مخاوف من تخمر القمح بفعل مياه الإطفاء

حريق جديد في مرفأ بيروت وتعليمات بمنع الاقتراب

الخميس ١٤ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٧:١٩ مساءً
حريق جديد في مرفأ بيروت وتعليمات بمنع الاقتراب
المواطن ـ متابعة

تعيش لبنان حالة من الاضطراب والجدل بعد اندلاع حريق في صوامع القمح بمرفأ بيروت، دون تدخل مباشر لإطفائها؛ وسط مخاوف من تخمير المزيد من القمح بفعل مياه الإطفاء ما يؤدي لانبعاث غازات قابلة للاشتعال.

 

خطر انهيار الصوامع

وحذر وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أمين سلام، من احتمالية انهيار صوامع القمح التي اندلعت فيها النيران قبل أيام في المرفأ.

وقال في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: “الحريق سيستمرّ طالما هناك حبوب وتخمّر”، وما يحصل اليوم يشكّل خطراً وإذا بقيت هذه المواد داخل الإهراءات وتكرّرت الحرائق فسيؤدّي ذلك إلى انهيارها بشكل تلقائي”.

هدم الصوامع المتضررة

وفيما يتعلق بهدم الأجزاء المحترقة، أشار إلى أن مجلس الوزراء علّق قراره بهدم الصوامع المتضررة تضامناً مع أهالي شهداء المرفأ وتلبية للدعوات بالتريّث طالما ليست هناك ضرورة للهدم”.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في لبنان: “إن الحريق في محيط الصوامع ناشىء عن انبعاثات ناتجة عن تخمير مواد موجودة في محيط الصوامع نتيجة الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت”.

وأضافت في بيان صادر يوم الاثنين: “هي مواد غير معروفة بسبب عدم تحديد أنواع المواد الكيمياوية المترسبة، وما نتج عنها من عمليات كيميائية معقدة نتيجة اختلاط الغازات المنبعثة مع غازات أخرى في الهواء.”

وتابعت: “أي تدخل لإطفاء الحريق المذكور سواء بواسطة المياه أو مواد الإطفاء سيؤجل المشكلة لبضعة أيام لتعود النار والدخان لإنتاج آثار جديدة ربما تسببت بأضرار جديدة”.

كما أكد أن الحريق تكرر سابقًا ومن غير الممكن السيطرة عليه نهائيًا لأن محاولة إطفائه بواسطة سائل سيؤدي إلى تخمير جديد تنتج عنه غازات، لا تلبث أن تشتعل مع ارتفاع درجات الحرارة.

منع الاقتراب

ونقل موقع سكاي نيوز تصريحًا لمصادر في الدفاع المدني تقول: “إن وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، منع الاقتراب من الصوامع مع تدابير مماثلة اتخذها الجيش اللبناني تفادياً لأية خسائر في الأرواح لخطورة الوضع في محيطها، واتخاذ أي قرار في ما يخص تلك المنطقة عائد للجنة الوزارية التي شكلت بعد الانفجار”.

اشتعال مستمر

كما نُقِلَ تصريحٌ لنائب عميد كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية، الدكتور يحيى تمساح، قال خلاله: “لا أعتقد أن الحريق مفتعل، بل توافرت له الظروف التي تؤدي إلى اشتعاله بشكل متواصل”.
وأضاف: “اللافت في الأمر أن الحريق مستمر ويمنع الاقتراب منه علماً أن أسبابه واضحة، فهو يشتعل ببقايا كميات القمح التي كانت مخزنة في الصوامع عند مستوى الأساسات، وما زالت كمية كبيرة من القمح عند قاعدة المبنى وقد تحللت بفعل الحرارة والجفاف، وما من شك أن الحريق يؤثر على ما تبقى منه”

يذكر أن بعض أهالي الضحايا والنشطاء، يبدون معارضة لهدم صوامع القمح لأنهم ينظرون إلى العملية بمثابة طمس لمعالم الجريمة.