولة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي.

منعطف حرج لباكستان:

وتمر باكستان اليوم بمنعطف حرج، فخارجيًّا، تواجه وضعًا محفوفًا بالمخاطر على حدودها الغربية مع أفغانستان بعد خروج الولايات المتحدة، وداخليًّا، لا يؤدي التدهور الخطير في الظروف الاقتصادية إلى عرقلة الاستقرار السياسي فحسب، بل يحد أيضًا من قدرة الدولة على مواجهة التحديات الخارجية.

علاقة فريدة واستثنائية تجمع السعودية وباكستان 

 دور السعودية في دعم اقتصاد باكستان:

وقال التقرير: أما خارجيًّا، فرئيس الوزراء شريف لديه القدرة والشجاعة والإرادة لدفع باكستان إلى الأمام بشكل هادف، وداخليًّا فنحن لا نشك في أنه يستطيع الاعتماد على الدعم السعودي الثابت لهذا الغرض.

وتابع التقرير: لطالما ساهمت السعودية في اقتصاد باكستان واستقرارها ورفاهية شعبها، ففي عام 1940، قام ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبدالعزيز بزيارة كراتشي، وفي عام 1943، عندما ضربت المجاعة البنغال، استجاب الملك عبدالعزيز لنداء محمد علي جناح بتبرع سخي، وفي عام 1946، عندما زار وفد من الرابطة الإسلامية بقيادة أصفهاني مقر الأمم المتحدة في نيويورك، استضاف الأمير فيصل بن عبدالعزيز حفل استقبال للضغط من أجل قضية باكستان.

وكانت المملكة من بين أوائل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي اعترفت بباكستان، وفي عام 1951، أبرمت معاهدة صداقة مع إسلام أباد، وفي عام 1954، وضع الملك سعود حجر الأساس لمشروع سكني في كراتشي، العاصمة السابقة، والذي سُمي باسمه سعود أباد.

ومن حينها عملت السعودية وباكستان بشكل وثيق على تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، حتى إنه تم تسمية مسجد فيصل في إسلام أباد ومدينة فيصل أباد وطريق فيصل في كراتشي، ثم فتحت السعودية أبوابها أمام العمال الباكستانيين وقدمت مساعدات مالية للأنظمة المتعاقبة في إسلام أباد.

حتى عندما ضرب زلزال مدمر آزاد جامو وكشمير في عام 2005، كانت المملكة العربية السعودية أول دولة تنشئ ممرًّا جويًّا لتقديم الإغاثة الطارئة للضحايا، مع مستشفيين ميدانيين على أحدث طراز مجهزين بالكامل ويديرهما أطباء سعوديون محترفون، ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي، تم معالجة هذه الكارثة الطبيعية معًا، وكذلك مناصرة قضية السلام الإسلامي في الأمم المتحدة وغيرها من المنصات العالمية.

واستطرد التقرير: وخلال هذه السنوات استمر الدعم السعودي لإسلام أباد، ثم اتخذت العلاقات منعطفًا آخر رائعًا عندما زار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باكستان ليعلن عن تحول كبير في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ففي نوفمبر 2018، تم التوقيع على حزمة إغاثة اقتصادية طارئة بقيمة 6.2 مليار دولار لباكستان، تتكون من 3 مليارات دولار في شكل قروض وتسهيل ائتماني نفطي بقيمة 3.2 مليار دولار على أساس سنوي للسنوات الثلاث المقبلة، ودعم احتياطياتها من العملات الأجنبية وتجنب أزمة ميزان المدفوعات، ثم حذت الإمارات حذوها بتقديم حزمة مماثلة من الدعم الاقتصادي، ليكون دعم البلدين سببًا في موافقة صندوق النقد الدولي على خطة الإنقاذ الحالية البالغة 6 مليارات دولار لباكستان.

وتابع تقرير الموقع الباكستاني قائلًا: بطبيعة الحال، فإن الأولوية المباشرة لرئيس الوزراء شريف هي التغلب على الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في الداخل، والتي تعتقد التقارير أنه سيسعى للحصول على دعم سعودي إضافي لها، وليس لدينا شك في أن القيادة السعودية لن تخذل باكستان أبدًا، حيث سيضمن هذا بيئة سياسية مستقرة للحكومة الائتلافية قبل الانتخابات العامة المقبلة، وهو أمر ضروري لتحقيق تقدم اقتصادي مستدام.

وشدد التقرير على أنه لطالما احترمت القيادات السعودية المتعاقبة حق الشعب الباكستاني في اختيار قادته، مدنيين أو عسكريين، ولطالما تعاملت الدولة معهم باحترام وكرامة.

علاقة فريدة واستثنائية تجمع السعودية وباكستان 

دعم باكستان لرؤية 2030:

ومن جهة أخرى، يتحمس المثقفون من الشعب الباكستاني بشأن حملة التحديث في السعودية في ظل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المعروفة باسم 2030، حيث يوفر التنويع المستمر لاقتصاد المملكة فرصًا هائلة للقوى العاملة الباكستانية الماهرة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والسياحة والخدمات المالية، لاسيما وأن السعودية هي موطن لأكثر من مليوني عامل باكستاني وهي أكبر مصدر تحويلات في باكستان (4.4 مليار دولار بين يوليو 2019 وإبريل 2020 وفقًا لأرقام البنك الحكومي).

واختتم التقرير قائلًا: العلاقات بين البلدين التاريخية قد قطعت شوطًا طويلًا وتطورها يفتح آفاقًا واسعة لإحراز تقدم أكبر ملموس، كما أن هناك روح صداقة حميمة نادرة تجمع بين البلدين، ولهذا السبب، فإنه مع مرور كل عقد من الزمان ينمو تعاون البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية على قدم وساق، وليس هناك شك في أن هذه الرابطة الأخوية ستصل إلى آفاق جديدة في ظل القيادة الديناميكية لرئيس الوزراء شريف.