سلوك معادٍ للمجتمع والزملاء وافتقار عام للانفعالات

دراسة تكشف مفاجأة حول سمات الشخصية السيكوباتية وعلاقتها بالنجاح

الأربعاء ١١ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٩:١٧ مساءً
دراسة تكشف مفاجأة حول سمات الشخصية السيكوباتية وعلاقتها بالنجاح
المواطن - متابعة

يتم تعريف السيكوباتية بأنها اعتلال نفسي يعاني المصاب به من السطحية وانعدام الشعور بالحرج مع سلوك معادٍ للمجتمع والزملاء وافتقار عام للانفعالات والبعد عن العلاقات الشخصية.

تلقي نتائج الدراسة بظلال من الشك على الفوائد المزعومة للاعتلال النفسي في مكان العمل، حيث قالت الباحثة الرئيسية في الدارسة والأستاذة في جامعة فيكتوريا في ويلينغتون ومديرة مختبر علم الأعصاب الوجداني والجنائي، هيدويغ آيزنبارث: كان الاهتمام في السابق “ينصب على العلاقة بين النجاح المهني والسمات السيكوباتية”، مشيرةً إلى الفرضية التي كانت تزعم أن الأشخاص ذوي الصفات السيكوباتية العالية سيكونون ناجحين [في المناصب القيادية]؛ نظرًا لقدرتهم على تجاهل المشاعر وتقليل التعاطف وتوجيه المكافآت.

الهيمنة الشجاعة:

أضافت آيزنبارث أنه تم اختبار هذه الفرضية في دراسة أخرى من قبل، “وتبين أن هناك بعض الدلائل على أن هذا الأمر لا ينطبق على أرض الواقع بالنسبة إلى السيكوباتية كبنية وحدوية؛ إذ إنه بدلًا من أن ترتبط السمات السيكوباتية بالنجاح المهني العالي، ثبت أن جانب الهيمنة الشجاعة فقط كان مرتبطًا لتحقيق نجاح مهني أعلى، لكن الجانب الاندفاعي المتمركز حول الذات لتلك السمات كان مرتبطًا سلبًا بالنجاح المهني. وهكذا، فإن جانبين من السيكوباتية ينجذبان إلى اتجاهين مختلفين”.

التمحور حول الذات:

وأوضحت آيزنبارث أنها وفريقها البحثي سعوا إلى معرفة ما إذا كان يمكن تكرار التجارب في عينة أكبر، وإذا كان ذلك سيستمر أيضًا على مدار عام واحد، ومن ثم قاموا بتحليل البيانات الطولية من عينة تمثيلية على الصعيد الوطني في نيوزيلندا من 2969 فردًا.

وتضمنت البيانات، التي تم جمعها كجزء من دراسة المواقف والقيم النيوزيلندية، مقاييس الرضا الوظيفي الذاتي والمكانة المهنية. استخدمت آيزنبارث وزملاؤها أيضًا أسئلة من الاستطلاع لتقييم ثلاثة جوانب من الشخصية السيكوباتية من بينها الهيمنة الشجاعة والاندفاع المتمركز حول الذات والقلب البارد، وفقًا لـ”العربية”.

واكتشف الباحثون أن الهيمنة الشجاعة هي الجانب الأكبر الذي ارتبط بمزيد من الشعور بالرضا الوظيفي والأمن الوظيفي. ولكن تبين أن هناك صلة بين الاندفاع المتمحور حول الذات وانخفاض الشعور بالرضا الوظيفي والأمن الوظيفي. وثبت وجود ارتباط بين كل من الاندفاع المتمحور حول الذات وقسوة القلب بانخفاض المكانة المهنية.

السلوكيات والنتائج:

أعربت آيزنبارث عن اعتقادها بأن “ما يمكن أن تعلمه من نتائج هذه الدراسة هو أن السيكوباتية ليست سمة شخصية وحدوية بسيطة ذات ارتباطات واضحة بالسلوكيات أو النتائج. في هذه الحالة، لا يرتبط ارتفاع مستوى الصفات السيكوباتية بالنتائج المهنية الأفضل، ولكن الأمر يعتمد على: الأفراد المندفعين للغاية والذين يعانون من السيكوباتية بشكل كبير ربما يكون لديهم في الواقع نجاح أقل والأفراد الشجعان للغاية والمسيطرون ربما يحققون نجاحًا أكبر”.

أبحاث مستقبلية:

واستطردت شارحة أنه “بشكل عام، لا تفسر السمات السيكوباتية الكثير من التباين في النجاح المهني، لذلك فإن هناك متغيرات أخرى يمكن أن تكون أكثر صلة من السيكوباتية. من المحتمل أن تلقي الخطوات البحثية التالية مزيدًا من الضوء على الآليات وكيفية تأثير جوانب السيكوباتية فعليًّا على الحياة المهنية للأشخاص ذوي السمات السيكوباتية”.

واختتمت آيزنبارث قائلة: إن ما توصلت إليه الدراسة “مذهل، هو أنه حتى بالنظر إلى الاختلاف في القياسات والاختلاف في الموقع الجغرافي للعينة [البحثية]، فإن نتائج جاءت متطابقة، مع استمرار التأثير على النجاح أيضًا (على الأقل) لمدة عام، مما يثبت بالفعل أن السيكوباتية ليست حقًّا سمة مفيدة، في صورتها الكاملة، مع الجمع بين الجوانب المهيمنة المندفعة والشجاعة”.