خطوة النور

السبت ١١ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٣:١٣ مساءً
خطوة النور
بقلم:   خواطر بنت فايز الشهري

في صباح يوم عمل جديد وأثناء محاولات كسولة في تشغيل جهاز الحاسوب والاستعداد لبدء العمل، دخلت فتاة شابة إلى المكتب، ينير وجهها النشاط وفرحة البدء، وتحمل على كتفيها مسؤولية إثبات المقدرة والوجود، أو بإيضاح مباشر، خطت أولى خطوات النور في مسيرتها التي استعدت لها علمياً.

بنظرة بعيدة قليلاً يرى أي شخص فيها نفسه ويرى كذلك منها الهالة التي تحيطها والتي كانت تحيطه في كل بداية بدأها بشكل عام، وفي نفس الوقت يبتسم لسببين، إما أن يرثي تبلده أو رتابته، أو لأنه تذكر ولو لثانية واحدة نفسه في هذا العمر أو في أول يوم عمل له في حياته.

الثقة بالنفس جميلة جداً، وتعطي ارتياحاً للذي أمامك، وأمان بأن بإمكانه أن يمنحك ثقته باطمئنان، حتى إن تعثرت فالحياة إن لم تُعثّرك لن تنضج ولن تجدد نفسك وتطورها وتصل إلى نسختك النقية، والعالية، والأجمل هو تنافسك الشريف وطاقتك النظيفة للتقدم ومعرفتك بأنك أهل بأن تكون بصمتك في لوحة النجاحات.

قد يخل توازنك، قد تتحطم، قد تشك في مقدرتك، وقد يأتي جسدك فقط إلى وجهتك! طبيعي أن يحدث ذلك؛ ولكن غير الطبيعي هو تستمر في الغرق بالسلبيات ولا تنقذ نفسك! إن لم ترغب في النجاة لن تنج حتى إن رُميت لك أطواق النجاة من جميع من هم حولك.

تحدث بصوتٍ عالٍ لمن تشعر بأنه لن يخذلك، ويشور عليك بما يراه مساراً صحيحاً لتسلكه، فمن الخطأ أن تخاف الاستشارة أو تراها تنقص منك أو تهزك، فالخبرات تكتسب بالمعرفة ومصادرها كثيرة ومنها ما تتعلمه بنفسك، وأخرى ما تتعلمه مِن مَن تثق به علماً ومعرفةً وأماناً.

أحياناً قد نستميت في إيضاح ما علمتنا إياه الحياة، ولكن من الخطأ أن تقدم خبرتك لمن قد لا يرغب بمعرفتها أو الاطلاع عليها، والاحتمالية هنا لن تستطيع أن تحددها بنفسك، بل بتصريح من الآخر حباً في معرفة العلامات التي علّمتها فيك الحياة، فمهما زادت رغبتك في التحدث، عليك أن تكبحها؛ وطاقة الإجبار هنا ليست منك فهي ليست خيارية، بل من الحياة التي ألجمت كلماتك إلا لمن فك لجامها واستحق معلوماتها.

أرجو للجميلة الصادقة التي ألهمتني أن تبقى ابتسامتها مشعة، وتستمر في النظر إلى أعلى بكل ثقة وسكينة، وأن تكون رسالتي في حياتها كانت بأثر جيد مثلما كانت رسالتها في حياتي بأثر بارز وواضح، وأدعو الله أن يكتب لشهدٍ كل خير.

وفي النهاية.. لا تفقد هالتك الخيّرة وحارب لأجلها دائماً.

@2khwater                                                                          

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • علي فايز الشهري

    البدايات في مجال العمل كبداية الحبو ، الكلام، المشي، اللعب، الدراسة، الصداقة، الحب وغيرها. يكون فيها الانسان جاهلا ما تخفيه له التجربه إلى أن يعيشها، هنيئا لمن كانت بدايته صحيحه ومدعومة بالناصحين والمحبين لغيرهم ما يحبون لأنفسهم، سيأخذون بيده إلى المضمار الصحيح ويساعدونه في تفادي الأخطاء أو الاستفاده منها بعد وقوعها.
    أعجبني مقالك الجميل أختي الحبيبه وأتطلع للقادم بإذن الله.
    الله يوفقك ويسعدك