علاقات متميزة تربط بين الرياض والقاهرة رسميًّا وشعبيًّا

دلالات أخوية وإستراتيجية وأمنية لزيارة محمد بن سلمان إلى مصر

الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً
دلالات أخوية وإستراتيجية وأمنية لزيارة محمد بن سلمان إلى مصر
المواطن - الرياض

تجمع العلاقات التاريخية والإستراتيجية الممتدة عبر التاريخ بين المملكة ومصر، وكثيرًا ما تتناول التغطيات الإعلامية من قبل الجانبين هذا الحديث مع الإشارة إلى طبيعة تلك العلاقات وكيف تم توطيدها وتمتينها من خلال توقيع العديد من البروتوكولات والاتفاقيات التي تشمل مختلف القطاعات والمجالات، فيما أن العلاقات بالفعل أخوية قبل أن تكون إستراتيجية، وهو ما بدوره يعمل على تقويتها ودفعها إلى أن تكون دائمًا حائط صد لكل المحاولات التي تهدف إلى شق الصف العربي وإحداث الفوضى بالمنطقة العربية.

معانٍ ودلالات: 

وبحسب تقرير لصحيفة “صوت الأمة” المصرية، تأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مصر في هذا التوقيت، لتحمل الكثير من المعاني والدلالات وتضع حدًّا لكل المحاولات التي تُحاول الوقيعة بين القاهرة والرياض، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، فهي تأتي مُتزامنة مع الذكرى الخامسة لتولي الأمير محمد منصبه كولي للعهد، وأحداث صاخبة تمُر بها المنطقة جراء الأزمات العالمية، حيث تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية– الأوكرانية والتي ألقت بظلالها سلبيًّا على العالم أجمع ومن ثم دول المنطقة، سواء على المستويات الاقتصادية أو السياسية، إلى جانب ملفات وأزمات عربية طالما عملت المملكة ومصر على بذل مجهودات لحلها وتسويتها وما زالت لضمان أمن واستقرار المنطقة، ولعل أبرزها محاربة الإرهاب والتطرف.

قمة جدة: 

أيضًا تأتي الزيارة قبيل أقل من شهر على قمة جدة، والتي سيُشارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر والأردن والعراق لتؤكد على أهمية التنسيق مع القاهرة حول رؤية عربية مُوحدة، أيضًا سبق هذه الزيارة لقاء ثلاثي جمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وملك الأردن والعاهل البحريني في شرم الشيخ، والذي بالطبع أسفر عن رؤية عربية مُشتركة تضمن أمن واستقرار المنطقة؛ قبيل القمة المُرتقبة، تلك الرؤية التي من المؤكد أنها أحد محاور التشاور بين ولي العهد والرئيس السيسي قبيل توجهه إلى الأردن وتركيا في إطار جولته الخارجية الجارية والتي تقرر لها ثلاثة أيام؛ تشتمل على زيارته لمصر والأردن وتركيا.

وكانت مصر الوجهة الأولى للأمير محمد بن سلمان في جولته الخارجية الأولى بعد توليه ولاية العهد بالمملكة في 21 يونيو من عام 2017، تلك الزيارة التي التقى فيها الرئيس السيسي وشهدت حفاوة في الاستقبال ومؤشرات التقارب الكبير بين الجانبين؛ ليُكرر الآن الأمر ذاته مع إتمامه العام الخامس كولي للعهد، ما يؤكد على مكانة مصر والرئيس السيسي بالنسبة للمملكة بشكل عام والأمير محمد بن سلمان بشكل خاص.

لقاء أخوي: 

كما شهدت شرم الشيخ في يونيو من العام الماضي- 2021– لقاء أخويًّا جمع بين الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان والذي أُطلق عليه “لقاء الأشقاء”، وأكد الرئيس عبر حساباته الشخصية على السوشيال ميديا على سعادته بلقاء الأمير محمد بن سلمان واعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والسعودية رسميًّا وشعبيًّا إلى جانب التوافق الدائم في الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وكان الرئيس السيسي توجه إلى السعودية في مارس الماضي واستقبله الأمير محمد بن سلمان، كما التقى أيضًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشهدت اللقاءات التباحث والتشاور والتنسيق حول كل القضايا الشائكة والأزمات التي تشهدها المنطقة جراء تداعيات الأزمات العالمية الجارية.

وتؤكد لقاءات ولي العهد والرئيس السيسي منذ بدايتها أهمية توحيد الرؤى وتعزيز وحدة الصف العربي والإسلامي؛ لأن هذا التكاتف والتوحُّد يُمثل صمام الأمان للشرق الأوسط للحفاظ على الأمن القومي والاستقرار، واختيار الأمير محمد بن سلمان القاهرة كوجهة أولى في جولاته الخارجية بالمنطقة يؤكد على التنسيق والتعاون المصري السعودي الدائم على كل الأصعدة والمستويات.